دارت العديد من الاسئلة فى هولندا، التى كانت أكبر مورد للغاز الطبيعى فى أوروبا، حول كيفية التعامل مع انخفاض الإنتاج وزيادة الاعتماد على الواردات.
وبالنسبة للمئات من تجار الطاقة والمدراء التنفيذيون للشركات والمحللين المجتمعين فى أمستردام الأسبوع الجارى لحضور مؤتمر «فلام» للطاقة، تجسد هولندا الوضع الأمنى الأوروبى للطاقة.
وأشارت وكالة أنباء «بلومبرج» إلى الحاجة للمزيد من الغاز المستورد لتغذية محطات توليد الكهرباء والشركات والمنازل فى المنطقة الأوروبية سواء أكان ذلك عبر خطوط أنابيب من روسيا أو شمال أفريقيا أو عن طريق السفن من قطر أو الولايات المتحدة.
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أنه عبر سنوات زادت الفجوة فى المنطقة وتحولت هولندا إلى مستورد صافٍ للغاز الطبيعى بعد انخفاض إنتاجها.
وقال كارلوس توريس، نائب رئيس أسواق الغاز والطاقة المتجددة بشركة «ريستاد انيرجى» لأبحاث الطاقة فى النرويج، إنه من المقرر أن تصبح هولندا مستورداً صافياً نهائيًا للغاز الطبيعى.
أضاف توريس، أنه فى جميع أنحاء أوروبا تستفيد الدول من انخفاض أسعار الغاز الطبيعى المسال فى الوقت الحالى، ويمثل مصدر الغاز مشكلة مشحونة سياسياً حيث تقوم روسيا بتزويد حوالى %40 من وقود الاتحاد الأوروبى فى وقت تقوم فيه ببناء خط أنابيب جديد مثير للجدل مباشرة إلى المنطقة.
وأعلنت الولايات المتحدة أن التبعية أمر خطير وحثت الاتحاد الأوروبى على بناء المزيد من المحطات لشحن الغاز من طفرة البترول الصخرى لدعم جهود الكتلة فى تنويع المصادر، وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن الغاز الطبيعى المسال يلعب دوراً أكبر فى أوروبا بعد أن تسببت محطات الإنتاج الجديدة فى تجاوز العرض العالمى للطلب.
وقال توريس، إن محطة «روتردام» للغاز الطبيعى المسال شهدت اهتماماً متجدداً وقد تصل إلى طاقتها الكاملة بحلول نهاية العام الجارى بعد سنوات من الاستخدام غير الكافى.
يأتى ذلك فى الوقت الذى ارتفعت فيه واردات الغاز الطبيعى المسال فى أوروبا بأكثر من الضعف خلال الربع الأول من العام الجارى على الرغم من فصل الشتاء الأكثر دفئًا والذى جاء على غير المعتاد.
وفى الوقت الحالى يجرى التخلص التدريجى من حقل «جرونينجن» الذى كان أكبر حقل فى أوروبا وسيتم إغلاقه بالكامل بحلول عام 2030 حيث تسعى الحكومة الهولندية للحد من الزلازل الناجمة عن التنقيب عن الغاز، ومن المتوقع انخفاض إنتاج هولندا إلى أقل من نصف متطلبات البلاد خلال العام حتى أكتوبر المقبل وسيكون ثلث الإنتاج فى عام 2013، ويأتى هذا الانخفاض فى الإنتاج فى الوقت الذى يحتاج فيه الاتحاد الأوروبى إلى المزيد من الغاز للتعويض عن تراجع استخدام الفحم والمحطات النووية.
وتقدر وكالة الطاقة الدولية، أن الكتلة التى تضم 28 دولة ستضطر إلى البحث عن واردات إضافية تساوى ثلث الاستهلاك المتوقع بحلول عام 2025.
وأدى تدفق الغاز الطبيعى المسال لأوروبا إلى زيادة الضغط على أسعار الغاز الطبيعى التى تراجعت بالفعل بسبب انخفاض الطلب وموجات الطقس المعتدلة، وفى المملكة المتحدة، تجاوزت درجات الحرارة 20 درجة مئوية لأول مرة خلال فصل الشتاء، مما يعنى حاجة أقل إلى لوقود للتدفئة.
وتراجعت عقود الغاز الشهر المقبل فى هولندا وهى أيضًا أكبر سوق تجارى فى أوروبا بنسبة %37 خلال العام الجارى، وأشارت «بلومبرج» إلى أن مستويات التخزين فى أوروبا أصبحت أعلى بكثير من متوسطات الخمس سنوات، مما يخفف الشهية للوقود الذى سيتم تزويده الصيف الحالى، وتراجعت عمليات تخزين الغاز فى هولندا وسط وفرة الغاز الطبيعى المسال والشتاء المعتدل.
وقال توريس، إن أوروبا لديها الآن المرونة فى استيراد الغاز الطبيعى المسال بسعر جيد، لكننا نتوقع أن تبدأ الأسعار فى الارتفاع خلال عام 2022، حيث يستعد الطلب فى آسيا لاستئناف النمو من جديد.
وفى الوقت الذى تسعى فيه القارة العجوز إلى زيادة اعتمادها على الاستيراد فقد يؤدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الكهرباء بالمنطقة.