وضعت شركة «بيبسيكو مصر» ملف التصدير على رأس أولوياتها خلال الفترة المقبلة، بناءً على مناقشات بين إدارة الشركة والرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية خلال اللقاء الذى جمعهما على هامش زيارة الرئيس للولايات المتحدة الأمريكية أبريل الماضى، والتى أثنى الرئيس خلالها على منتجات الشركة وبرامج المسئولية المجتمعية وسمعتها الجيدة فى الأسواق العالمية.
وقال محمد شلباية، الرئيس التنفيذى لشركة “بيبسيكو مصر”، إن الشركة تصدر فى الوقت الحالى لعدد من الدول مثل الجزائر والمغرب، فضلاً عن السوق الليبى الذى تراجع التصدير إليه بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية، ولكن يتم تصدير الفائض فى الإنتاج، حيث تمنح الشركة الأولوية الأولى دائماً للسوق المحلى.
أوضح أن الشركة وضعت ملف التصدير فى دائرة الاهتمام، ويتم دراسته بالكامل حالياً، ومن بين المقترحات المتاحة الاستثمار فى المناطق الحرة للاستفادة من المميزات التى تقدمها الحكومة للتصدير عبر المناطق الحرة.
وأكد على أن الشركة تحقق معدلات نمو جيدة، جعلتها تقترب من العودة لنفس مبيعات ما قبل تحرير سعر الصرف فى 2016، متوقعاً تحقيق ذلك بنهاية العام الجارى.
حققت شركة بيبسيكو العالمية صافى إيرادات يقدر بنحو 64 مليار دولار العام الماضى، ويصل إجمالى مبيعاتها اليومية لنحو مليار عبوة فى أكثر من 200 دولة.
وتوقع شلباية، أن تساهم الاستثمارات الجديدة التى أعلنت عنها الشركة نهاية العام الماضى، والمقدرة بأكثر من 500 مليون دولار فى زيادة القدرات الانتاجية لتلبية احتياجات السوق المحلى وتحقيق فائض للتصدير.
وأضاف أن الاستثمارات الجديدة للسنوات الـ3 المقبلة، موزعة على 3 محاور رئيسية الأول تحديث خطوط الإنتاج والتوسع فى استخدام التكنولوجيا الحديثة لرفع القدرات الإنتاجية وخفض تكاليف الإنتاج.
أشار إلى أن المحور الثانى يضم التمكين وتدريب العاملين بالشركة والشركاء الخارجيين وتطوير قدراتهم الانتاجية، بينما يتضمن المحور الثالث برامج المسئولية المجتمعية التى تشارك فيها الشركة، وفى مقدمتها دورى بيبسيكو للمدارس والذى استمر لأكثر من 16 عاماً حتى الآن.
شدد شلباية على أنه لا يوجد توزيع للاستثمارات لكل قطاع على حدة من القطاعات التى تعمل بها الشركة فى مصر، فعلى سبيل المثال القطاع الزراعى يندرج تحت المحور الثانى الخاص بالتمكين والتدريب وتطوير الشركاء من موردى البطاطس، ولكنها تحصل على حصة أيضاً فى المحور الأول والثالث.
أوضح أن شركة شيبسى للصناعات الغذائية تستهلك نحو 400 ألف طن بطاطس سنوياًً يتم الحصول عليها عبر 40 ألف فدان منها 10 آلاف فدان مملوكين للشركة والتعاون مع ما يقرب من 5 آلاف مزارع.
وقدر حجم استثمارات الشركة السنوية للحصول على احتياجاتها من البطاطس بنحو 2 مليار جنيه، مستبعداً اتجاه الشركة فى الوقت الحالى لزيادة المساحة الزراعية المملوكة لها.
اضاف ان الشركة تعمل فى الوقت الحالى على زيادة المساحة المنزرعة بالتقاوى، والاعتماد على المزارعين سواء الشركات أو صغار المزارعين فى توفير احتياجات الشركة من البطاطس عبر الزراعات التعاقدية.
