خفض معدل المطالبات مؤشر النجاح الأول والتقنية الحديثة كلمة السر
%5 من عملاء شركة بريطانية أنقذتهم تقنية الإنذار المبكر للحوادث
يعتقد جو براج الرائد فى مجال التقنية الرقمية والابتكارية لممارسة التأمين فى المملكة المتحدة بشركة “اكسنتشير”، أن التحدى الذى يواجه شركات التأمين هو كيفية زيادة معدلات المشاركة أو بمفهوم المقهى جذب المزيد من الرواد.
وبحسب تقرير لصحيفة “صانداى تايمز” البريطانية، فإن الاتجاه الحديث الساعى لتحقيق معادلة “العرض المناسب للزبون المناسب فى الوقت المناسب” يمكن أن ينجح فى حال قدم تغطية تأمينية أكثر مرونة وحسب طلب الأفراد، مما يساعد الشركات على الاقتراب من العملاء، إذاً فالحل باختصار هو شخصنة بوليصة التأمين.
يحذر أجناسى بارى، الذى يرأس الابتكار فى شركة “جى إف تى” المتخصصة فى تقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات لقطاع الخدمات المالية من أن قلة المشاركة تهدد نموذج أعمال شركات التأمين التقليدية التى تواجه منافسة من شركات تكنولوجيا التأمين الناشئة، وتتميز بعض الشركات الناشئة بأنها تعمل باستراتيجية الاستهداف المتكرر للعملاء وتقدم تغطية للعملاء فقط فى الوقت الذى يحتاجون إليه.
وتقدم شركة “تروف” الناشئة فى كاليفورنيا على سبيل المثال عروضها فى شكل تأمين مرن يظهر فى إعلانات عند طلب للأدوات الذكية مثل سماعات الرأس والهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، ومن خلال تطبيق “Trov ” يمكن للمستهلكين تفعيل خدمة التامين أو إيقافها بسهولة.
ويوضح نايجل والش وهو شريك فى شركة “ديلوت” المتخصصة فى تكنولوجيا التأمين أن التغييرات فى الطريقة التى يعيش بها الناس، وخاصة صعود نمط اقتصاد المشاركة مثل مراكز مبادلة ركوب السيارة، تعنى أن التأمين يجب أن يتغير أيضاً كما تغيرت طريقة امتلاك الأصول ومبادلتها، مشيراً إلى أنه قد لا يمتلك الفرد سيارة، لكنه إذا استعار سيارة صديق لمدة 3 ساعات فهو بحاجة لتأمين مؤقت فلا يعنيه شراء وثيقة سنوية.

وتستهدف الشركات الناشئة مثل “Cuvva” و”Metromile” هذه الآلية الخالية من تملك الأصول بوثائق قصيرة مخصصة حسب طلب الأفراد لكن هناك آخرون يسعون إلى مواجهة فكرة أن التقدم بطلب للحصول على التأمين يستهلك الكثير من الوقت ومن بينها شركة “buzzvault” الناشئة، والتى تسعى إلى مساعدة الناس لإنشاء قائمة جرد رقمية لممتلكاتهم عبر تطبيق على هواتفهم الذكية واستخدامها للحصول على تأمين على المنزل.
ويقوم أصحاب المنازل بمسح كل غرفة باستخدام كاميرا فيديو هواتفهم الذكية المرتبطة بمساح معتمد من شركة “بازفاولت”.
يقول الرئيس التنفيذى للشركة بيكى داونينج إنه يمكن للعميل بعد ذلك عرض وتحديث وتعديل البيانات وبهذه الطريقة، يمكن للعملاء إضافة أى شىء جديد وإجراء أى تصحيحات ضرورية، والأهم من ذلك، تحديد ما يريدون تغطيته حسب الشريحة التأمينية المناسبة.
