احتلت شركة كابسى للدهانات، المرتبة الـ 62 عالميًا، بحسب إحصائيات دولية فى قطاع الدهانات، حيث توجهت بصادراتها إلى 72 دولة، مستحوذة بذلك على %55 من حجم صادرات قطاع البويات والدهانات المصرى.
قال الدكتور محمد راتب، مدير عام إدارة المبيعات بالشركة، إنها توجهت بصادراتها نحو السوق الأوروبي لدول بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأسبانيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأرجع راتب، فى حواره لـ»البورصة» نجاح كابسى فى اقتحام تلك الأسواق، إلى طرح الشركة منتجات صديقة للبيئة، تتوافق مع مواصفات السوق الأوروبية.
كانت شركة كابسى للدهانات، حققت صادرات بقيمة نحو مليار جنيه، العام الماضى، وتخطط خلال المرحلة المقبلة، لطرح منتجات ذات جودة عالية مقارنة بالمنتجات المستوردة، وخصوصاً المنتجات ذات الاساس المائى فى دهانات الاخشاب والسيارات والإنشائى والمنتجات الديكورية.
أشار راتب، إلى وجود خطة طموحة لدخول أسواق شرق آسيا من خلال مصنع الشركة بالهند، وأضاف أن الوعى المجتمعى فى مصر يحتاج إلى مزيد من الجهد لتوعية المستهلك بمدى أهمية المنتجات صديقة للبيئة، خصوصاً أنها تتسم بكثير من المميزات التى تتوازى مع ارتفاع سعرها مقارنة بالمنتجات ذات الأساس الزيتى أو التنر.
وتابع: «مازالت القدرة الشرائية للمستهلك فى مصر تجبره على التوجه للخيار الأرخص، وهو ما نسعى لتغييره».
أشار راتب إلى أن مصر تحظى بسمعة عالمية ممتازة فى قطاع صادرات الدهانات، ويجب الحفاظ على تلك السمعة، من خلال تشديد الرقابة على الصادرات، خصوصاً أن بعض المبتدئين وصغار المنتجين يضرون بسمعة المنتج المصرى خارجيًا، بسبب منتجات تفتقد الجودة والمعايير المطلوبة، مثلما حدث مع بعض الاسوق فى أفريقيا.
وطالب بإعادة النظر فى تقديم دعم الصادرات، بأن لا يكون ماديًا فقط، إذ إن الدعم المادى وحده يفتح الباب أمام المتلاعبين، بأن يُصدروا منتجاتهم بأسعار رخيصة بالتوازى مع جودة ضعيفة، تضر بسمعة المنتج المصرى خارجيًا.
وطالب راتب، بزيادة التسهيلات الجمركية فى الإفراج عن المواد الخام اللازمة للعملية التصنيعية، أسوة بدول العالم، والتى استطاعت تحقيق التوازن بين تيسير الإجراءات الجمركية للقطاعات الصناعية دون الإخلال بالمنظومة الأمنية بالبلاد من خلال استخدام أحدث التكنولوجيات المتاحة، خصوصًا أن تأخير يوم واحد يؤثر على التكلفة النهائية للمنتج، من خلال أرضيات جمركية ومستحقات للخطوط الملاحية الأجنبية.
وتابع: «أتوقع انتعاشة كبيرة فى صادرات الدهانات المصرية فى ظل استقرار دول إقليمية مثل سوريا واليمن والعراق، واتجاههم لإعادة الإعمار، إذ أن ليبيا بدأت تنتعش جزئياً وبدأت تظهر على خريطة الطلب، خاصة الدهانات الانشائية».
أضاف أن السوق الأفريقى، بدأ يتجه لتصنيع الدهانات الإنشائية محليًا، ولكن مازال هناك طلب كبير فى منتجات دهانات السيارات والأخشاب، وتمتلك مصر سمعة جيدة فى تلك المنتجات، وتحتل الصدارة فى هذين المنتجين عربياً وأفريقياً.
قال راتب، إنه مع استمرار تحسن القدرة الشرائية للجنيه، بالتوازى مع خفض أسعار الفائدة، سينعكس ذلك إيجاباً على قطاع الدهانات وسيخلق حالة طلب كبيرة، مما يتيح فتح باب الاستثمارات على مصراعيه.
وتخوف من أى زيادات جديدة فى أسعار المحروقات، والتى تمثل %5 من تكلفة المنتج النهائى، إذ سترفع أسعار الدهانات مُجدداً، وتابع: «هذا ما لا نرجوه أبداً».
تطرق إلى أن تراجع القوى الشرائية، كان له أثر سلبى على ربحية شركات الدهانات، خصوصًا الصغيرة والمتوسطة، إذ تحول البعض إلى الخسائر واضطروا للإغلاق.
أوضح راتب، أن الحالة الاقتصادية للمستهلكين، دفعتهم للتوجه نحو المنتجات الاقتصادية، وهى ذات تكلفة عالية وربحية ضئيلة، ولا يمكن تحريك أسعارها، بما يشكل عبئا على الشركات، خصوصًا مع تغيرات أسعار المحروقات المتكررة على مدة الـ 3 سنوات الماضية، ما شكل عبئًا على الشركات والمستهلك بالتوازى.
أضاف راتب، أن ارتفاع أسعار الفوائد فى البنوك، عقب التعويم، خلق حالة كبيرة من الركود، وعزف المستثمرون عن الإنتاج واكتفوا بربحية الفوائد مما أثر على جميع القطاعات وليس صناعة الدهانات فقط.
أضاف أن بعض المستوردين يتلاعبون بفواتيرهم، تهربًا من دفع قيمة الضرائب الحقيقية، مما يمكنهم من بيع منتجات بأسعار زهيدة فى مقابل الشركات الكبرى، خصوصًا أنهم لا يتحملون نفس الأعباء.
وكشف أن بعضهم استفاد من مبادرة البنك المركزى الخاصة بتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة بأسعار فائدة %5، وكانت تشمل القطاع التجارى فى بادئ الأمر، وهو ما دعمهم بشكل غير مباشر فى تعزيز وارداتهم، ولكن بعضهم استغل المبادرة بشكل خاطئ أضر بالاقتصاد.
قال راتب، إن الركود الذى يشهده قطاع العقارات ألقى بظلاله السلبية على قطاع الدهانات، إذ يتأخر المقاولون فى سداد مستحقات الشركات، وبعضهم يطلب مدد طويلة الأجل لسداد المستحقات، بالإضافة إلى أن بعض المدن المصنفة بأنها تجمعات سكنية راقية مخصصة لفئة ميسورة ماديًا، اتجهت لاستخدام الدهانات الاقتصادية وليست الممتازة، وهى منتجات ذات تكلفة عالية فى نقلها وربحية بسيطة لا تنعش شركات الدهانات بالصورة التى يتصورها البعض مع ارتفاع رسوم الطرق.