عباسى: هناك فرق بين الادخار والاستثمار.. والذهب يحفظ القيمة ولا يحقق أرباحاً
قال أحدث تقرير صادر من المجلس العالمى للذهب، إن استهلاك المصريين من المعدن الأصفر خلال الأعوام التسعة الماضية سجل 362.9 طن.
أضاف التقرير، أن الجزء الأكبر من هذا الاستهلاك جاء فى صورة مشغولات ذهبية حجمها 330.3، إضافة إلى نحو 32.5 طن من السبائك والجنيهات، وبلغ استهلاك المصريين من الذهب خلال العام الماضى 27.2 طن، منها 24.6 طن من المشغولات، و2.6 طن من السبائك والجنيهات، وسجل عام 2010 أكبر حجم استهلاك كلى حيث سجل 55.3 طن، فى حين سجل عام 2013 أكبر نسبة استهلاك من السبائك بلغت 7.1 طن، ومن المشغولات بحجم 45.6 طن، وبلغ نصيب الفرد من حجم الاستهلاك خلال العام الماضى 0.3 جرام، فى حين سجل عام 2010 أكبر نسبة لنصيب الفرد من حجم الاستهلاك بنسبة 0.7 جرام.
ولفت التقرير إلى زيادة احتياطى الذهب المصرى بنسبة %7 حيث تحتل مصر المرتبة 40 عالمياً والسادسة عربياً بنحو 78.3 طن.
قال رفيق عباسى رئيس شعبة الذهب بالاتحاد العام للصناعات، إن المصريين اشتروا ذهباً خلال السنوات الماضية من أجل الحفاظ على قيمة أموالهم من التآكل بفعل الأزمات الاقتصادية التى تعرضت لها البلاد، وهذا يعنى أنهم ادخروا ولم يستثمروا، وهناك فرق بين الاثنين.
أوضح أن الادخار فى الذهب، يقصد به تحويل الفائض لدى المواطنين إلى الصور المختلفة من الذهب، كالمشغولات والسبائك والجنيهات، لحفظ قيمة الأموال وتجنبا للخسارة فى ظل الازمات الأزمات الاقتصادية، خاصة مع تحرير سعر الصرف الذى أدى إلى تآكل قيمة العملة.
أضاف أن الذهب هو أحد الملاذات الآمنة التى يلجأ إليها الناس عند وقوع الأزمات الاقتصادية، وانهيار العملات، وهو أداة للتحوط من المخاطر أكثر من كونه اداة استثمارية لتحقيق الأرباح.
أضاف أن المستهلكين راغبى الادخار، بغرض حفظ قيمة الأموال، لا ينظرون للمكسب القريب، فهو عكس ادخار العملات أو الشهادات البنكية، والتى تحقق مكسباً سريعاً.
لفت إلى أن الذهب تظهر قيمته الحقيقية وقت وقوع الأزمات وانخفاض القيمة الشرائية للعملات، والشهادات الادخارية، إذ يحتفظ الذهب بالقيمة الشرائية له بمرور الزمن، خاصة مع ارتفاع أسعار الذهب، أما على صعيد الاستثمار فى الذهب فعرفه عباسى بأنه الاتجار فى السبائك بغرض تنمية رؤوس الأموال وجنى الأرباح.
أضاف أن الذهب ليس أفضل أداة استثمارية، لأنه لا يحقق مكاسب الا فى حالة ارتفاع الأسعار بالسوق العالمية والمحلية، بخلاف الاستثمار فى الملاذات الأخرى مثل العقارات والشهادات الادخارية.
وقال وديع انطوان، رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية بالشرقية، إن الذهب تتمثل حقيقته فى المثل الشعبى “زينة وخزينة”، فهو أداة ادخارية واستمثارية لتحقيق الارباح فى ذات الوقت نتيجة الارتفاعات المتزايدة فى اسعار الذهب خلال السنات الماضية.
أضاف أن الأحداث الجيوسياسية أثرت على أسعار الذهب خلال الفترات مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وتوتر العلاقة بين الولايات التحدة الامريكية والصين، ما يعزز من قوة الذهب أمام الدولار، واحتمالية نمو وتيرة الاسعار خلال العام الجارى، ليصل لمستويات عم 2011، والت سجل خلالها الذهب اكبر ارتفاع تاريخى عند 1928 دولاراً للأوقية.
لفت إلى أن ارتفاع أسعار الذهب ينعش حركة البيع لدى المواطنين، لتحقيق أكبر قدر من الأرباح، كما حدث عام 2016 والذى شهد بيع المصريين لما فى حيازتهم من الذهب خلال سنوات طويلة، إذ خرجت الى الاسواق مصوغات صنعت خلال الثمانينيات والتسعينيات، مع ارتفاع بنسبة كبيرة، حيث افتتح الذهب العام على 276 جنيهاً للجرام عيار 21 ليتجاوز 650 جنيهاً خلال عدة أشهر، وعلى مستوى رجال الأعمال نقلت شبكة بلومبرج عن رجل الأعمال نجيب ساويرس العام الماضى قوله أنه يخطط لوضع جزء كبير من استثماراته فى الذهب، وذلك لتوقعاته بارتفاع الأسعار كثيراً الفترة المقبلة.
وقال ساويرس، فى حوار مع تليفزيون شبكة بلومبرج الأمريكية، إنه يتوقع استمرار ارتفاع أسعار الذهب الفترة المقبلة، لتصل إلى 1800 دولار، بينما تتعطل أسواق الأسهم المُبالغ فى قيمتها.
وأضاف أن الصين لن تتوقف عن الاستهلاك، والناس يميلون إلى الاستثمار فى الذهب أثناء الأزمات، ونحن نعانى من العديد من الأزمات فى الوقت الحالى”، وفى حوار مع الإعلامى عمرو أديب، فى برنامج اليوم على قناة ON TV، قال ساويرس: ينبغى على كل شخص يملك 100 جنيه، أن يحول منها 20 جنيهاً للذهب، وقال: “الذهب ينفع فى اليوم الأسود”.