انخفض نشاط قطاع الأعمال فى هونج كونج إلى أدنى مستوى له منذ الأزمة المالية العالمية فى الوقت الذى يعانى فيه اقتصاد البلاد من أسابيع من الاضطرابات السياسية والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وفى مسح أجرته مؤسسة “آى إتش إس ماركيت” تراجع مؤشر مديرى المشتريات فى هونج كونج والذى يقيس نشاط القطاع الخاص إلى 43.8 نقطة الشهر الماضى، مقارنة بحوالى 47.9 نقطة في يونيو مسجلاً أكبر انخفاض منذ مارس 2009.
وفى الوقت نفسه انخفضت ثقة الشركات فى هونج كونج خلال الشهر الماضى إلى أدنى مستوياتها منذ يناير 2016 وسط تصاعد المخاوف بسبب تباطؤ مزعزع للاستقرار فى الاقتصاد الصينى.
وأشار المسح إلى تأثير الاضطرابات السياسية التى استمرت شهرين فى الجزيرة التابعة للصين، والتى شهدت خروج ملايين المتظاهرين إلى الشوارع للاحتجاج على مشروع القانون الذى تم تعليقه الآن والذى يقترح إرسال المشتبه بهم جنائياً إلى الصين مما أدى إلى اشتباكات متكررة مع الشرطة.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، أن التوترات الداخلية فى هونج كونج ارتفعت بأعلى مستوياتها حيث تستعد البلاد لأول إضراب عام منذ 50 عامًا.
يأتى ذلك فى الوقت الذى وقعت فيه البلاد ضحية لتبادل لإطلاق نار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتى شهدت قيام أكبر اقتصادين فى العالم بفرض تعريفة جمركية على مليارات الدولارات من صادرات بعضهما البعض.
وأدت هذه الظروف إلى انخفاض الطلب على السلع والخدمات من شركات هونج كونج، حيث انخفضت الطلبات الجديدة من الصين بأعلى معدل لها منذ حوالى 4 سنوات الأمر الذى دفع بعض الشركات إلى خفض الأسعار، مما أدى إلى ظهور علامات على الانكماش.
وقال برنارد أوو، الخبير الاقتصادى لدى مؤسسة “إى إتش إس ماركيت”، إن معدل الانخفاض فى كل من الطلبات الجديدة ونشاط الأعمال هو الأكثر حدة لأكثر من عقد، مما يعكس ظروف الطلب المتفاقمة الناجمة عن الحرب التجارية الأمريكية الصينية المستمرة وتصاعد الاحتجاجات السياسية واسعة النطاق فى هونج كونج مضيفاً أن الشركات أصبحت متشائمة بشكل متزايد وسط تزايد الشكوك.