يدل الانخفاض غير المتوقع فى صادرات الصين والزيادة غير المتوقعة فى الواردات على أن ثانى أكبر اقتصاد فى العالم يواصل انتعاشاً مؤقتاً فى وقت يضعف فيه الطلب العالمى وتتصاعد التوترات التجارية.
وأعلنت إدارة الجمارك الصينية، أن الصادرات انخفضت بنسبة 2.7% فى أبريل الماضى مقابل زيادة متوقعة بنسبة 3% بينما زادت الواردات بنسبة 4%.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج”، أن هذه البيانات تبرز أن التباطؤ العالمى يثقل كاهل نمو الصين على الأقل فى الوقت الحالى.
يأتى ذلك بعد أن ساعدت أشهر من التحفيز النقدى فى حدوث انتعاش فى الاقتصاد الآسيوى على الرغم من أن التهديدات التجارية المتصاعدة قد تخنق التعافى القادم.
وقال بيكيان ليو، استراتيجى لدى شركة “ناتويست ماركتس” فى سنغافورة، إن الصادرات الضعيفة تظهر أن الاقتصاد العالمى ربما لم يصل إلى القاع بعد فى حين تشير الواردات إلى استعادة الطلب المحلى.
وأضاف “ليو”، أن الضجيج والشكوك فى الحرب التجارية ستظل تؤثر على تجارة الصين.
وتراجعت شحنات الصين إلى الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية خلال الشهر الماضى مقارنة بمستويات العام السابق كما تباطأت الشحنات إلى أكبر الاقتصادات الأوروبية بعد الارتفاع فى مارس الماضى.
وارتفع الفائض التجاري مع الولايات المتحدة فى الأشهر الأربعة الأولى من العام الجارى بنسبة 10.5% مقارنة بنفس الفترة من عام 2018 إلى حوالى 570 مليار يوان وهو ما يعادل 84 مليار دولار حيث انخفضت التدفقات التجارية فى كلا الاتجاهين.
وعلى الرغم من أن البيانات المبكرة من اليابان ومنطقة اليورو تظهر علامات على الاستقرار فإن إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، المفاجئ عزمه رفع الرسوم الجمركية على 200 مليار دولار من الواردات الصينية إلى 25% من 10% تؤجج حالة عدم اليقين.
وهدد ترامب، بفرض رسوم على جميع السلع الأخرى التى لم تخضع للتعريفة الفترة الماضية.
وأشارت الوكالة إلى أنه فى ظل سيناريو الحرب التجارية الشاملة فإن الناتج المحلى الإجمالى السنوى قد يتقلص بنسبة تصل إلى 0.6% فى الولايات المتحدة ونسبة 1.5% فى الصين وفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولى.
وقالت كريستين لاجارد، مديرة صندوق النقد، إن التوترات بين الولايات المتحدة والصين تشكل تهديداً للاقتصاد العالمى.
وأشار جيمى ديمون، الرئيس التنفيذى لبنك “جى بى مورجان” إلى أن النمو العالمى سوف يتضرر ولكن لا يزال من المرجح أن تصل احتمالات التوصل إلى اتفاق تجارى بين الولايات المتحدة والصين إلى نسبة 80%.
وقال تشانغ شو، كبير الاقتصاديين لدى وحدة “بلومبرج إيكونوميكس”، إن الانكماش فى بيانات التجارة الصينية لشهر أبريل الماضى مقلق حتى بعد الأخذ فى الاعتبار الصعود الموسمي الكبير فى شهر مارس.
وأضاف أن الأمر سيكون أكثر إثارة للقلق على ضوء اندلاع التوترات التجارية مجدداً بين الصين والولايات المتحدة.
وسوف تهدد التوترات التجارية المتصاعدة توقعات الصين التى كانت متفائلة بسبب البيانات القوية فى مارس بعد التحفيز المالى وتخفيف الائتمان منذ العام الماضى.
وقال لو لو تينغ، كبير الاقتصاديين الصينيين بشركة “نومورا”، إن هناك خطراً حقيقياً يتمثل فى تراجع النمو ولا تستطيع بكين أن تتوقف عن سياسة التخفيف النقدى.
أضاف أنه مع التصعيد السريع للصراع التجارى مع الولايات المتحدة فإن بكين من المحتمل أن تصعد إجراءات التخفيف النقدى من جديد.