شهد الاقتصاد السنغافوري المعتمد على التجارة أبطأ معدل نمو له خلال عقد من الزمان في الربع الثاني من العام الحالى مما زاد المخاوف من تباطؤ التوقعات العالمية والتوترات التجارية التي تؤثر على الاقتصاد الآسيوي.
وتأتي هذه الأرقام قبل نشر إحصاءات النمو في الصين في الربع الثاني المقرر الإفصاح عنها يوم الاثنين المقبل والتي يتوقع الاقتصاديون الذين استطلعت وكالة “رويترز” آراءهم أن تظهر توسعًا بنسبة 6.2% على أساس سنوي وهى النسبة الأبطأ في العصر الحديث بعد أن هبطت إلى 6.4% في الربع الأول .
وقالت وزارة التجارة والصناعة السنغافورية إن اقتصاد البلاد قد انكمش بنسبة 3.4% على أساس فصلي في الربع الثاني من العام الحالى.
وأوضحت صحيفة “فايناشيال تايمز” أنه وفقًا لهذه البيانات فقد ارتفع معدل نموها السنوي إلى 0.1% فقط أي أقل من معدل النمو السنوي البالغ 1.1% في استطلاع وكالة “رويترز” للعديد من الاقتصاديين.
وقال تشوا هاك بن، الخبير الاقتصادي في “مايبنك كيم إنج” إن سنغافورة كونها منفتحة للغاية على التجارة كانت الأكثر عرضة للتباطؤ فى المنطقة.
ووصف أرقام الربع الثاني بأنها “كئيبة” قائلًا إن البيانات تشير إلى تباطؤ صناعي عميق في باقى المناطق فى آسيا مما يزيد من احتمال أن تدخل سنغافورة في ركود تقني العام الحالى.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن هذه البيانات بمثابة أكبر انكماش ربع سنوي في سنغافورة منذ عام 2012 وأبطأ معدل نمو سنوي لها منذ عام 2009 .
يأتى ذلك ف الوقت الذى تعانى فيه سنغافورة من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بالإضافة إلى التباطؤ الإقليمي.
وأشارت “فاينانشيال تايمز” إلى أن اعتماد البلاد على صادرات التكنولوجيا المتقدمة جعل البلاد معرضة بشكل خاص للتوترات التجارية التي عطلت سلاسل التوريد في جميع أنحاء آسيا.
وشهد قطاع الصناعات التحويلية في سنغافورة خاصة هندسة الإلكترونيات والهندسة الدقيقة تقلصًا حادًا بشكل خاص حيث انخفض بنسبة 3.8% على أساس سنوي.
وفي مايو الماضى خفضت حكومة سنغافورة توقعاتها للنمو بنسبة تتراوح بين 1.5% و 2.5% .
وقالت سيلينا لينغ، المحللة في منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، إن هناك احتمالا هبوطيا لتوقعات النمو الرسمية لعام 2019 وهذا الأمر لا يشكل مفاجأة ولكن السؤال الآن هو مدى خفض التصنيف .
ويعتمد تقدير الحكومة لنشاط الربع الثاني إلى حد كبير على بيانات من شهرى أبريل ومايو والتى من المقرر أن تصدر تقييم أكثر تفصيلا للنمو الاقتصادي أغسطس المقبل.
أثارت البيانات الاقتصادية الضعيفة إمكانية تخفيف السياسة النقدية من قبل سلطة النقد في سنغافورة.
وقالت الصحيفة البريطانية إن سنغافورة ليست الاقتصاد الآسيوي الثري الوحيد الذي يعتمد على التجارة والذي يجد نفسه في خضم الاضطرابات التجارية العالمية حيث تراجعت أيضًا الصادرات من كوريا الجنوبية بأكبر قدر في 3 سنوات ونصف الشهر الماضى.