فرضت الأرجنتين قيوداً على العملة أمس الأحد لمنع هروب رؤوس الأموال بعد أن فقد البيزو أكثر من ربع قيمته منذ الانتخابات الأولية التى عقدت الشهر الماضى، فى أحدث تحرك من الحكومة للنجاة من الأزمة الاقتصادية المتصاعدة.
ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، أن البنك المركزى، سيطلب من المصدرين إعادة الأرباح من المبيعات فى الخارج بينما يتعين على جميع الشركات وليس البنوك فقط طلب إذن لبيع البيزو بالعملات الأجنبية بعد أن خسر 3 مليارات دولار من الاحتياطيات يومى الخميس والجمعة الماضيين، وتأتى هذه الخطوة فى أعقاب الإعلان المفاجئ بأن الأرجنتين ستسعى إلى تأجيل المدفوعات لما تصل قيمته إلى 101 مليار دولار من الديون.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن فرض قيود على العملة يقوض أحد الإنجازات الكبيرة الأولى للرئيس موريسيو ماكرى، الذى قام بعد فترة وجيزة من توليه السلطة في ديسمبر 2015 بإزالة ضوابط صارمة على رأس المال كانت سارية منذ عام 2011.
ودفعت هذه الضوابط مؤشر “إم إس سى آى” إلى تجريد الأرجنتين من مكانتها باعتبارها سوق ناشئة ليتراجع إلى تصنيف الأسوق الحدودية.
ومع قلق الأسواق بشأن احتمالات العودة إلى السياسات الشعبوية في الأرجنتين مما تسبب في انخفاض أسعار الأصول الأرجنتينية بصورة أكبر نشرت الحكومة مرسومًا يوم الأحد الماضى يهدف إلى الحد من تقلبات السوق واحتواء تأثير تقلبات التدفقات المالية على الواقع الاقتصادى .
وبالنظر إلى العوامل المتنوعة التى أثرت على تطور الاقتصاد الأرجنتيني والشكوك الناجمة عن الأسواق المالية اعتبرت الحكومة أنه من الضرورى اعتماد سلسلة من التدابير الاستثنائية التى تهدف إلى العمل الطبيعى للاقتصاد والحفاظ على مستوى النشاط الاقتصادى والعمالة وحماية المستهلكين.
ومن القيود التى فرضها البنك المركزي، عدم السماح للأفراد بشراء ما يزيد على 10 آلاف دولار شهرياً لحماية المدخرين وتحقيق استقرار أكبر فى سعر الصرف.
لكن البعض يخشى من أن تؤدى هذه الخطوة إلى تعريض صرف قرض صندوق النقد الدولي، الأخير الذي تبلغ تكلفته 57 مليار دولار والذى ضمنته الأرجنتين خلال أزمة العملة في العام الماضى للخطر، وتعليقاً على الإجراءات الأرجنتينية، قال صندوق النقد الدولى، إن موظفيه سيبقون على اتصال وثيق مع السلطات فى الفترة المقبلة وسيواصل الصندوق، الوقوف مع الأرجنتين خلال هذه الأوقات الصعبة.
وقال بول جرير، مدير محفظة في “فيديليتي إنترناشونال”، إن المودعين فى البنوك المحلية سواء بالبيزو أو بالدولار ينبغى أن يكونوا قلقين الآن من أنهم قد يكونوا ضمن الخطوة التالية لإعادة هيكلة أو إعادة تصنيف أصولهم للمرة الأولى فى تاريخ الأرجنتين.