النقاش الأسرى يشجع كبار السن على الاستثمار المستدام
30 تريليون دولار ميراث جيل الألفية الأمريكى من ثروة الأباء والأجداد
أشعل الشباب النقاش حول مشكلات تغير المناخ والتلوث وعدم المساواة وفى العام الماضى آثار احتجاج الطالبة السويدية جريتا ثونبرج على مخاطر المناخ موجة دولية من الإضرابات المدرسية وفى الوقت نفسه كانت أصغر عضو فى الكونجرس الأمريكى، أوتشاسيو كورتيز تكسر الصمت التشريعى بتقديم مشروع قانون يتصدى لمخاطر التغير المناخى ويشجع الاستثمار فى الشركات الخضراء وقدم السير ديفيد أتينبورو أحد أقوى النداءات الأخيرة فى سلسلته الوثائقية “كوكبنا”.
وبفضل هذه الأصوات، فإن الاستثمار المستدام آخذ فى الارتفاع عندما يتعلق الأمر بمعالجة التغير المناخى وعدم المساواة من خلال الاستثمار فى الشركات التى تعمل على إيجاد حلول وهو ما يعرف أيضاً باسم الاستثمار المسئول اجتماعياً.
ويستخدم هذا النهج العوامل البيئية والاجتماعية والحوكمة “ESG” لطرح أسئلة لتقييم جودة الاستثمار مثل: ما طبيعة معاملة هذه الشركة للعمال فى سلسلة التوريد الخاصة بها؟ كم طن من الكربون يمكن تجنبه؟ ما هى النسبة بين أجر الرئيس التنفيذى والأجر الأدنى للموظف؟ ما مدى التنوع فى مجلس إدارة الشركة.
ويقول تقرير صحيفة “التايمز” البريطانية، إن جيل الألفية كان القوة الدافعة للاستثمار المسئول الذى يراعى عوامل البيئة والمجتمع والحوكمة، حيث ظهر مستثمرون تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً ويمثلون نحو 53 % من استثمارات الصناديق المستدامة، فى حين أن 28 % تزيد أعمارهم عن 65 عاماً يفعلون الشئ نفسه، وفقاً لدراسة “شرودرز جلوبال إنفستورز 2018”.

وركزت الشركات الاستثمارية كثيراً على جذب جيل الألفية ما يدعو إلى تقييم تأثير هذه الاستراتيجية على السوق الآن، ويقول جون ديفيد، رئيس “راثبون جرينباك”، إنه عند محاولة جذب جيل الألفية يوجد خطر من أن بعض الشركات ترفع شعار تحقيق أهداف الاستدامة للأمم المتحدة، دون أى مضمون حقيقى.
وأوضحت جينى بويل، المدير والمخطط المالى المستأجر لدى “آى كيو انفيستور”، أن خريجى جيل الألفية لديهم ديون طلابية أكبر من الأجيال السابقة، لكن إقبالهم على الاستثمار المسئول شجع الابتكار.
وتضيف فيليبا جى التى تدير شركة “فيلبا جى لإدارة الثروات”، أنه بفضل المستثمر الأصغر سناً هناك ضغط على مقدمى الخدمات لتقليل رسومهم لجذب مزيد من العملاء، حيث يطالب المستثمرين الشباب أيضاً بالمزيد من المنتجات الرقمية وقد استفاد من هذه التغييرات جميع الأجيال.
وأشار جورج لاثام، الشريك الإدارى فى شركة ادارة الأصول المستدامة “ويت” إلى أن جيل الألفية هو الجيل الأكثر وعياً بل وامتد أثرهم الإيجابى على الأجيال الأكبر سناً، الذين لديهم المزيد من الأموال للاستثمار فالأجيال تؤثر على بعضها البعض.
ما هو أكثر من ذلك، أن العالم على أعتاب واحدة من أعظم عمليات نقل الثروة فى التاريخ فى الولايات المتحدة، حيث تشير التقديرات إلى أن مواليد ما بعد الحرب العالمية الثانية قد يورثون نحو 30 تريليون دولار لأبنائهم وأحفادهم وهذا التوريث يخلق نقاشاً بين الأجيال داخل الأسرة الواحدة حول الاستثمار.
ونقلت “التايمز” عن سايمون جيبسون، كبير مسئولى الاستثمار فى صندوق إدارة الثروة “ماتيولى وودز” قوله، إنه عندما يتعلق الأمر بالإرث يفكر ويناقش العملاء أكثر فى تأثير استثماراتهم المستدام ومن الواضح أن تغير المناخ هو القضية الرئيسية هنا.
ويقول مارك فيشر، مدير المخططين الماليين المستأجرين “أردينت” فى مدينة يورك بانجلترا، إن عملاءهم فى منتصف عمر الأربعينيات إلى الستينيات مهتمين بتوجيه أسئلة حول ما يسمونه الاستثمار الأخلاقى.
وأضاف أن العملاء لا يحددون فى كثير من الأحيان معنى ذلك، لكن من المفترض بالسنبة لهم أن شركات التبغ مستبعدة على سبيل المثال فى حين يتم إدراج الشركات التى تقوم بعمل خيرى، وتوافق تانيا بين مستشارة الاستثمار المسئول على أن الحوار بين الأجيال يزداد قوة وتأثير لأن مشكلات المناخ والعدالة البيئية هى قضايا متعددة الأجيال من حيث التأثير.
ويعتقد لاثام، أن القضية الأوسع عبر جميع الأجيال هى أن المدخرين ينفصلون عما تفعله أموالهم حيث يهتمون فقط بالعائد، لكن هناك فرصة للشركات التى تركز على الاستثمار المسئول لعرضها على المدخرين من جميع الأعمار، وبالنسبة للمعاشات التقاعدية تحديداً هناك الكثير، مما يجب عمله لتشمل استثمارات أخلاقية كما يلاحظ فيشر، فإن العديد من جيل الألفية، الذين يتم تسجيلهم تلقائياً فى معاش التقاعد فى مكان العمل يستثمرون فى صناديق لا تملك خياراً أخلاقياً.
وتذكر إحدى العملاء، التى تعمل لصالح جمعية خيرية أنها فوجئت عندما علمت أن معاشها لم يكن مستثمراً بشكل أخلاقى ورجعت لمسئول التنمية البشرية لإصلاح الأمر.
ويمكن لشركات إدارة الثروات فعل المزيد لتضمين خيارات مسئولة فى عروضهم بحسب إيما فودن باتينسون مديرة الاستثمار فى “تشارلز ستانلى” مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبى وافق مؤخراً على متطلبات الاستثمار المسئول الجديدة بموجب توجيه “الأسواق المعدلة فى توجيه الأدوات المالية”.
وقالت إنه بحلول عام 2020، سيكون ملزماً لجميع شركات إدارة الثروات إعطاء تفضيلات لعملائهم الذين يستثمرون فى أصول ذات مسئولية أخلاقية على أساس سنوى، وتقوم الفكرة على تشجيع تحويل الخطاب من دعم القيم الشخصية إلى دعم قضايا الاستدامة الأوسع نطاقاً.