مدينة العلمين الجديدة هى مدينة بطول 14 كم على شاطئ البحر المتوسط، يتم عمل بها أبراج وفنادق ومنطقة معارض ودار أوبرا وغير ذلك من الخدمات.
استضافت المدينة هذا الأسبوع جنيفر لوبيز JLo واحدة من أشهر المطربين فى العالم فى حفل كبير وناجح.
ما أهدافنا الرئيسية من خلق هذه المدينة؟
الدول تعمل المشروعات عامة من أجل واحد أو أكثر من 3 أهداف:
• فتح فرص عمل.
• تحقيق إيرادات ضريبية سنوية تدخل وزارة المالية للصرف على التعليم والصحة والبنية التحتية.
• زيادة الحصيلة الدولارية مما يساعد على ثبات العملة المحلية.
لكى تنجح الدول لا بد من أن تضع أهدافاً بمدة زمنية وتقيس نسبة التحقيق.
فمثلاً نريد خلق نصف مليون فرصة عمل فى خلال 5 سنوات (عام 2024). واستطعنا تحقيق 750 ألف وظيفة فى نفس الفترة. إذن فهذا المشروع فاق الأهداف الموضوعة بـ50%. نفس الشىء إذا تم تحقيق 100 ألف فرصة عمل فقط. إذن لم يتم تحقيق غير 20% من الهدف الموضوع.
الدول التى تضع واحداً أو اثنين أو ثلاثة من هذه الأهداف المذكورة وتعلنها وتلتزم بإعلام المواطنين بنسبة تحقيق الأهداف هى من وجهة نظرى التى تنجح لأن المواطن يتدخل للمساعدة فى تحقيق الأهداف.
هل عندنا أى أهداف موضوعة من هذه الأهداف الثلاثة (فرص عمل، إيرادات للدولة، حصيلة دولارية)؟
وضعنا هدف بنقل 3 ملايين مواطن ولكننا لم نضع المدة الزمنية.
ولم نضع هدفاً للإيرادات أو للحصيلة الدولارية.
هل هذا كافٍ؟ لا. لأننا سنصرف الأموال ولم نحسب العائد.
يوجد مدن جديدة فى العالم نجحت مثل دبى وسنغافورة وشنجدو وشنزن فى الصين ويوجد مدن أخرى فشلت مثل بوتراجايا Putrajaya فى ماليزيا والتى كان المقرر عملها كامتداد لكوالالمبور ولكن نجاحها تأخر 30 سنة لأسباب متعددة أهمها عدم خلق طرق بين العاصمة والامتداد.
من وجهة نظرى يجب وضع الأهداف التالية للعمل على تحقيقها قبل 2024:
• 200 ألف فرصة عمل (وليس 3 ملايين).
• 5 مليارات دولار ناتجاً محلياً يتحقق سنوياً.
• 5 مليارات دولار عملة صعبة يتم تحقيقها من الصادرات أو السياحة أو غير ذلك.
كل هذه الأهداف محتاجة طبعاً دراسات جدوى محترمة تؤكد أو تغير تلك الأرقام وتضع الخطوات اللازمة للوصول للهدف.
فبدون دراسات الجدوى التفصيلية تصبح هذه الأهداف لا قيمة لها.
وبدون تنفيذ ما هو مكتوب فى دراسة الجدوى تصبح التكلفة المنصرفة على الدراسة خسارة.
وبدون متابعة الأهداف، لا نعرف هل نحن على الطريق الصحيح أم لا وهل يتطلب تغيير الخطة أو بعضها؟ فدنج شياو بنج Deng Xiaping الرجل الذى قاد تطوير الصين وضع هدف 4 أضعاف الناتج القومى فى خلال 20 سنة. وبدأ بالزراعة ولكنه اكتشف بعد ذلك أن الزراعة لن تحقق الهدف ولكن الصناعة تستطيع فغير الهدف وركز على الصناعة وأصبحت الصين الدولة الصناعية الأولى فى العالم. مات دنج ولكن نجحت الصين فى تحقيق 6 أضعاف الناتج المحلى الإجمالى فى المدة الزمنية المطلوبة.
من وجهة نظرى، تجهيز مناطق صناعية مرفقة بالمبانى وجاهزة للإيجار هو عنصر رئيسى لنجاح مدينة العلمين. ونحتاج إلى تجهيز منطقة بها حوالى 200 مصنع كمرحلة أولى. فى متوسط 50-100 عامل نستطيع نقل 10 إلى 20 ألف عامل للعمل هناك يكونون مع أسرهم البنية الأساسية لمن ينتقل للعمل والمعيشة هناك.
ويقترح، أيضاً، عمل منطقة لشركات التكنولوجيا ومنطقة أخرى للشركات التجارية بحوافز مشجعة للانتقال والعمل هناك.
أنا ضد أن تكون الأبراج التى على البحر كلها سكنية بالعكس أشجع أن تكون مجموعة منها للعمل وأن نجذب شركات عالمية مثل wework أو غيرها لإدارتها.
وأنا ضد أيضاً الاعتماد على السياحة كالمصدر الرئيسى لفرص العمل هناك. فمصر دولة مستهدفة ولذلك يجب أن تكون السياحة مكافأة أو بونص فوق القطاعات الرئيسية ولكنها ليست القطاع الرئيسى الذى تعتمد عليه الدولة.
مشروع مدينة العلمين الجديدة مشروع ممتاز إذا نجح ولكن بدون تحديد الأهداف المطلوب تحقيقها يصبح غير واضح المعالم. فالناس تضع أموالها فى البنوك وهى تدرى أن العائد الآن هو 15% وتضع أموالها فى العقارات وتحسب الأول العائد المتوقع وتتكل على الله بعد ذلك. نفس الشىء بالنسبة لمشروعات الدولة. إذا لم تضع الدولة واحداً من الأهداف الثلاثة المذكورة (فرص العمل، إيرادات الدولة، الحصيلة الدولارية) يصبح كأننا نضع أموالنا فى مشروع ونعرف أننا سنبنى المصنع ولكن لا يوجد عندنا معلومات على المبيعات أو الربحية المتوقعة والمدة الزمنية.
الدول التى تتعثر هى التى تضع جدولاً زمنياً لصرف الأموال ولا تضع جدولاً زمنياً للإيرادات والأرباح.
الدول التى تنجح هى التى تضع هدفاً أو أكثر من تلك الـ3 أهداف (فرص عمل، إيرادات سنوية للدولة، حصيلة دولارية سنوية) وتلتزم بوضع جدول زمنى وتقيس معدل تحقيق الأهداف.
بقلم علي والي