دفعت حالة الركود التى يُعانى منها قطاع الثروة الحيوانية أسعار اللحوم القائم إلى التراجع لأدنى مستوياتها، مقابل تكلفة الإنتاج، ما وصفه المربون بـ«تناقض غير مُبرر»، بعد أن بلغت مستوياتها التاريخية فى موسم الأضحى للعام 2017؛ بسبب تحرير أسعار الصرف نهاية فى 2016.
قال محمد البرعى، تاجر ماشية، إنَّ أسعار لحوم القائم فى الفترة الحالية لا تتناسب مع تكاليف الإنتاج التى يتحملها المربون من الفلاحين والمزارع، فمع ارتفاع أسعار الأعلاف، يتكبدون خسائر كبيرة، لكنهم فى أغلب الأحيان لا يستطيعون الخروج من السوق فجأة. أوضح «البرعى»، أن أسعار اللحوم «قائم»، خلال الفترة الأخيرة، تتراوح بين 42 و43 جنيهاًً فى الكيلو من «الجاموس»، وتصل إلى 53 و54 جنيهاًً فى الكيلو من «الأبقار».
ذكر أن الأسعار بلغت أعلى مستوياتها قبل موسم الأضحى فى العام 2017 ليتجاوز سعر الكيلو من الأبقار 62 جنيهاًً، والجاموس 51 جنيهاًً، والضأن 65 جنيهاًً.
كانت أسعار اللحوم الحية (قائم) قبل تحرير أسعار الصرف لم تتخط فى الضأن 40 جنيهاًً فى الكيلو، والبتلو اللبانى 38 جنيهاًً، والأبقار 35 جنيهاًً، والجاموس 30 جنيهاًً.
قال إسماعيل عبدالغنى، صاحب مزرعة لتربية الماشية فى محافظة الشرقية، إن تضاعف التكلفة 3 مرات يعنى تضاعف أسعار البيع بالقيمة نفسها، لكن ذلك لم يحدث، فالسوق لا يتحمل هذه القيمة من الزيادة، والمزارع خفضت هوامش أرباحها كثيراً.
أوضح أن خسائر المزارع تظهر على شكل تراجع الطاقات الإنتاجية لأقل من %30 فى أغلب الأحيان، وبعضها تصل إلى %15 فقط بحسب الطلب فى كل منطقة.
أشار إلى أن مزرعته يمكنها استيعاب 150 رأساً فى الدورة الواحدة، لكنه يعمل فقط على 50 رأساً على أقصى تقدير، وغالباً ما تكون دورة موسم الأضحى، وتنخفض باقى العام إلى 30 رأساً فقط.ذكر أنه يُحاول دائماً خفض أعداد الرؤوس للقدرة على توفير النفقات قدر الإمكان، وتجنب تكبد الخسائر لعدم وجود طلب يتناسب مع حجم الإنتاج فى السوق خلال الفترة الأخيرة، وقدر خسائره فى العام الماضى بما يزيد على 200 ألف جنيه.