بدأت الولايات المتحدة واليابان فى التخلص من العقبات الأخيرة فى طريق التوصل إلى اتفاق تجارى جزئى قد يتم الانتهاء منه أوائل الشهر المقبل، الأمر الذى قد يخفف من حدة التوترات التجارية التى تضرب الاقتصاد العالمى.
ونقلت صحيفة «فاينانشيال تايمز» عن مصادر مطلعة على المسألة، أنه من المقرر أن يصل توشيميتسو موتيجى، وزير الاقتصاد اليابانى، إلى واشنطن، اليوم (الأربعاء)؛ لإجراء محادثات محورية مع روبرت لايتيزر، الممثل التجارى للولايات المتحدة والتى قد تحدد فرص التوصل إلى اتفاق فى القريب العاجل.
وقالت الصحيفة البريطانية، إن الاتفاقية التى تجرى مناقشتها لن ترقى إلى مستوى الصفقة التجارية الشاملة، ولكن سيتم الدفع بها فى مرحلة لاحقة. وأضافت أن الحصاد المبكر لهذه الصفقة المصغرة كما وصفها بعض المفاوضين ستدفع اليابان نحو المزيد من الانفتاح لسوقها الزراعى أمام البضائع الأمريكية فى مقابل بعض التخفيضات على التعريفات الصناعية الأمريكية.
وتتوقع اليابان شكلاً من أشكال الحصانة أو الإعفاء من الرسوم الجمركية المحتملة على واردات السيارات التى هدد بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بفرضها على أسس الأمن القومى فى وقت لاحق من العام الحالى.
وتجرى المناقشات الأمريكية اليابانية قبيل قمة مجموعة السبع الصناعية الكبرى، فى فرنسا؛ حيث يمكن أن يعطى الرئيس الأمريكى وشينزو آبى، رئيس وزراء اليابان مباركة سياسية رفيعة المستوى لاتفاق بهدف استكمالها فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى سبتمبر المقبل.
وعلى الرغم من أن هذا الجدول الزمنى واقعى، فإنَّ الأشخاص المطلعين على المحادثات حذروا من أن المفاوضات قد تتعطل أو تنهار.
وكان المزارعون الأمريكيون قد اشتكوا فقدان حصتهم السوقية فى اليابان أمام المنافسين فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ والاتحاد الأوروبى الذين وقعوا اتفاقيات تجارية مع طوكيو فى السنوات الأخيرة.
وقال توم فيلساك، الحاكم السابق لولاية أيوا، رئيس مجلس تصدير الألبان الأمريكى، إن «البيت الأبيض» يدرك الموقف السياسى من الصفقة التجارية مع اليابان، ولكن يبحث المنتجون عن أخبار سارة يتعين على الإدارة تقديمها.
وعلى الجانب الآخر، فإن الخوف من التعرض للتعريفات الجمركية على السيارات يحفز الجانب اليابانى للتوصل إلى اتفاق؛ حيث إن فرض التعريفة من شأنه أن يشكل ضربة قوية لشركات صناعة السيارات فى البلاد.
وقال كليت ويلمز، مسئول تجارى سابق فى إدارة ترامب، «الزعماء لديهم الكثير لتحقيق مكاسب من حيث التجارة ومن الأهمية بمكان أن تبدأ الإدارة الأمريكية بداية جديدة مع حلفاء رئيسيين مثل اليابان».
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد أكثر القضايا الشائكة التى يتعين حلها تتمثل فى قبول الولايات المتحدة التنازلات الزراعية بنفس المستوى الذى منحته اليابان فى اتفاقية التجارة عبر المحيط الهادئ، والتى انسحب منها ترامب، فى عام 2017.
وتود اليابان أيضاً أن ترى خفضاً للرسوم الجمركية على صادراتها الصناعية إلى الولايات المتحدة بما فى ذلك قطاع السيارات فى مقابل أى تنازلات زراعية.
وقال شيهوكو جوتو، من مركز «ويلسون» للأبحاث فى واشنطن، إن ما تريد اليابان أن تتنازل عنه واضح للغاية، ولكن ما تستطيع الولايات المتحدة تقديمه فى المقابل لا يزال غامضاً للغاية.
وعلى الرغم من أن التجارة الرقمية يمكن أن تكون جزءاً من الاتفاقية المبكرة، فإنه سيتم استبعاد قطاعات واسعة من التجارة الأمريكية اليابانية وخاصة فى مجال الخدمات.
وقال أيكو لين، المدير التنفيذى لمجلس الأعمال الأمريكى اليابانى فى غرفة التجارة الأمريكية، إننا نرحب بالتقارير التى تفيد بأن الإدارة الأمريكية تقترب من المرحلة الأولى من صفقة التجارة الثنائية، ولكننا نريد التأكيد على رغبتنا فى صفقة تجارية شاملة وعالية المستوى.