فى جميع أنحاء العالم، تميل المدارس الحكومية إلى أن تكون موحدة المنهج والنظام، لمجموعة من الأسباب؛ منها أن ذلك الأسلوب أقل تكلفة من التنوع.
كما تريد الحكومات غرس فهم مشترك للتاريخ والمواطنة، وتكافؤ الفرص عبر معاملة متساوية للجميع.
لكن العديد من الآباء يريدون شيئاً مختلفاً لأطفالهم، فى بعض البلدان هذا يعنى المزيد من التعليم الدينى بينما فى الصين توجد 3 أنواع مختلفة من التعليم الخاص تزدهر لأسباب أخرى.
معظم المدارس الخاصة تقوم الآن بتعليم %10 من الصينيين الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و18 عاماً، وهى تعدهم للامتحان العام نهاية مرحلة المدرسة، لكن %10 من هذه المؤسسات الخاصة هى مدارس ثنائية اللغة تعد الطلاب للتعليم الجامعى فى الخارج، ووفقاً للبيانات الصادرة عن مؤسسة «آى بارثينون» الاستشارية، فإن هذا هو الجزء الأسرع نمواً فى السوق.
ويعد التعليم الجامعى الأجنبى معياراً متزايداً للنخبة الصينية عند اختيار المدرسة فأكثر من 600 ألف شاب صينى يدرسون، حالياً، فى الخارج وهو استثمار كبير يكلفهم 250 ألف دولار للحصول على درجة من جامعة أمريكية محترمة، لكنه يوفر فرصاً اقتصادية جيدة ومكانة اجتماعية.
وتوفر المدارس ثنائية اللغة، أيضاً، طريقاً للهروب من صرامة وملل النظام العام الصينى، وتصف إميلى يو، وهى أم لطالب فى مدرسة “يو كيه باو” إحدى أعرق المدارس ثنائية اللغة فى شنجهاى، أنها نجت من النظام الصينى فهو عملية مؤلمة للغاية.

كما نقلت لى تونج، مديرة مدرسة حكومية فى تشنجدو ابنها من مدارس القطاع العام إلى القطاع الخاص؛ لأن الأمر كان صعباً عليه فى النظام الصينى لأنه يتمتع بشخصية قوية ولديه مواهب وهوايات متعددة.
وقد يقدم النمط الغربى للتعليم فوائد أوسع بحسب وجهة نظر شيلى تشن، مديرة مدرسة فانكى ثنائية اللغة فى شنحهاى؛ حيث تزين جدران صور إبراهام لنكولن وأميليا إيرهارت ومارتن لوثر كينج، مشيرة إلى أن والديها كانا من المديرين التنفيذيين بشركات متعددة الجنسيات ويعتقدان أنهما لم يكونا مستعدين جيداً من قبل مدارسهما عندما يقارنان أنفسهما مع زملاء من أجزاء أخرى من العالم.
ومثل العديد من مزودى المدارس الخاصة فى الصين تعمل شركة فانك بشكل رئيسى فى مجال العقارات؛ حيث تساعد مدارس النخبة على جذب الأثرياء إلى مناطق سكنية راقية تحتوى مدارس دولية، وهو ما يفسر سبب كون بعض الشركاء المحليين للعلامات التجارية البريطانية التى تتراكم فى الصين شركات عقارية.
لكن هذا التركيز على مناطق النخبة أغفل مناطق المستويين الثانى والثالث، وهى مناطق واعدة للمدارس الخاصة وتوجد فى تشنجدو وحدها 37 مدرسة ثنائية اللغة.
وعلى مستوى التعليم الجامعى، يتميز القطاع الحكومى بالأسلوب الأكاديمى الذى يعطى أولوية كافية للتدريب العملى والتطبيقى، وقد استغلت شركة تشينا إديوكيشن هذا الوضع وأنشات كلية بياوان التقنية التى تركز استثماراتها فى الأسواق حيث يكون الطلب قوياً.
وأسست، أيضاً، فى مقاطعة قوانجدونج جامعة بايون وتضم 27 ألف طالب، وعلى الرغم من أنها منطقة غنية، فإن %42 فقط من خريجى المدارس يذهبون إلى التعليم العالى مقارنة بـ%48 فى جميع أنحاء البلاد.
وقامت الجامعة بعقد شركات مع 3 آلاف مؤسسة استفاد منها 13 ألف طالب بما فى ذلك شركات بوش ونستلة ونيسان وجراند حياة وهيلتون.
ومن أجل الحصول على وظيفة فى نيسان يتدرب الطلاب لمدة 3 سنوات.
ويدفع الطلاب فى جامعة بايون، الذين يحصلون على شهادات فى المواد ذات التوجه المهنى مثل الهندسة والمحاسبة، ما بين 19 و28 ألف يوان سنوياً، مقارنة بـ4500 إلى 8 آلاف يوان فى إحدى الجامعات العامة، لكن %91 من الطلاب يتركون جامعة بايون وقد حصلوا على وظيفة مقارنة بـ%85 لجميع منتسبى التعليم العالى.
وتوجد مجموعة ثالثة من التعليم الخاص فى المناطق التاريخية تضم نحو 7 آلاف معهد بها حوالى 70 ألف طالب تعطى أولوية لنمط التعليم والحياة الصينية القديمة لحماية الثقافة الوطنية وهى أشبه بالتعليم الدينى، غير أنها لا تؤمن بوجود الأديان وتعتمد المعتقدات الصينية القديمة منهجاً لها وتكلفتها السنوية حوالى 19 ألف يوان.
وتبقى الشكوى الأساسية لجميع مستويات التعليم الخاص من الرقابة الشديدة للدولة على المدارس والجامعات الخاصة باستثناء التعليم المهنى الذى تتساهل معه حكومة بكين نسبياً؛ نظراً إلى حاجتها له وتدعم بعضها بما يصل إلى مليون يوان سنوياً.