«الطوخى»: تراجع القوى الشرائية للمستهلكين لا يحفز تعظيم الإنتاج
«خليل»: الأجانب يفضلون شراء الجلود فى مراحلها الأولى لكشف العيوب
«عبدالوهاب»: الموضة العالمية تتجه نحو الأحذية الرياضية والقماشية خصوصاً للشباب
قبل سنوات، ظلت شركات الأحذية والمنتجات الجلدية، تطالب بتوفير خامات الجلود الطبيعية محلياً وعدم تصديرها؛ لتحقيق الاستفادة القصوى منها. وبالفعل.. استجابت وزارة التجارة والصناعة، وفرضت رسم صادر على الجلود، ما ساهم فى توافر الخام.
لكن الوفرة التى شهدها سوق الجلود، مؤخراً، عقب عيد الأضحى، بجانب انخفاض الأسعار، طرحا العديد من التساؤلات حول مدى استفادة شركات الأحذية والمنتجات الجلدية من وفرة الجلود فى زيادة الإنتاج وتحسين جودة المنتجات.
من جانبهم، اعتبر مستثمرون، أن تراجع أسعار الجلود وحده غير كافٍ لتحقيق النمو المنشود للقطاع، فى ظل وجود العديد من العراقيل التى قللت الاستفادة من تلك الميزة.
قال أسامة الطوخى، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الجلود، إنَّ تراجع القوى الشرائية للمستهلكين، غير محفز لتعظيم الإنتاج والاستفادة من وفرة الجلود الطبيعية، خصوصاً أنها تأتى بالتزامن مع الركود فى السوق العالمى.
وأضاف أن وفرة الجلود الخام بسعر زهيد، قابلتها زيادة كبيرة فى تكاليف الدباغة؛ بسبب ارتفاع أسعار المياه والكهرباء وأجرة العمالة التى تضاعفت بعد نقل المدابغ من منطقة مجرى العيون إلى الروبيكى، فضلاً عن تقلص عدد ساعات العمل؛ بسبب بعد المسافة مع أماكن سكن العمال فى مصر القديمة.
وقال محمد فارس، رئيس مجلس إدارة مدبغة الفرسان، فى تصريحات سابقة لـ«البورصة»، إن أجرة العمال بعد النقل إلى الروبيكى تتراوح بين 120 و140 جنيهاً يومياً، مقابل ما بين 80 و110 جنيهات فى مجرى العيون، فضلاً عن تحمل المدابغ بدل انتقالات للعمالة بين 10 و20 جنيهاً يومياً حسب المسافة التى يقطعها العامل، فى حين تتحمل المدابغ التى تؤجر الأتوبيسات لنقل العمال من مصر القديمة إلى الروبيكى نحو 20 ألف جنيه شهرياً.
وأوضح «الطوخى»، أن نقل المدابغ قلص عدد الورش العاملة فى القطاع بعد أن كانت بلغت 3 آلاف مدبغة كبيرة وصغيرة ومتوسطة، لعدم قدرة الشريحتين الصغيرة والمتوسطة، على تحمل تكاليف الإنتاج المرتفعة فى الروبيكى.
أضاف أنه يستهدف رفع الطاقة الإنتاجية لمصنعه إلى نصف ما كانت عليه قبل عام 2011 بعد أن انخفضت بشكل كبير المرحلة الماضية، ثم فتح أسواق تصديرية جديدة.
وأشار إلى أن العراق واليونان وكينيا ونيجيريا هى الدول المستهدفة كأسواق جديدة، بعد أن خسر سوقى سوريا وليبيا؛ نتيجة التوترات السياسية فى البلدين، والسوق الروسى عقب حادث سقوط الطائرة فى سيناء.
وقالت نادية خليل، أستاذ الصناعات الجلدية بكلية الاقتصاد المنزلى جامعة حلوان، إن الوفرة التى يشهدها السوق من الجلود، نتجت عن قرار رسم الصادر الذى فرضه وزير التجارة والصناعة على الجلود.
وأوضحت أن المستوردين الأجانب يفضلون شراء الجلود فى مراحلها الأولى، حتى يتم فرزها بطريقة دقيقة، وملاحظة عيوب المنتج؛ لأن تشطيب الجلود قد يخفى عيوبها.
وقررت وزارة التجارة والصناعة، أبريل الماضى، تجديد رسم الصادر على الجلود من «الكرست الأبيض» بواقع 250 جنيهاً على الجلد البقرى والجاموسى، و150 جنيهاً على الجلد اللبانى والجملى، و15 جنيهاً على الجلد الضأن، و7.5 جنيه على جلد الماعز.
وشدد محمد عبدالوهاب، عضو غرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات، على ضرورة التكاتف بين قطاعى دباغة وصناعة الجلود؛ لجذب المستهلك المصرى لشراء المنتجات المصنوعة من جلود طبيعية بدلاً من المصنعة.
وعزا هبوط أسعار الجلود الطبيعة عالمياً إلى اتجاه الموضة العالمية نحو الأحذية الرياضية والقماشية، والتى تتميز بتعدد الألوان وكونها مريحة للمستهلكين، خصوصاًفئة الشباب.
وطالب «عبدالوهاب»، بتحفيز الطلبة نحو التعليم الفنى لتوفير عمالة شابة متطورة تكنولوجيا وعلمياً تستطيع تقديم منتجات تنافس السوق العالمى، إذ يعد عدم وجود عمال مدربين من أهم العوائق التى تواجه القطاع.
أضاف أن النهوض بصناعة المنتجات الجلدية، يستلزم الاهتمام بوجود مراكز لابتكار موضة مصرية تتماشى مع الاتجاهات العالمية، بجانب توفير الخامات، ما سيسهل من مهمة وجود «براندات» مصرية.
وأكد أن وجود خامات الجلود وحدها لن يصنع الفارق، ولكن نحتاج إلى عوامل أخرى كالعمالة الماهرة والتكنولوجيا الحديثة.
وأشار إلى أنه رغم توافر الجلود، فإنَّ سعرها مرتفع بعد التشطيب؛ نظراً إلى ارتفاع تكلفة الدباغة، فى ظل تسرب عمالة قطاع الدباغة إلى مهن أخرى خلال المرحلة الماضية.
كتبت: مي خاطر