تابع: الشركة وقعت مذكرة تفاهم مع الحكومة الأمريكية من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية «USAID»، لتوسيع نطاق التعاون بين الجانبين لتحسين سبل معيشة المزارعين وزيادة الشفافية والاستدامة فى سلسلة القيمة لحاصلات البطاطس.
وأوضح شلباية، أن الزراعة تعتبر جانباً حيوياً من الاقتصاد المصرى وتساهم بنحو %14 من إجمالى الناتج المحلى الإجمالى، كما أن مصر فى الأساس دولة زراعية.
تهدف شركة بيبسيكو مصر إلى المشاركة بشكل مباشر مع المزارعين الأفراد لتشجيع الابتكار ونقل المعرفة والتعرف على أفضل الممارسات الزراعية مع ضمان زيادة الإنتاجية والجودة، الأمر الذى يزيد دخل المزارعين، وبالتالى الاستمرار فى النشاط الزراعى وتطوير آليات التنفيذ.
أشار إلى أن دور الوكالة الأمريكية فى الاتفاقية سيكون اختيار صغار المزارعين والذين تتراوح أراضيهم بين 5 و10 أفدنة ووضع البرامج التأهيلية لهم وهذه الفئة لا تتعامل معها الشركة فى الوقت الحالى بشكل مباشر، حيث يتم الاعتماد على الشركات المتوسطة والكبيرة للحصول على احتياجاتنا من المحصول.
أضاف أن دور الشركة فى الاتفاقية سيكون، خاص بتوفير التقاوى والإرشاد الزراعى طوال فترة الزراعة، وحتى شراء المنتج النهائى وفقاً للأسعار السائدة وقت حصاد المحصول.
أوضح: وفقاً للاتفاق مع الوكالة الأمريكية سيتم بدء المشروع تجريبياً فى الموسم الأول مع نحو 100 إلى 150 مزارعاً فى محافظة المنيا، على أن يتم زيادة عدد المستفيدين من المشروع خلال السنوات التالية، نظراً لأنه من المشروعات طويل المدى.
وقال الرئيس التنفيذى لشركة بيبسيكو مصر، إن الشركة حققت نجاحات كبيرة فى مجال إنتاج التقاوى، والتى تستغرق دورة إنتاجها 4 سنوات، حيث تم زراعة التقاوى الأمريكية لأول مرة فى مصر عام 2012، لكسر فكرة أن التقاوى الأوروبية فقط هى الصالحة للزراعة فى مصر.
أضاف أن الشركة نجحت أيضاً فى ابتكار 6 أصناف جديدة من البطاطس، تم تسجيلها فى مركز البحوث الزراعية باسم الشركة.
شدد شلباية على أن الشركة حالياً تنتج نحو %70 من احتياجاتها من التقاوى، ومن المقرر أن ترتفع تلك النسبة إلى %80 العام المقبل.
واستبعد الحصول على أراضٍ زراعية ضمن مشروع الدولة لاستصلاح وزراعة 1.5 مليون فدان خلال الفترة القليلة المقبلة، نظراً لأن الشركة تركز فى الوقت الحالى على إنتاج التقاوى والحصول على احتياجاتها من البطاطس عبر الشركات الزراعية وصغار المزارعين، ولكن الشركة على أتم الاستعداد للتعاون مع الحكومة فيما يتعلق ببرامج التدريب وآليات التنفيذ.
وقال الرئيس التنفيذى لشركة بيبسيكو مصر، أن الطلب على البطاطس من الاتحاد الأوروبى ارتفع بصورة كبيرة، فى ظل ضعف الإنتاج بسبب التغيرات المناخية، وتوقع شلباية استمرار ازمة نقص الإنتاج العالمى من البطاطس حتى نهاية 2021، الأمر الذى يؤكد على استمرار الطلب.
