يمكن للتقنية الرقمية ثلاثية الأبعاد أن تغير صناعة الأزياء بما يعزز الإنتاجية وتطوير المنتجات والربحية عبر تلبية احتياجات المستهلكين التى تعد حجر الزاوية فى أى تجارة تجزئة.
وتتزايد أهمية التقنيات الحديثة مع تعاظم احتياجات المستهلكين أكثر من أى وقت مضى، والرغبة فى الحصول عليها فى أقصر مدة زمينة، فبيوت الأزياء لم تعد تتمتع برفاهية الوقت ويجب على منتجاتها الانتقال من مرحلة سرعة السكة الحديد إلى ما هو أسرع من ذلك.
وأضفت رغبة المستهلكين فى المزيد من خطوط الإنتاج، المزيد من الضغوط لإنتاج كميات أقل بتكلفة أعلى انتظاراً لما هو أحدث لتوفيره مما يفسر الاختفاء السريع لمنتجات العلامات التجارية فى شارع التسوق.
ويمكن لتطبيق الأدوات الرقمية ثنائية وثلاثية الأبعاد أن يحول العملية برمتها ويزيد من الإنتاجية ويخلق سلسلة تطوير منتجات بسيطة يمكن أن تقلل من النفقات العامة وتحسن الربحية.
ولكن التكنولوجيا الرقمية الآن مطالبة بالمساعدة فى التغلب على هذه المشاكل مع ما يترتب على ذلك من آثار على الربحية والاستدامة بجميع أنحاء قطاع الأزياء.
ويمكن أن تقدم التقنيات ثنائية وثلاثية الأبعاد ثياباً للشركات ما يصل إلى %60 من تكلفة جلسات التركيب اليدوى، و%28 من الوقت اللازم لاعتماد الجودة من المراقبين.

فسرعة اعتماد الجودة بجميع مراحل الإنتاج عامل مهم فى عالم سريع الخطى حيث بات “انظر الآن، اشتر الآن” هو شعار المستهلك، ويمكن أن تأتى الاتجاهات وتذهب بين عشية وضحاها وأى تأخير فى سلسلة التوريد يمكن أن يعنى الفرق بين ركوب الموجة أو فقدان الفرصة، ويمكن أن تقلل التكنولوجيا المهل الزمنية لظهور المنتج من أسابيع إلى أيام فقط.
وكانت التكنولوجيا وراء هذه الأدوات متاحة لمدة عقد أو نحو ذلك، ولكن لم تبدأ الشركات تبنيها وتطبيقها إلا فى الآونة الأخيرة وتقدم ثنائية وثلاثية الأبعاد حلاً لتطوير متكامل يربط الجميع من المصمم إلى المشترى فى سلسلة واحدة.
ويمكن إرسال صورة ثلاثية الأبعاد لأحد المنتجات حول العالم فى ثوانٍ، ويمكن أيضاً تحويل قطعة القماش إلى ملابس مباشرة من خلال الاستخدام الذكى للطباعة عند الطلب، فى حين أن المصانع الصغيرة يمكنها طباعة المنسوجات رقمياً وتقطيعها تلقائياً.
ولم يعد من الضرورى شحن النسيج حول العالم لمطاردة اليد العاملة الرخيصة فيمكن إحضار الثياب على دفعات صغيرة عبر آلات الطباعة فى الغرفة المجاورة.
ولا تقوم هذه المصانع الصغرى بتجميع الملابس على الرفوف فى غضون أيام بدلاً من أشهر، بل يمكنها أيضاً تقديم مستوى جديد من المحلية فى صناعة الأزياء والمساعدة فى معالجة قضايا الاستدامة دون تصنيع عينات مادية تذهب إلى النفايات تكلف سوق الملابس ما بين 6 مليارات و8 مليارات دولار كل عام.
ولم تعد هناك فرق تعمل فى داخل صوامع إنتاج بما تحمله من سوء فهم؛ بسبب ظروف العمل وبدلاً من ذلك تكون الفرق قادرة على العمل بكفاءة أكبر مع إمكانية رؤية المنتج على أجسام مختلفة الأشكال وإجراء تعديلات فى ثوان.
ما تصبح اللغة أقل كعائق عندما يكون العلم على شاشة مرئية ثلاثية الأبعاد عبر شاشات فى جميع أنحاء العالم.
ويمكن، أيضاً، اختبار مفاهيم التصميم على وسائل التواصل الاجتماعى قبل تطبيقها وتجربة خيارات ألوان مختلفة فى غمضة عين ودون تكلفة إضافية، وإرسال النتيجة مباشرة إلى المصنع الصغير بضغطة زر.
كما يمكن مراجعة المجموعات الكاملة رقمياً بواسطة المشترين مع تقديم خيارات مختلفة فى ساعات بدلاً من أسابيع.
وتتطلب الزيادة فى استخدام التكنولوجيا مجموعة مهارات متغيرة داخل الصناعة فبطبيعة الحال، سيستمر المصممون الذين يقومون بعملهم الأفضل باستخدام الورق والقلم فى القيام بذلك، ولكن يمكن إضافة الاستخدام الصحيح للتكنولوجيا الرقمية لتحسين العملية الكلية وتحسينها وفقاً لما يحتاجه شارع التسوق، فالآن بدأت الكليات والجامعات فى تقديم دورات تدريبية بمجال الأزياء ثلاثية الأبعاد، ومن المقرر أن تشهد الصناعة ثورة فى مهاراتها تزيد من الكفاءة.
وظلت صناعة الغزل والنسيج العالمية عالقة لفترة طويلة؛ حيث استمرت فى استخدام طرق الإنتاج المعترف بها من قبل الشركات المصنعة منذ القرن التاسع عشر.
ويمكن لتطبيق الأدوات الرقمية ثلاثية الأبعاد أن يحول العملية، ويزيد من الإنتاجية ويخلق سلسلة من تطوير المنتجات النظيفة التى يمكن أن تقلل النفقات العامة وتحسن الربحية.