تتعرض شركات البترول العملاقة لضغوط متزايدة لجلب الوقود إلى السوق بشكل أسرع وبصورة أرخص مما دفع شركة “بريتش بيتروليوم” البريطانية إلى القول بأن بعض مواردها “لن ترى النور”.
وقال دومينيك إيمري، رئيس استراتيجية الشركة البريطانية إن بعض الموارد الأكثر تعقيدًا عند عملية الاستخراج قد يتم بيعها أو الإبقاء عليها تحت سطح الأرض حيث أن هذا الامر سيكون مكلفاً للغاية ويستهلك وقتاً أطول فى وقت تتعرض فيه الصناعة لضغوط لتقصير مدة المشاريع وحجمها.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أن جزءاً من هذا التحول يرجع إلى تغير المناخ والذي تسبب في ضغط المستثمرين على شركة “بى بى” للتمسك بمشروعات خفض الكربون.
وأوضحت الوكالة أن التحول أيضًا يرجع إلى سعر البترول الذي أصبح نصف ما كان عليه قبل 5 سنوات مما يعني أن بعض المشاريع لا تكسب المال.
وقال إيمري، في مقابلة مع وكالة “بلومبرج” الأمريكية “هناك فئات من الموارد أكثر تنوعًا وأكثر تعقيدًا لاستخراجها وليس هناك شك في أن بعض هذه الموارد لن يبرز على الأرض”.
ولم يحدد إيمري، حجم موارد الشركة على وجه التحديد ولكن أعلنت شركة البترول الكبرى في عرض تقديمي للمستثمرين العام الماضي أن لديها 25 مليار برميل من الموارد .
وأكدّ إيمرى، أن موارد البترول غير المؤكدة هى التى ستكون عرضة للخطر.
وعلى الرغم من أنه لم يوضح تلك الموارد إلا أن الأبحاث التي أجراتها الشركات الاستشارية مثل “وود ماكنزى” و”ريستاد انيرجى” تميل إلى الإشارة إلى مشاريع المياه العميقة للغاية أو الرمال النفطية.
وأظهر تقرير لشركة “وود ماكنزى” أنه في ظل سيناريو العمل المعتاد ستصل الدعوة إلى البترول الذي لم يتم اكتشافه إلى 16 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2040.
وأضافت الشركة الاستشارية أنه في هذا السياق فإن الإنفاق الحالي على التنقيب “يبدو جيدًا” لتلبية الطلب.
ومع ذلك، فإنه في ظل سيناريو خفض الكربون حول العالم فإن الاعتماد على السيارات الكهربائية والوقود الحيوي ومصادر الطاقة المنافسة الأخرى قد يخفض ثلثي هذا الطلب على البترول.
وقال إيمري، إن شركة “بريتيش بتروليوم” تركز على الاستثمار في البترول الصخرى والحقول القريبة من البنية التحتية الحالية.
وأضاف أنه ليس بالضرورة إنهاء مشاريع البترول الضخمة ولكن من المحتمل أن يكون هناك عدد أقل منها في المستقبل.
ويعكس موقف شركة “بى بى” تباطؤ الإنفاق في الصناعة بشكل عام والذي تراجع بشكل حاد بعد انهيار أسعار البترول في عام 2014 وانخفض أيضًا على مدى السنوات الثلاث الماضية.