أعلنت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا»، أن الحصة السوقية لمصر فى مجال صناعة التعهيد وخدمات تكنولوجيا المعلومات العابرة للحدود ستصل إلى %16 قبل نهاية العام الحالى.
وتستهدف الهيئة، تعظيم عائدات الشركات المحلية العاملة فى قطاع التعهيد.
كما ستعمل «إيتيدا» خلال الفترة المقبلة على تنفيذ استراتيجية شاملة لزيادة الصادرات المصرية من خدمات التعهيد بالاتفاق مع شركات التعهيد، وستكون قائمة على عدد من العناصر من ضمنها دراسة متطلبات الشركات واحتياجاتها.
وتنفذ الهيئة حالياً برنامج «أكاديميات الصناعة» بالتعاون مع عدد من الشركات العالمية وشركة «واحات السيليكون» لتدريب الخريجين والشباب على صناعة التعهيد.
ويعمل حاليا بصناعة التعهيد قرابة 212 ألف موظف، ومن المتوقع أن يحدث نمواً فى أعداد الموظفين بنسبة %13 خلال الفترة المقبلة.
قالت المهندسة هالة الجوهرى، الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا” لـ”البورصة”، فى أول حوار صحفى لها بعد تعيينها فى منصب الرئيس التنفيذى للهيئة بقرار من مجلس الوزراء، إن استراتيجية عمل الهيئة ترتكز على تنفيذ المهام المنوطة بها وعلى رأسها جذب مزيد من الاستثمارات فى قطاع تكنولوجيا المعلومات المصرى سواء فى مجالات التعهيد والخدمات العابرة للحدود من مراكز لخدمة عملاء وخدمات تكنولوجيا المعلومات ونظم المعرفة ومراكز البحث والتطوير، وكذلك دعم رواد الأعمال ورفع تنافسية الشركات التكنولوجية الناشئة المحلية لجذب استثمارات لها ووضعها على طريق النمو.
وأضافت أن المحور الثانى يرتكز على تهيئة بيئة ومناخ الأعمال وكذلك تنمية القدرات البشرية وتطوير المهارات الرقمية للشباب لسد حاجة الطلب المتزايد على تلك المهارات.
ويمثل هذا المحور فى استراتيجية عمل الهيئة خلال الفترة القادمة، أهمية لما تسعى إليه الهيئة لضمان فاعليته بالتعاون مع الأطراف المعنية من القطاع الحكومى والخاص وذلك من خلال عمل منظومة متكاملة للمهارات والتخصصات التكنولوجية تكون مطابقة للمعايير العالمية.
وكشفت الجوهرى، أن من ضمن الأهداف التى يجرى التركيز عليها لتنمية عائدات القطاع، فتح أسواق جديدة للشركات المحلية مع التركيز بشكل خاص على الخدمات ذات القيمة المضافة الأعلى، وكذلك الالتزام بالحوافز التى تقدمها للشركات العالمية سواء التى تسعى لاجتذابها لفتح مراكز لها فى مصر، أو تلك التى ترغب فى توسيع قاعدة أعمالها وزيادة عدد العاملين بها من الشباب المصري.

أوضحت أنه طبقاً للإحصائيات العالمية، فمن المتوقع مع نهاية العام الحالى أن تبلغ حصة مصر من حجم السوق العالمى لصناعة التعهيد وخدمات تكنولوجيا المعلومات العابرة للحدود نسبة %16.
وأشارت إلى أن قيم الصادرات المصرية من منتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات بلغت نحو 3.67 مليار دولار بزيادة نسبتها %12.5 مقارنة بالعام المالى الماضى. وتستهدف الهيئة نموا بنسبة تتخطى %13.5 بنهاية 2019.
وحول عودة مصر إلى المراكز المتقدمة فى قطاع التعهيد، أوضحت الجوهرى أن مصر بالتأكيد تستحق العودة من جديد، إذ إنها تمتلك كل المؤهلات التى تضعها ضمن أهم المقاصد الرئيسية والمفضلة لموفرى تلك الخدمات على مستوى العالم سواء من وفرة المهارات الرقمية أو تكلفة الأعمال وهى مميزات لن تجدها بمنطقة الشرق الأوسط وافريقيا أو فى دول شمال وغرب أوروبا.
أضاف أن استراتيجية الهيئة تستهدف تعزيز وضع مصر على الخريطة العالمية للخدمات وللإبداع التكنولوجى وريادة الأعمال، وكذلك تصميم وتصنيع الإلكترونيات من خلال تمكين عمليات البحث والتطوير وتحفيز الابداع وتطوير وتأهيل الكوادر الاحترافية من خلال عدد من المحاور ومنها، تحديد الأولويات والطلب فى الأسواق المستهدفة، وتحديد التكنولوجيا المستهدفة، والتحرك بشكل استباقى وفعال لتعزيز وتمييز هوية مصر التكنولوجية بين الدول المصدرة والمستوردة لخدمات تكنولوجيا المعلومات.