وشدد على أن أزمة نقص الإنتاج الأوروبى خلال الفترة المقبلة سيكون له تأثير كبير على السوق المحلى، خاصة أن الشركات المصرية تعتمد على استيراد التقاوى من دول الاتحاد، والتى تراجع إنتاجها بنحو %25.
وأكد أن ارتفاع أسعار المنتج النهائى خلال العام الماضى ليصل إلى 8 و9 آلاف جنيه للطن، مقابل أسعار لا تتجاوز 3 آلاف جنيه قبل ذلك، الأمر الذى يؤثر على القدرة التنافسية للمنتج المصرى.
أوضح أن الشركة انتهت من التعاقد على إنتاج الموسم الشتوى المقبل مع الموردين، وحال حدوث أى أزمات فى الإنتاج وارتفاع الأسعار بصورة كبيرة، سيدفع الشركة لاستيراد البطاطس للمرة الأولى.
تابع الرئيس التنفيذى لشركة بيبسيكو مصر، أن الحكومة انتبهت لأزمة إنتاج التقاوى والبطاطس فى الاتحاد الأوروبى مبكراً، وتم تشكيل لجنة من منتجى ومصنعى البطاطس مع وزارة الزراعة، لدراسة الأزمة ووضع حلول استباقية لها حتى لا تؤثر على الأسعار فى السوق المحلى.
أضاف أن أزمة ارتفاع أسعار البطاطس فى السوق المحلى العام الماضى، بسبب عدم توافر المنتج، دفع مجلس الوزراء لتشكيل لجنة فنية أخرى من مكتب رئيس الوزراء ووزير الزراعة والصناعة والمنتجين والمصنعين لبحث تراجع الإنتاج الأوروبى.
وشدد شلباية على ضرورة تطوير الزراعة فى مصر، لتكون مستمرة طوال العام، كما هو الحال فى السعودية، وليس على عروتين فقط، فضلاً على تنويع مصدر التقاوى وعدم الخضوع لدول الاتحاد الأوروبى فقط، لضمان استقرار السوق وتوافر المنتج سواء للسوق المحلى أو للتصدير.
أشار إلى أن إنتاج البطاطس فى مصر يكون من خلال عروتين شتوى وتمثل %65 من الإنتاج، والثانية صيفى وتمثل %35، من الإنتاج الإجمالى.
وقال إن الشركة لديها أكثر من تجربة لزراعة البطاطس فى أكثر من منطقة، مشددا على ضرورة تجربة الزراعة خارج نطاق نهر النيل والخروج للمناطق الصحراوية.
وأكد أن نجاح مصر فى إنتاج البطاطس طول العام، والتوسع فى زراعة التقاوى، والعمل على تصديرها، يجعل مصر من أكبر دول العالم المنتجة والمصدرة للبطاطس.
وأشار إلى أن سر الصنعة فى إنتاج البطاطس هى التقاوى، ونجاح الشركة فى إنتاج التقاوى الأمريكية فى مصر وتطويرها بما يتناسب مع المناخ المحلى، يجعل هناك فرصة للتوسع وإنتاج أكثر من صنف، وعدم الاعتماد على مصدر واحد، وبالتالى تجنب أزمة التغيرات المناخية فى أوروبا.
وعلق شلباية على تأثير ارتفاع أسعار المحروقات على الشركة، قائلاً: “العلم بالزيادة مبكراً جنب السوق الكثير من الأزمات”، وأشار إلى أن الشركة اتخذت العديد من الإجراءات الاحترازية للحد من تأثير ارتفاع أسعار المحروقات على المنتج النهائى، من خلال إعادة ترتيب البيت من الداخل، وتقليص المصروفات، فى جميع المراحل الإنتاجية، دون التأثير على مستوى جودة المنتج، وأكد على أن تأثير ارتفاع أسعار المحروقات محدود جداً ولن يكون هناك زيادة فى أسعار منتجات الشركة خلال الفترة القليلة المقبلة.