وضعت الشركات المصنعة للبويات، آمالاً على فتح أسواق تصديرية جديدة؛ لمواجهة تراجع الطلب المحلى وضعف حصة الشركات الصغيرة من المشروعات القومية الإنشائية، خلال الفترة الأخيرة، إلا أن ارتفاع التكلفة أبرز عقبة تواجه هذه الشركات وتضعف تنافسية المنتج.
وحققت صادرات البويات والدهانات نحو 40.5 مليون دولار العام الماضى، مقارنة بنحو 31.27 مليون دولار فى 2017، و33.8 مليون دولار فى 2016، فى حين سجلت صادرات المواد اللاصقة نحو 55.6 مليون دولار خلال 2018، مقارنة بـ 39.2 مليون دولار خلال 2017، و36.4 مليون دولار خلال 2016.
قال حمود أبوالسعود، رئيس مجلس إدارة شركة المصرية لمعاجين ومركزات الألوان، إن الشركة تصدر بالفعل إلى السعودية، وتتعاقد حالياً على لبدء التصدير إلى دولة الإمارات المتحدة، فى حين تستهدف التصدير وفتح أسواق جديدة لمنتجات الشركة فى الدول الأفريقية لتبدأ بالمغرب خلال العام المقبل.
أشار إلى أن حجم صادرات الشركة لا يتجاوز %10 من إنتاجها من مركزات ألوان، والتى تدخل فى صناعة الأحذية والإسفنج، والجلود الصناعية، وفى صناعة محولات الكهرباء، ودهانات السيارات.
أضاف أن السوق الأفريقى به فرصة جيدة أمام صادرات الدهانات، لكن المنتج المحلى يعانى من ضعف القدرة التنافسية فى السعر، خصوصاً فى ظل المنافسة الشرسة التى يواجهها من المنتج التركى سواء فى السوقين المحلى أو الخارجى.
ولفت أبوالسعود، إلى أن الأعباء الضريبية تقف تحدياً أمام فتح أسواق جديدة، فى ظل ارتفاع تكلفة استيراد الخامات، فضلاً عن صعوبة استرداد ضريبة المبيعات والحصول على المساندة التصديرية، مقارنة بنظيرها التركى الذى لا يتحمل هذه الأعباء.
وأوضح أن شركته تكتفى بهامش ربح 5 و%6 فقط، لكى تقدر على المنافسة التصديرية، وتبحث عن أسواق لا يوجد بها المنتج التركى للتوسع فى التصدير.
كما أن عدم وجود خطوط شحن مباشرة مع معظم الدول التى يتم التصدير إليها، يصعب المهمة، فالشركة تلجأ إلى تصدير منتجاتها لإثيوبيا من خلال السعودية، فى حين أن هذا المنتج يخرج مباشرة من تركيا إلى إثيوبيا.
وقال رضا المرسى، رئيس مجلس إدارة شركة العربية للدهانات «مارلينو»، إن منتجات البويات أمامها فرصة جيدة فى دول ليبيا والسودان والعراق.
أوضح أن الشركة أنشئت منذ عامين ونصف العام، وتصدر منتجاتها إلى ليبيا فقط خلال الفترة الحالية، وتسعى إلى فتح سوق جديد فى الصومال خلال أسبوعين، وأشار المرسى، إلى سيطرة الشركات الكبرى على التوريد للمشروعات القومية، وتسعى الشركات حديثة الإنشاء للتصدير لرفع طاقتها الإنتاجية وزيادة مبيعاتها.
وقال عزت بحيرى، رئيس مجلس إدارة شركة برفيكت للبويات والدهانات والصناعات الكيماوية، إن الشركة تسعى للتصدير لأول مرة خلال العام المقبل، وتستهدف شمال أفريقيا ونيجيريا والسودان وليبيا، لتفادى تراجع الطلب المحلى على البويات، ولفت إلى أن الشركة لديها طاقة إنتاجية حالياً تسجل 600 طن شهرياً، موضحاً أن ضعف السيولة النقدية لدى الشركات الصغيرة حرمها من زيادة مبيعاتها والتوريد للمشروعات القومية.
وفى المقابل تسبب ارتفاع التكلفة، فى توقف بعض المصانع عن التصدير العام الحالى، كما حدث فى شركة «بتك مصر لصناعة الدهانات والكيماويات»، وقال حسام الدين أحمد، مدير مصنع الشركة، إن كثرة الأعباء وارتفاع تكلفة التصنيع وزيادة أسعار مدخلات الإنتاج تسببت فى توقف الشركة عن التصدير خلال العام الجارى، بعدما كانت تصدر بنحو 800 ألف دولار فى عام 2016.
أضاف أن صادرات الشركة تراجعت تدريجياً منذ تحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار «التعويم» لتتوقف نهائياً خلال العام الحالى، متأثرة بتأخر صرف المساندة التصديرية وتزامناً مع ارتفاع أسعار الخامات.