توقعات بارتفاع الأسعار العالمية خلال العامين الحالى والمقبل لتقترب من 1400 دولار للأوقية
«حامد»: الذهب يتميز بسهولة البيع والشراء
عندما قررت مصر إصلاح سوق الصرف بعد طول انتظار فى خريف 2016 كان حائزو الذهب من بين قلة من الناجين من الآثار السلبية للعملية التى أزالت نحو %60 من قيمة الجنيه بين عشية وضحاها.
والسبب فى ذلك يرجع إلى طريقة تسعير المعدن النفيس والمرتبطة عالميا بالدولار والذى ارتفع بدوره من 8.78 جنيه إلى ما يقرب من 20 جنيها فى الأيام الأولى لعملية تحرير سعر الصرف.
وحقق الشخص الذى اشترى الذهب فى نهاية عام 2011 أكثر من 120% عائدا على استثماره إذا كان احتفظ به حتى الأسبوع الماضى، وذلك بالعملة المحلية، لكن على المستوى العالمى كانت الأوضاع تسير فى اتجاه معاكس.
فقد تكبد المستثمرون الذين اشتروا الذهب عالميا فى 2011 و2012 خسائر كبيرة إذا كانوا قد احتفظوا به حتى نهاية العام الماضى.
ووفقا لتقرير صادر عن مجلس الذهب العالمى بلغ متوسط سعر الأوقية العام الماضى 1.257 دولار، مقابل 1.571 دولار فى عام 2011، و1.670 دولار فى 2012، و1.411 فى 2013.
أما الذين اشتروه فى 2010 فقد حققوا مكاسب ضئيلة فى 2018 فقد كان متوسط سعر الأوقية آنذاك 1.224 جنيه.
لكن بنوك الاستثمار العالمية تتوقع آداء طيبا للمعدن النفيس خلال العامين الحالى والمقبل، وتوقع تقرير صادر عن بنك سوسيتيه جنرال ارتفاع أسعار الذهب للعام الجارى إلى 1325 دولارًا للأوقية، كما رفع البنك توقعاته لسعر الذهب للعام 2020 إلى 1350 دولارًا للأوقية
وتوقع بنك جولدمان ساكس ارتفاع سعر الذهب فى عام 2019، بالإضافة إلى وقف رفع الفائدة من بنك الاحتياطى الفيدرالي، وقال البنك فى تقريره “إن المستثمرين يجب أن ينتبهوا إلى أين يتجه النمو الأمريكى العام المقبل”.
وتوقع العديد من المحللين تراجع الدولار فى العام الجارى، مع عودة الذهب إلى طبيعته كملاذ آمن، وبحسب تقرير حديث لوكالة بلومبرج، قال “جينج يى بان” المحلل فى IG Asia Pte “بالنسبة الذهب، اعتقد أن هناك احتمالية لارتفاع الأسعار فى عام 2019”.
وأشار إلى احتمالات تقليل تحريك البنك المركزى الأمريكى للفائدة فى عام 2019.
وفى نفس التقرير، قال بنجامين لو المحلل لدى شركة فيليب فيوتشرز بى تى إي، إن الاتجاه الصعودى سيأخذ الأسعار نحو 1309 دولارات للأوقية فى الفترة الحالية.
أضاف أن الطلب على الملاذ الآمن “سيظل نشطًا” فى الربع الأول بسبب المخاوف الاقتصادية والجيوسياسية.
ووفقا لما نقله تقرير لوكالة رويترز، قال ميجيل بيريز-سانتالا، نائب رئيس شركة هيراوس ميتال مانجمنت فى نيويورك: “الناس يشعرون بالقلق الشديد ويبدأون فى إعادة الأموال إلى الذهب”.
وأضاف “الذهب قد يصل إلى مستوى 1400 دولار فى العام المقبل”.
وتوقع بنك أوف أمريكا ميريل لينش أن يرتفع الذهب خلال العام الجاري، مع تزايد المخاوف بشأن زيادة العجز بميزانية الولايات المتحدة، وبدء تأثر الاقتصاد بتداعيات الحرب التجارية المدفوعة بالتعريفات الجمركية.
