94 مليون دولار إيرادات إشغال الفنادق في المدينة العام الماضي
كل يوم في معلم بولفارد سان ميشيل السياحي، الواقع بالقرب من كاتدرائية نوتردام في قلب الحي اللاتيني في باريس، تنقل الحافلات آلاف السياح الراغبين في التقاط صور شخصية، والذي يعرقلون أيضا حركة المرور ويتصارعون مع السكان المحليين ممن يحاولون الاستمرار في حياتهم اليومية.
وأوضحت وكالة أنباء بلومبرج، أن سكان باريس اعتادوا على وجود السياح، ولكن السياحة الجماعية- التي يتحرك بموجبها السياح في شكل مجموعات- بدأت تزعج سكان مدينة الحب، خصوصا في المناطق المحيطة بالمعالم السياحية، ومنها كاتدرائية نوتردام، وبرج إيفل، ومتحف اللوفر.
ورغم عدم اقتراب فكرة اتخاذ أي رد فعل عنيف ضد هؤلاء السياح، كما حدث في مدينتي البندقية الإيطالية وبرشلونة الإسبانية، يطالب العديد من سكان العاصمة الفرنسية، الحكومة بإدارة التدفقات السياحية بشكل أفضل.
وذكرت بلومبرج، أن فرنسا التي لا تزال الوجهة السياحية الأولى في العالم، تستهدف جذب 100 مليون سائح عام 2020، ارتفاعا من 89.3 مليون سائح العام الماضي، موضحة أن باريس وحدها تستقبل نحو 25 مليون سائح سنويا، أي أكثر من 10 أضعاف عدد سكان المدينة، مما يجعلها خلف العاصمة التايلاندية بانكوك والعاصمة البريطانية لندن مباشرة في التصنيف العالمي.
واستطاعت باريس جمع 83 مليون يورو “أي 94 مليون دولار” العام الماضي من إيرادات إشغال الفنادق. كما أن هناك نحو 500 ألف وظيفة مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالسياحة أو ما نسبته 9.3% من الأيدي العاملة بالمدينة.
وفي مايو الماضي، أغلق متحف اللوفر، موطن ” الموناليزا” وتمثال “فينوس دي ميلو”، أبوابه بعد إضراب موظفي الأمن والموظفين بحجة صعوبة التعامل مع الحشود الخانقة، ولكنه سرعان ما أعاد فتح أبوابه أمام الجماهير بعد اقتراح نظام للحجوزات الإلزامية ووعود بتوظيف مزيد من الموظفين واعتماد مشاريع التجديد.
واعترف إيمانويل غريغوار، نائب عمدة باريس والمسؤول عن السياحة في المدينة، في مقابلة أجراها مع صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية، بالعداء المحلي المتزايد للسياح، ملقيا باللوم على الفوضى التي تحدثها الحافلات السياحية الكبيرة أثناء السير في أنحاء باريس وتضخم الإيجار الناتج عن شركات تقاسم واستئجار الشقق، مثل “إير.بي.إن.بي”.
وفي برشلونة والبندقية، أثارت السياحة الجماعية غضب السكان المحليين، حيث كانت هناك حشود متزايدة باستمرار.
كما أن هذه الحشود تسببت في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والإيجارات وهددت أسلوب حياة السكان المحلليين.
أما السلطات المحلية في مدينتني البندقية وأمستردام ، فاختارت فرض ضرائب أعلى على السياح للحد من مشكلات السياحة.
وقالت فيرونيك بوتيت، المتحدثة باسم مجلس إدارة باريس للسياحة، إن معالم باريس السياحية متفرقة، عكس تلك المدن الأخرى، ما يسمح بإدارة أعداد السياح الكبيرة، موضحة أن انتشار مناطق الجذب والمواقع المثيرة للاهتمام في العديد من المناطق غير المكتظة بالسكان يجعل السياح أقل إزعاجا.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل مجلس السياحة في باريس على توجيه الزائرين إلى مناطق جذب أخرى ذات الشهرة اﻷقل في العاصمة الفرنسية، على أمل تخفيف احتشاد السائحين.