قالت الرئيس التنفيذى، إن الهيئة لديها العديد من البرامج ومبادرات التدريب وحزم الدعم التى تقدمها «ايتيدا» فى هذا الصدد لقطاع التعهيد المصرى وخدمة كافة أطيافه بدءاً من خدمات مراكز الاتصالات وحتى خدمات البحث والتطوير ونظم المعرفة.
وكشفت أن الهيئة تنفذ تلك البرامج والمبادرات سواء من خلال مراكزها المتخصصة أو بالتعاون مع شركائها من القطاعين الحكومى والخاص والمجتمع المدنى، وذلك بهدف تدريب الشباب وجعلهم كوادر مؤهلة للانضمام لسوق العمل. ومن ضمن تلك البرامج، مبادرة «رواد تكنولوجيا المستقبل» التى تقدم محتوى تدريبى الكترونى فى أحدث المجالات التكنولوجية على منصات عالمية هى «إيديكس»، و«كورسيرا»، و«يوداستى»، وهى تخدم بشكل أكبر شركات التعهيد العاملة فى مجالات تكنولوجيا المعلومات.
وأضافت أنه خلال العام المالى 2018/2019، تم تدريب واعتماد ما يقرب من 1300 متخصص فى مجال البرمجيات والأنظمة المدمجة وجودة وتطوير البرمجيات من خلال مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات SECC بنسبة زيادة بلغت %34؛ فى حين قامت مبادرة رواد تكنولوجيا المستقبل بتخريج 1500 متدرب بشهادات عالمية معتمدة من كبرى الجامعات المرموقة والشركات العالمية بنسبة زيادة %11.
كما قام مركز الإبداع التكنولوجى وريادة الأعمال TIEC بتدريب أكثر من 2100 طالب ورائد أعمال، واحتضان وتخريج أكثر من 25 شركة ناشئة بنسبة زيادة %15.
وتابعت الجوهرى: «لدينا أيضا برنامج أكاديميات الصناعة الذى يتم تنفيذه بالتعاون مع شركة سيليكون واحة، وعدد من الشركات المحلية والعالمية فى مجال التعهيد والذى نتج عنه هذا العام تدريب أكثر من 600 طالب حديثى التخرج، وتم تعيين حوالى 430 منهم بنسبة تتخطى %70 من المتدربين».
وكشفت أن الهيئة تعمل حاليا مع شركات التعهيد سواء المحلية منها أو العالمية، بمبدأ الشراكة.
وستنفذ خلال الفترة المقبلة، استراتيجية شاملة لزيادة الصادرات المصرية من خدمات التعهيد.
وستقوم الاستراتيجية على عدد من العناصر، من ضمنها دراسة متطلبات الشركات واحتياجاتها، وذلك انطلاقاً من مبدأ التعاون فى القرار والرؤية المشتركة.
وأوضحت أن مناخ وبيئة الأعمال فى مصر أصبحت جاذبة للاستثمار عن أى فترة مضت نظراً للرؤى الفعالة والاستراتيجيات الطموحة التى تتبناها الحكومة، وكذلك مع الدعم المقدم لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرى، وكلها عوامل تشجع الاستثمارات سواء المحلية أو الأجنبية.
وينعكس ذلك على أداء قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والذى ارتفعت معدلات نموه لتصل إلى %16 بزيادة %2 عن العام المالى الذى يسبقه، وكذلك ارتفعت نسبة مساهمته فى الناتج المحلى الاجمالى من %3.2 إلى %4.
كما ارتفعت قيمة الاستثمارات فى القطاع خلال نفس العام من 28 مليار جنيه إلى 35 مليار جنيه بزيادة تتخطى %20، وأدى ذلك إلى أن صناعة خدمات التعهيد فى مصر سجلت نمواً جيداً مدفوعاً بزيادة استثمارات شركات التعهيد العالمية فى مصر، والتى أشادت بها مختلف المراكز البحثية العالمية المتخصصة فى هذه الصناعة.
وكشفت أنه يوجد عدد كبير من الشركات العاملة فى مصر فى مجال التعهيد، سواء من الشركات المحلية أو العالمية.
وطبقاً لإحصائيات شركة الاستشارات العالمية «أى دى سى»، يبلغ عدد العاملين بصناعة التعهيد نحو 212 ألف موظف. ومتوقع أن يزداد عدد العاملين بنسبة نمو تتخطى 13%.
قالت الجوهرى، إن العمل فى صناعة التعهيد بشكل عام يتطلب مجموعة من المهارات الأساسية، على رأسها مهارات التواصل والمرونة فى العمل، ومهارات استخدام الحاسب بكافة مستوياتها.