وقال فرانسيس بلانش رئيس أبحاث السلع والمشتقات العالمية لـ”بلومبرج” إن السبائك يمكن أن تبلغ فى المتوسط 1.350 دولار للأوقية فى عام 2019 فى ظل انعكاسات الإصلاحات الضريبية على زيادة عجز الميزان المالى الأمريكي.
وقال بلانش «مازالت رؤيتنا إيجابية تجاه الذهب على المدى الطويل بسبب المخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكى على الرغم من أدائه الجيد نسبيا الآن».
وأضاف «على المدى القصير، آثار الدولار القوى تدافع معدلات الفائدة الأعلى للهيمنة، ولكن على المدى الطويل، فإن العجز الضخم فى ميزانية الحكومة الأمريكية يعد أمراً إيجابياً بالنسبة للذهب».
كما أوضح استطلاع أسعار الذهب السنوى من Kitco News على الإنترنت، أن المستثمرين الأفراد متفائلون بشأن الذهب فى عام 2019، وشارك ما يقرب من 5 آلاف شخص فى الاستطلاع، وأظهرت النتائج أن 1640 مشاركاً أو %34 يرون أن أسعار الذهب ستتجاوز 1500 دولار للأونصة بنهاية العام الجارى.
بينما توقع 868 شخصا، بنسبة %18 من المشاركين، انخفاض أسعار الذهب إلى ما دون 1100 دولار للأوقية بحلول نهاية عام 2019.
فى المقابل توقع 329 مشارك بنسبة %7، تماسك أسعار الذهب حول مستويات أقل من 1300 دولار للاوقية.
وأبقى مجلس الاحتياطى الاتحادى (الفيدرالى الأمريكي)، مارس الماضى، سياسته النقدية دون تغيير، للمرة الثانية خلال 2019، محافظا على أسعار الفائدة ضمن نطاق 2.25 – %2.50.
قال رجب حامد، الرئيس التنفيذى لشركة سبائك الكويت، إن الذهب عملة استثمارية شعبية لكافة طواف المجتمع، وهو أفضل انواع الاستثمار.
أضاف أنه يتناسب مع كافة فئات المجتمع، وفقا للقدرة الشرائية لكل فئة، وذلك فى الأشكال المختلفة كالذهب المشغول أو سبائك الذهب أو الجنيه الذهب أو الذهب المستعمل.
أشار إلى أن الذهب أحد الملاذات الآمنة مثل العقارات والشهادات الادخارية، لكنه أفضلها لسهولة شرائه وبيعه، وتحويله لنقد بسهولة بالإضافة لسهولة الاحتفاظ به، ونقله من مكان لآخر، فقد يربح المستهلك استثمارات من خلال العقارات، بارتفاع الأسعار، وكذلك الشهادات البنكية، من خلال رفع أسعار الفائدة، أو من خلال المشروعات، لكن وقت الأزمات لا يستطيع الأشخاص الاحتفاظ بها أو ضمان الأموال فقد تتعرض البنوك للإفلاس.
أضاف أن الذهب يختلف عن الملاذات الأخرى فى أنه يحتفظ بقيمته، خاصة عند هبوط غيره من الاستثمارات، نتيجة لآثار الأزمات الاقتصادية المحلية أو العالمية، فسع ر الذهب يرتفع دائما فى الأزمات الاقتصادية، بينما تنهار القيمة الشرائية للعملات، وقت الأزمات.
أكد أن الذهب يتمتع بمتانة، وطبيعة تسمح له بالبقاء، والاحتفاظ بشكله وقيمته، فى البيئات القاسية مثل الدفن، والحرائق، والزلازل، والسيول.
أوضح على أن الذهب أحد أهم احتياطات البنوك المركزية، لذا لن تترك هذه البنوك الذهب لانهيار أسعاره، وهو ما يجعله أفضل الملاذات الآمنة.