أدت العقوبات إلى إسفين بين الولايات المتحدة وبقية العالم، وخاصة أوروبا، فبالنظر إلى أن الرئيس ترامب وعد باتخاذ المزيد من التدابير فى المستقبل، فإن هذه الفجوة سوف تنمو.
وفى محاولة لتحدى واشنطن، اقترحت بروكسل إنشاء أداة للأغراض الخاصة (SPV) يمكن أن تسهل المعاملات مع إيران من خلال تجنب النظام المالى الأمريكى، وبالتالى العقوبات الأمريكية، لكن واشنطن أكدت أنها ستتحرك ضدها إذا انتهكت العقوبات الأمريكية.
وحتى الآن، لم تتقدم أى دولة أوروبية بطلب لاستضافة هذا البرنامج على الرغم من أن فرنسا وألمانيا تستكشفان الآن طريقة لدعم ذلك بشكل مشترك، ولكن حتى لو تمكنت هذه الآلية من تسهيل المعاملات، فستستمر لعبة القط والفأر.
وفى محاولة لتجاوز الاتحاد الأوروبى وخططه للتحايل على العقوبات، يمكن للولايات المتحدة ببساطة تحويل استراتيجية العقوبات الخاصة بها ليس فقط لاستهداف البنوك التى تدخل فى هذا البرنامج، ولكن أيضاً المستهلكين النهائيين للبترول الإيرانى نفسه.
وفى الوقت الحالى، لدى العالم خيارات قليلة لمواجهة عقوبات واشنطن، لكن لجوء الولايات المتحدة المستمر إلى النهج الأحادى يمكن أن يؤدى فى النهاية إلى تقويض رغبة الآخرين فى التغلب علي النظام المالى الأمريكى.
لكن فى النهاية، فإنَّ رغبة الولايات المتحدة الواضحة فى الذهاب إلى أقصى درجة لمعاقبة إيران قد تركت بقية العالم وخاصة أوروبا تسابق الزمن لإيجاد طرق لإعاقة خطط واشنطن.

لكن اللجوء المستمر من جانب الولايات المتحدة إلى القرارات الأحادية يمكن أن يؤدى فى النهاية إلى تمرد الآخرين على هيمنة النظام المالى الأمريكى ولقد دعت الصين وروسيا ودول أخرى العالم بالفعل إلى استخدام سلة عملات أوسع لاحتياطيات النقد الأجنبى.
وفى كل مرة تحاول الولايات المتحدة فرض عقوبات على دولة أخرى باستخدام العقوبات المالية، تقوم بلدان أخرى بإنشاء آليات مخصصة للالتفاف عليها، سواء من خلال مقايضات العملات أو التجارة بالعملات المحلية أو شىء مثل آلية الأغراض الخاصة الأوروبية.
ويعتبر صعود دور الصين فى سوق البترول العالمى فرصة لكسر هيمنة الدولار فى تلك السوق.
وفى الوقت نفسه، يمكن للتكنولوجيات الجديدة مثل تقنيات دفتر الأستاذ الموزعة والعملات المشفرة، أن تحدث ثورة ليجرى معها استبدال نظام الدفع العالمى.
وتتفاعل هذه العوامل الدولية لتقلل ببطء من الوصول لذروة العقوبات الأمريكية وبالطبع، لا يمكن لأى منهم أن يوقف بشكل واقعى التدابير فى المستقبل القريب أو حتى المتوسط.
فى الوقت الحالى، فإن العقوبات الأحادية الجانب التى تفرضها الولايات المتحدة ضد إيران ستوفر تجربة جيدة لنجاح واشنطن ليس فقط فى إلحاق الضرر بالاقتصاد الإيرانى، ولكن أيضاً فى إجبارها على العودة لطاولة المفاوضات للتفاوض على صفقة جديدة بشأن برنامجها النووى.