“يوتيوب” يبحث عن دور أكبر فى عالم الأزياء عبر قنواته المليونية
10 مليارات دولار قيمة متوقعة للإعلان عبر الصفحات الأكثر تأثيراً عام 2022
يتحول المؤثرون البارزون عبر مواقع التواصل الاجتماعى إلى جزء أساسى من استراتيجية دراسة نظرة المستهلكين إلى العلامات التجارية للأزياء والتفاعل معها.
واخترق المؤثرون أخيراً الدوائر الأكثر شهرة فى مجتمع الأزياء وحضروا على السجادة الحمراء للكثير من الفعاليات الكبرى ومنها حفل جمع تبرعات خيرية بمتحف الفن فى ميتروبوليتان بنيويورك؛ حيث يجرى فحص الحضور وتدقيق خيارات توجيه الدعوة لهم بدقة.
وحضر حفل متحف الفنون جيمس تشارلز وهو فنان ماكياج ومدون يكتب عن الجمال يبلغ من العمر 19 عاماً، لكنه معروف ولم يكن ظهوره أقل من خطوة للأمام فى الاتجاه الصحيح لتمثيل المؤثرين فى وسائل الإعلام.
وحضرت كاميلا كويلو صاحبة الـ7.9 مليون متابع على حسباها فى انستجرام كضيف على جناح مصمم الملابس النسائية ديان فون فورستنبرج، بينما حضر فى جناح يوتيوب داخل الحفل جيمس تشارليز صاحب الـ15.3 مليون متابع، وليزا كوشى صاحبة الـ17.8 مليون متابع وليلى سينج صاحبة الـ8.8 مليون متابع.
واشترى “يوتيوب”، الشركة المملوكة لـ”جوجل”، عدة طاولات فى حفل متحف الفنون هذا العام حيث تتنافس الشركة لتأسيس نفسها كمنصة مقنعة لقطاع الأزياء، وفى الماضى كانت تكافح لإغراء أتباع الموضة من انستجرام ولكن هذا العام اجتذبت أسماء كبيرة مثل الكس شونج ونعومى كامبل وفيكتوريا بيكهام، الذين أنشأوا جميعاً قنواتهم الخاصة على موقع يوتيوب.
ومنذ فترة طويلة تحدث المسوقون والعلامات التجارية عن مفهوم الخبرات الخاصة بالقطاع فى التسويق، ولكن ربما يكون المقياس الأكثر دقة لقدرة الفرد على التأثير هو المصداقية التى لدى هذه الشخصيات.

ومع توقع أن تمتد قيمة اقتصاد مؤثرى التواصل الاجتماعى إلى ما بين 5 مليارات و10 مليارات دولار من حيث الإنفاق الإعلانى العالمى بحلول عام 2022.
وتستطيع دور الأزياء التى تعود إلى قرن من الزمان وكذلك العلامات التجارية عبر الإنترنت التى تم تأسيسها هذا الأسبوع العثور على مؤثر مناسب للعمل كسفير للعلامة التجارية فوراً.
وتتذكر إميلى جون جونستون ، التى تدير مدونة Fashion Foie Gras والتى يمكن اعتبارها مؤثراً مخضرماً أنه بعد أن بدأت التدوين فى عام 2008 عندما صنعت منصة على انستجرام متخصصة للمصورين كيف كان لدى لندن 6 مدونين للأزياء يمكن التعاون معهم، لكن الآن هناك حرفياً الآلاف.
وتستعد شركة “أمازون” التى تمثل ذروة الاستهلاك الجماعى لإطلاق مجموعة محدودة من الإصدارات التى شارك فى تصميمها المؤثرون العالميون بالتعاون مع “دروب تو جو” عبر بث مباشر دولياً لمدة 30 ساعة فقط، وهى علامة على أن أصحاب النفوذ أصبحوا الآن جزءاً لا يتجزأ من التسويق والمبيعات، ولكن أيضاً تطوير المنتجات.
ومثل فئات الوزن فى الملاكمة، ينقسم نفوذ المؤثرين إلى بطولات متعددة: المؤثرون النانو “من 800 إلى 10 آلاف متابع”، المؤثرون الصغار “من 10 آلاف إلى 50 ألف متابع”، المؤثرون الكبار “من 100 ألف إلى مليون متابع” والمؤثرون الفائقون “أكثر من مليون متابع”.
ومن الناحية النظرية يمكن تحديد المؤثر المناسب بحسب مكانة العلامة التجارية ونقطة السعر والميزانية.
وفى الواقع، وجد تقرير صادر عن مجلة “هاى بيست” الشهيرة أن ثلث المشاركين فى استطلاع المجلة يعتبرون أن وسائل التواصل الاجتماعى هى الأكثر تأثيراً عليهم.
ووجدت الدراسة الاستقصائية الكبيرة التى شملت حوالى 41 ألف مستهلك فى جميع أنحاء العالم، أن الموسيقيين والمطلعين فى الصناعة والفنانين المعاصرين كانوا الأكثر نفوذاً وجاءت مصداقيتهم متقدمة جداً على مؤثرى وسائل التواصل الاجتماعى والمشاهير والرياضيين.
والواقع يقول إن ظهور المؤثرين لا يعنى أنهم وحدهم المسيطرون على وسائل التواصل الاجتماعى، لكن ميزتهم أن نجاحهم جاء من قلب الصناعة التى يعملون فيها سواء كان ذلك التصميم الداخلى أو الجمال أو الفن أو الموضة أو الرياضة أو حتى زراعة بستان المنازل وهذه المصداقية تجعلهم المؤثرين المناسبين لماركات الأزياء التى تتطلع إلى إضافة نفوذ ثقافى ومادى أوسع إلى علاماتهم التجارية، ويعمل المؤثرون أيضاً على تعميق علاقاتهم التجارية مع العلامات التجارية مباشرة عبر عقود اتفاق.
لكن ارييال تشارناز تكتب على انستجرام قصصاً تتعلق بالملابس لكن عقودها لا تتضمن عدد مرات متفقاً عليه مع أى شركة لتجارة التجزئة، ما يسمح لها بالظهور بشكل طبيعى وحماية مصداقيتها.
ويتميز مؤثرو الأزياء الناجحون الذين يكسبون أكثر من أى وقت مضى من خلال وسائل التواصل الاجتماعى والمحتوى المدفوع بأنهم ليسوا فقط وجوهاً جميلة مع مهارات خاصة رائعة ولكن فى كثير من الأحيان أيضاً هم رواد أعمال أذكياء.