سيطرت حالة من الخوف على الشركات المصدرة للأكياس البلاستيكية، حول مصيرها خلال السنوات المقبلة، تزامناً مع التوجه العالمى للحد من استخدامها والتحول للمنتجات الورقية.
وفى المقابل جاءت النتيجة عكسية للشركات المنتجة للشكائر البلاستيكية المصنوعة من مادة «البولى بروبلين»، والمنتجات ذات الأوزان الثقيلة، إذ استفادت من إغلاق المصانع فى أوروبا لترتفع صادراتها إليها، ورغم هذه التغيرات إلا أن صادرات البلاستيك والمطاط ارتفعت خلال السنوات الثلاث الأخيرة، إلى ما قيمته 1.7 مليار دولار فى 2018، مقابل 1.5 مليار دولار فى 2017، و1.2 مليار دولار فى 2016.
قال مصطفى فايد، مدير عام التصدير بشركة الأهرام للتجارة والصناعة المنتجة للبلاستيك، إن صادرات الشكائر البلاستيكية المصنوعة من مادة «البولى بروبلين» استفادت خلال الفترة الأخيرة من إغلاق المصانع المنتجة لهذا النوع فى أوروبا؛ نتيجة ارتفاع التكلفة وأجور العمالة هناك.
وأوضح أن منتجات بلاستيك «البولى بروبلين» تستحوذ على نحو %95 من الصادرات، ولا تعانى من أى صعوبات فى التصدير للسوق الأوربية؛ نظرا لقدرة هذا النوع على التحمل عكس المنتجات الورقية التى تتأثر بالرطوبة ولا تتناسب مع تعدد الوسائط لنقل الصناعات الغذائية والدقيق.
أكد فايد أن أكياس البلاستيك المصنعة من «البولى إيثيلين» تستحوذ على %5 فقط من الصادرات، وهناك تخوفات من توقف تصدير الأنواع التقليدية من الأكياس، لذا اتجهت بعض الشركات لتطوير منتجاتها للتعامل مع المستجدات.
وأشار إلى أن شركات الأكياس البلاستيكية انتجت أنواعا جديدة منها قابلة للتحلل وصديقة للبيئة، عبر إضافة مادة إليها تجعلها قابلة للتحلل، فى حين أن حجم الطلبات التصديرية على هذه المنتجات مازال محدوداً، ويستخدم معظمها فى السوق المحلية؛ نظرا لانخفاض تكلفته الاستثمارية وسهولة تصنيعه، فضلا عن إنتاج أنواع جديدة من «الشنط» من البولى بروبلين غير المنسوجة شبيهة بالأقمشة.
وأوضح أن صادرات «الشكائر البلاستيكية» استفادت من إغلاق نحو 16 مصنعاً خلال الفترة الأخيرة فى أوروبا؛ نتيجة ارتفاع تكلفة الإنتاج، إذ يصل الحد الأدنى لراتب العمالة الشهرى نحو 1200 دولار مقابل ضعف رواتب العمالة محليا مقارنة بهذا الرقم.
أضاف فايد، أن المنتج المحلى من «الشكائر البلاستيكية» يتم تصديره بنحو 25 سنتا للوحدة، فى حين تصل تكلفة تصنيعه فى أوروبا لنحو 40 سنتًا، مما يعطى ميزة تنافسية له فى هذه السوق، فى ظل وجود إتفاقية تجارة حرة مع دول الاتحاد الأوربي،تسمح بدخول المنتج دون جمارك.
وأشار إلى أن شركته كانت تصدر لـ 20 دولة منذ 5 سنوات، ونجحت فى دخول 36 دولة حالياً، فى حين تستهدف دخول أسواق جديدة خلال الفترة المقبلة غرب أوروبا، وإيطاليا والنمسا، وألمانيا، والمجر، كما حققت نمواًً بنحو %4، خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالى، مقابل نفس الفترة من العام الماضي.
وقال أحمد سلام، رئيس مجلس إدارة شركة الغوطة للبلاستيك، إن المنتجات خفيفة الوزن هى التى ستتأثر بالاتجاه العالمى للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية والتحول للمنتجات القابلة للتحلل، لكن فيما يخص المنتجات البلاستيكية غير الخفيفة فلم تتأثر بهذه الاتجاهات.
وأوضح أن الشركة تنتج الصناديق البلاستيكية الخاصة بتعبئة الحاصلات الزراعية؛ لافتًا إلى أن الأسواق الأوروبية لم تغلق أبوابها أمام هذه المنتجات لكن يتم منع المنتجات الخفيفة والرقيقة التى تتطاير فى الأرض من الأكياس البلاستيكية.
وأشار إلى أن الاستغناء عن البلاستيك مستبعد، خصوصاً فى ظل انخفاض تكلفة تصنيعه وسماكته مقابل الورق والكرتون الذى ترتفع تكلفته بنحو %75.
وقال هشام يسرى، رئيس مجلس إدارة شركة رويال بوكس، إن التوجه العالمى حالياً نحو الورق كبديل للبلاستيك، مكلف جدا، إذ سيحتاج إلى خطوط إنتاج جديدة، ويعتبر بمثابة هدر للاستثمارات الضخمة فى صناعة البلاستيك.
واشار إلى أنه حتى الآن لم تتأثر الصادرات بالسلب؛ نتيجة هذه المتغيرات، مرجعا انخفاض الصادرات خلال الفترة الحالية؛ إلى ارتفاع تكلفة التصنيع فى ظل ارتفاع أسعار الوقود والنقل والعمالة، فضلا عن تذبذب أسعار المحاصيل الزراعية التى تتم تعبئتها فى المنتجات البلاستيكية.
وقال طلعت عزيز، مدير الإنتاج بشركة المهندس للبلاستيك، إن الشركات تتجه حاليا للتحول إلى تصنيع البلاستيك القابل للتحلل للتعامل مع المتغيرات العالمية من خلال إضافة مادة على البلاستيك التقليدي.
أشار إلى أن هذه الوسيلة هى الحل الأمثل أمام الشركات خصوصا فى ظل ارتفاع تكلفة التحول لصناعة الورق، وعدم قدرة الشركات على ضخ استثمارات فى هذه الصناعة.
وقالت إيمان شوراة، المدير المالى بشركة أبناء مخلوف للبلاستيك، إن الشركة تتابع عن كثب الدراسات التى تجرى حاليا للتحول للبلاستيك القابل للتحلل، وإمكانية التحول لإنتاج الورق والكرتون٫