تقوم أكبر شركات البترول فى العالم بتحويل الاستثمارات بثبات نحو الغاز الطبيعى مدفوعة بسوق ناشئة عالمياً ومخاوف بيئية ولكن فى الوقت الحالى، نجحوا أيضًا فى خفض الأسعار.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج”، أن الشركات الكبرى أمثال “إكسون موبيل” و”رويال داتش شل”، بالإضافة إلى “شيفرون” و”توتال” شهدت انخفاضًا حادًا فى الأسعار التى تلقوها للغاز خلال الربع الأخير، وبلغ الغاز الذى يتم تداوله فى المركز الأمريكى “هنرى هوب” فى لويزيانا أدنى مستوياته الموسمية منذ عقدين من الزمن مع ارتفاع معدل الإنتاج.
وفى أوروبا وآسيا تراجعت الأسعار الفورية للغاز المسال بفضل موجة من محطات التصدير الجديدة التى تضخ شحنات إلى السوق.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن الغاز أصبح فى الوقت الحالى وقود للأفران ومحطات الطاقة، بالإضافة إلى المواد الخام اللازمة لصناع المواد الكيميائية.
وقامت شركة “شل” الرائدة فى هذه الصناعة التى تتعامل فى الغاز الطبيعى المسال لعقود من الزمن وشركة “بريتيش بتروليوم” بزيادة نسبة إنتاجها من الغاز فى السنوات الأخيرة.
وفى هذه الأثناء، ضخت “إكسون” و”شيفرون” عشرات المليارات من الدولارات فى حفنة من مشاريع الغاز الطبيعى المسال الضخمة بجميع أنحاء العالم.
وقال ديفين مكديرموت، المحلل لدى “مورجان ستانلى” إن الغاز كان أحد الرياح المعاكسة التى أثرت على أرباح الشركات الكبرى لكن التأثير الفعلى على النتيجة النهائية متواضع نسبياً.
ومع ذلك، سوف تستمر الأسعار المنخفضة فى التأثير على الشركات الكبرى حيث لا تظهر إمدادات الغاز أى علامة على التراجع خاصة فى حوض بيرميان، حيث يجد الباحثون عن البترول الخام أنهم يحملون كميات هائلة من الغاز الأقل قيمة الذى يخرج من نفس الآبار.
وامتدت التخمة إلى اليابان حيث انخفضت الأسعار الفورية في الأشهر الستة الماضية.
وحتى الوقت الحالى منذ بداية العام ارتفع الطلب على الغاز الطبيعى المسال فى آسيا بنسبة 3% فقط فى حين ارتفع المعروض العالمي بأكثر من 10%.
وكشفت بيانات “بلومبرج” أن المعروض العالمي للغاز الطبيعي المسال سوف يتجاوز الطلب على مدى السنوات الثلاث المقبلة قبل أن ينخفض المعروض فى السوق عام 2022 .
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أنه فى ذلك الوقت ربما سترتفع الأسعار على الأرجح.
وقال مكديرموت “عندما تنظر عالميًا إلى الطلب على البترول مقابل الطلب على الغاز ستجد ان الطلب على البترول ينمو بنسبة ضئيلة من الناتج المحلي الإجمالي فى وقت زاد فيه الطلب على الغاز بحوالى 6%”.