بدأت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى مفاوضات مع عدد من مصانع سكر البنجر لزيادة المساحات المنزرعة فى منطقة غرب المنيا، والاستفادة من الحقول التجريبية التى أنشأتها الوزارة وحققت معدلات إنتاج مرتفعة وجودة عالية، الأمر الذى يساهم فى سد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك من السكر.
وعرض عزالدين أبوستيت، وزير الزراعة، رغبة الوزارة فى زيادة مساحات تجربة زراعة المحصول فى مشروع غرب غرب المنيا الموسم الجديد 8 مرات بعد نجاح تجربة الموسم الماضى، وذلك فى اجتماع بين الوزارة والمصانع.
تُنتج مصر 2.2 مليون طن سكر سنويًا، عبر زراعات البنجر والقصب، منها 1.2 مليون طن سكر بنجر عبر 600 ألف فدان، ومليون طن سكر قصب عبر 370 ألف فدان، ويتخطى الاستهلاك السنوى نحو 3 ملايين طن تعوضها عبر الاستيراد.
اعتبر أبوستيت، أن زراعة البنجر فى الأراضى الصحراوية، هو السبيل الأقوى للضغط على الفجوة فى مصر، خاصة أن تجربة 2018 أثبتت زيادة الإنتاج فى الأرضى، والجودة، ونسبة السكر فى المحصول.
قال أحمد أبواليزيد، رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا للسكر، إن نجاح تجربة زراعة المحصول فى الأراضى الصحراوية سيحل أزمة صعوبة إيجاد تعاقدات للبنجر فى الأراضى القديمة بسبب التنافسية بين البنجر والمحاصيل الشتوية الأخرى وعلى رأسها القمح والبرسيم والفول البلدي.
قال مُصطفى عبدالجواد، رئيس مجلس المحاصيل السكرية، إن المحصول تجود زراعته فى الأراضى الصفراء، والخفيفة، والسوداء، والثقيلة، بحيث تكون جيدة الصرف، ويمكن زراعته فى الأراضى الرملية والملحية والجيرية، فهو محصول استصلاح للأراضى الجديدة.
أوضح أن الشركات ستُحدد المساحات التى تحتاجها، وسيتم عرضها فى اجتماع نهاية يوليو الحالى، وسيتم تجهيز الأرض للزراعة مُبكراً، على أن يتم تسليمها جاهزة للزراعة منتصف أغسطس المُقبل، واعتبر أن تجربة العام الحالى بداية للتوسع فى الأراضى الصحراوية عامة.
أوضح عبدالجواد، أن نسبة السكر فى تجربة العام الماضى تراوحت بين 21 و%23 مُقابل %17 مُتعارف عليها فى «المنيا»، والجودة بين 84 و%86، ومُعدل الإنتاج 22 طنا للفدان، وبلغ 27 طنا فى بعض المساحات.
ذكر أن الوزارة تُنسق مع الشركات لزراعة مساحات بين 3000 و5000 فدان الموسم المقبل، مقابل 625 فدان فقط هى مساحات التجربة الأولى، بزيادة تصل إلى 8 مرات.
اعتبر مُختار خطاب، رئيس شركة النوبارية للسكر، أن تجربة 2018 جيدة، لكنه يتطلع لزيادة الإنتاج وخفض التكاليف الموسم الجديد، خاصة وأن تجربة العام الماضى أنهت تخوفات زراعة البنجر فى ظروف الصعيد مناخيًا، وارتفاع نسبة الأملاح فى التربة ومياه الري.
أضاف أحمد البكرى رئيس شركة الفيوم للسكر، أن الاستمرار فى التجربة يُغير نظرة العالم نحو بنجر السكر فى عدم مناسبته للأراضى الصحراوية، وأن «الفيوم» حصلت على 5000 طن من إنتاج تجربة 2018.
نوه محمد عبدالرحيم، رئيس شركة السكر والصناعات التكاملية، عن انخفاض الشوائب فى إنتاج تجربة العام الماضى إلى %1.5، أدنى مستوى فى مصر، مقابل %8 كحد طبيعى فى إنتاج الأراضى الأخرى.
كلف الوزير مجلس المحاصيل السكرية، وإدارة مشروع غرب المنيا، بحصر تكاليف الإنتاج للموسم الماضى والإيرادات شاملة العروش الخضراء التى أضيفت للتربة وعرض 3 سيناريوهات على المصانع للعمل بها الموسم الحالي.
اهتم السيناريو الأول، بمنح المصانع حق العمل بنظام الموسم الماضى، عبر المشاركة فى كافة تكاليف الإنتاج، واقتسام الإيرادات، والسيناريو الثانى أن تتسلم المصانع الأراضى بنظام حق الانتفاع بما عليها من نظم رى مقابل قيمة إيجارية يتم الاتفاق عليها.
جاء السيناريو الثالث بنظام تعاقد المصانع على المحصول مع الوزارة وفقًا للمُميزات التى يحظى بها المزارعين المتعاقدين مع الشركات.
قالت مصادر فى مصانع السكر، إنها ستدرس العروض التى قدمتها وزارة الزراعة بشأن التجربة، وسيتم إبلاغها بالنظام الأفضل للعمل به فى اجتماع نهاية يوليو الحالى.