وأشار إلى أن استخدام تكنولوجيا المسح عبر الفيديو المحمول يسمح باستخدام البيانات الدقيقة والتحقق من صحتها للتسعير بشكل أكثر دقة، وهذا يعنى أن المستهلكين الذين يمتلكون عدداً أقل من الممتلكات لا يدفعون أكثر من غيرهم مقابل تأمينهم.
وتقدم شركة “Vitality” للتأمين الصحى والحياتى نموذجاً يعتمد على معايير تكافؤ السلوك الصحى وهو نموذج مرشح للتطبيق فى منتجات تأمينية أخرى بعد أن نجح فى خفض معدل المطالبات التأمينية.
ويمكن أيضاً تطبيق فكرة منع المطالبات عبر منع الوقاية من الحوادث بدلاً من المطالبة على مجالات أخرى فقد راهنت شركة “Neos” والعديد من شركات التأمين على قدرات أجهزة الاستشعار المرتبطة بإنترنت الأشياء لتغيير طريقة التأمين.
يقول بارى من شركة “جى إفى تى”، إن استغلال البيانات المجمعة من أجهزه الاستشعار سيتيح لشركات التأمين قدرة أكبر على التنبؤ.
وأضاف أن شركة التأمين المنزلى “Neos” تستخدم أجهزة ذكية مثل جهاز “ليكبوت” لحماية المنازل.
وأوضح مات بول، الرئيس التنفيذى والمؤسس لشركة “نيوس”، أنه بمجرد تثبيت العملاء للتكنولوجيا لمدة شهرين، يبلغون عن شعورهم بالأمان ولا يمكنهم تخيل الحياة بدونها وعلاوة على ذلك عندما تتدخل التقنية وتنبه العملاء إلى تهديد وتنقذهم منه فإنها توفر جهد المطالبة بالاستحقاق التأمينى وبالتالى يرون القيمة الحقيقية لوثائق التأمين على المنزل بطريقة ذكية وقائية.
وحصل 5% من عملاء الشركة على تحذير من تهديد حقيقى فى منازلهم، مما يعنى أن هؤلاء العملاء قد تم إنقاذهم من صداع المطالبات الطويلة فضلاً عن نجاتهم من ضرر شديد كان يمكن أن يحدث.
ويشير بارى إلى أن قلب كل هذا النجاح هو البيانات لأنها تعطى قدرة هائلة على تخصيص المنتجات بحيث تكون أكثر دقة فى قياس المخاطر فيكون السعر التأمينى أقل.
وتقوم الآن المزيد من شركات التأمين بالشراكة مع شركات أخرى سواء كانت Fitbit أو Facebook لجمع البيانات بدعم من العملاء أنفسهم.
وتسهم عملية تحليل البيانات المستقاة من هذه المصادر فى توفير أعلى درجة ممكنة من التخصيص فبدلاً من مجرد استهداف شخص واحد من جيل معينة يمكن لشركات التأمين استهداف شخص يحب كرة القدم والسنكرز والأدوات الرياضية والأجهزة الذكية وبوثيقة ملائمة.
وتعمل حالياً العديد من شركات التأمين على إنشاء تطبيقات لبناء علاقات مباشرة مع العميل النهائى والاستغناء عن الوسطاء كنتيجة لذلك بهدف فهم عملائها بشكل أفضل.
ومن المتوقع أن يؤدى مزيد من التفاعل إلى تغير جذرى فى شكل سوق التأمين مع تغيير المنتجات الأخرى فعلى سبيل المثال يمكن لتأمين السفر أن يقدم خدماته بناءً على الموقع.
وأضاف أنه إذا كان العميل فى باريس بإمكانه الحصول على وثيقة تأمين مختلفة عن المسافر إلى براغ.
وينتشر تأمين الدفع الفورى أو المباشر بفضل التغييرات فى الطريقة التى يعيش بها العملاء ففى حالة كان على السيارات بدون سائق يقول بارى، إنه إذا لم يكن الفرد يقود السيارة فربما ينبغى أن يتم توفير التأمين مباشرة من قبل الشركة المصنعة.