تشهد قطر، حالة من الهشاشة الاقتصادية في الوقت الذي تعمل فيه على تخفيض 200 مليار دولار من أعمال البنية التحتية للتحضير لاستضافة مونديال كأس العالم لكرة القدم 2022.
وتقلصت أعمال البناء في الأشهر الثلاثة الأولى من 2019، بنسبة 1.2٪ مقارنة بمستويات العام الماضي، وهو التراجع الأول منذ بدء تسجيل البيانات وفقًا لهيئة التخطيط والإحصاء القطرية.
وأظهرت الأرقام الصادرة عن هيئة التخطيط والإحصاء القطرية، أن الركود يضغط على الاقتصاد الأوسع بشكل متزايد، مع ارتفاع الإنتاج باستثناء استخراج البترول والغاز بنسبة تقل عن 2٪ في النصف الأول من العام الحالي.
يأتى ذلك فى الوقت الذى قفز فيه الناتج المحلي الإجمالي لقطر 10 أضعاف منذ عام 2000 ليصل إلى 192 مليار دولار العام الماضي.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج”، أن تقلص أعمال البناء في قطر للمرة الأولى منذ عام 2012 ، على الأقل، يعد ضربة قوية للاقتصاد.
وكانت أعمال البناء قد زادت بوتيرة سريعة منذ عام 2010 عندما فازت الدوحة بشكل غير متوقع باستضافة الحدث الرياضي الأكثر مشاهدة في العالم.
وانتهزت الدولة الخليجية، الفرصة لترقية بنيتها التحتية وبناء الطرق وخطوط المترو وإنشاء آلاف من الغرف فى الفنادق.
وقال الخبير الاقتصادى بالشرق الاوسط، زيدا داود، إن مرحلة النمو كانت مدفوعة بالبناء،إذ تم تحسين البنية التحتية بالاضافة إلى تحسين الظروف المعيشية.. لكن قطر بحاجة إلى إيجاد تركيز جديد للنمو في السنوات المقبلة.
وأشارت الوكالة الأمريكية، إلى أن هذا الجهد ساعد أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم خلال المقاطعة الإقليمية التى تقودها المملكة العربية السعودية.
لكن طفرة البناء التي ازدهرت فى قطر منذ ما يقرب من عقد من الزمان، بدأت تظهر عليها علامات التلاشي أواخر العام الماضي، مما أدى إلى تباطؤ حاد في الوقت الذي تدخل فيه البلاد المرحلة النهائية نحو البطولة.
وفي الوقت نفسه، فإن بقية القطاعات فى اقتصادها على وشك الجمود،إذ تقلصت أعمال التعدين في السنوات الأخيرة.
وقال المدير الإداري في شركة مينا للاستشارات الاقتصادية الإقليمية، رورى فايفى، إنه مع اكتمال المشاريع الكبيرة مثل المترو والملاعب، فستشهد قطر نمواً منخفضًا لمدة عامين.
لكن التحول قد يكون قاب قوسين أو أدنى، إذ توسع الدوحة طاقتها من الغاز الطبيعي المسال في السنوات القليلة المقبلة.
وكشفت بيانات الوكالة الامريكية أن قطر حققت أرباحًا تصل إلى 40 مليار دولار من توسيع مشروعات الغاز
وأضاف فايفى:”سيكون لاستضافة كأس العالم تأثير كبير لأنه مشروع عظيم في اقتصاد صغير نسبيًا، وسيجلب الكثير من الزوار والاستثمار ، وبالتالي البدء في تعويض التباطؤ في البناء والاقتصاد غير الهيدروكربوني بشكل عام.”