الاستثمار فى شركات الابتكار المؤثر يجذب شباب المستثمرين
50 ضعفاً للأرباح المتوقعة لشركة لحوم نباتية بديلة
ارتفع سعر سهم “بيوند ميت” وهى شركة اللحوم النباتية 6 أضعاف منذ طرحها العام الأولى فى نيويورك خلال شهر مايو، وعلى الرغم من أن المستثمرين فى “وول ستريت” متحمسون بشأن الأرباح المحتملة لبدائل اللحوم التى تعتمد على النباتات، فإن انفجار الأسهم يمثل تحولاً أوسع بين المستثمرين الشباب نحو الشركات التى تقدم أكثر من مجرد عوائد جيدة.
وبعد إدراج الاكتتاب العام عند 25 دولاراً للسهم وذروته عند 168 دولاراً فى يونيو، يتم تداول أسهم “بيوند ميت” الآن فى نطاق 150 دولاراً، مما يقدر قيمة الأعمال التجارية بحوالى 10 مليارات دولار، أى حوالى 40 إلى 50 ضعف الأرباح المتوقعة.
ووفقًا لآدم فيتيس، المحلل فى منصة الاستثمار متعدد الأصول “إى تورو”، فإن الشركة كانت أكثر الأسهم تداولاً على منصته فى مايو الماضى.
ويعتقد مراقبون أن شركة Impossible Foods، وهى شركة أغذية أخرى تدرس طرحاً أولياً عاماً وفى الوقت نفسه ارتفعت شعبية أسهم شركات إنتاج القنب حيث يتوقع المستثمرون بشغف نمو أعمال قوى فى تلك الولايات أو الدول التى تعتبر استخدام الدواء للأغراض الطبية أمراً قانونياً، ومع وجود علامات تجارية شغوفة مثل “بيوند ميت” فمن المحتمل جداً أن ينوى مستثمرو التجزئة على وجه الخصوص دعم الشركة لفترات طويلة الأجل نظراً لأوراق اعتمادهم الجيدة.
ومع ذلك، فإن المستثمرين لا يستثمرون بصورة عمياء فى الشركات لمجرد أنها أخلاقية بل لأنها باتت من أفضل الخيارات كما أن المستثمرين الشباب يرونها مربحة للغاية وقليلة المخاطرة.
ويقول تاى مونتياج المؤسس المشارك لشركة الاستراتيجية الاستشارية والابتكار والرئيس المشارك السابق والمدير الإبداعى لشركة “والتر جيه ثامبسون”، إن هناك تحولاً كبيراً يحدث فى عقليات المستثمرين، مشيراً إلى أن الاستثمار ذو التأثير هو المستقبل لجميع أنواع الاستثمار.
وأضاف أن العالم يعيش فى منتصف أكبر عملية نقل للثروة عبر الأجيال فى تاريخ الولايات المتحدة على سبيل المثال مما يوفر سيولة كبيرة للاستثمار فى يد الشباب من جيل الألفية وهذا لا يغير الاستثمار فحسب، بل يغير ممارسة الرأسمالية نفسها، لأن الجيل الجديد مهتم بالاستثمار فى أعمال مستدامة وإيجابية من الناحيتين الاجتماعية والبيئية خاصة الشركات ذات النمو المرتفع وسط سلسلة من الاضطرابات فى الأسواق الدولية.
وبلغ إجمالى الاستثمار المسئول اجتماعياً 26 تريليون دولار عام 2018، وفقاً لما توصلت إليه دراسة 2018 من كلية كينيدى للعلوم الحكومية بجامعة هارفارد ويمثل هذا أكثر من ربع الأصول تحت الإدارة المهنية فى جميع أنحاء العالم.
ويقول توبى بيلسوم، مدير ممارسات الاستثمار بمؤسسة مبادئ الاستثمار المسئول (PRI)، إنه كان هناك تحول أساسى فى الطريقة التى ينظر بها المستثمرون إلى الشركات التى يفكرون فى شراء أسهم فيها.
وأضاف أنه قبل 20 عاماً كان الاستثمار الأخلاقى يعنى إلى حد كبير تجنب الشركات الضالعة فى التجارب على الحيوانات أو الأسلحة النووية فقط وقد تحركت الأمور جراء المخاوف المتزايدة بشأن تغير المناخ، واستخدام المواد البلاستيكية وضعف الأجور، بالإضافة إلى إدراك أن مالكى الأصول والمدخرين يمكنهم التأثير على سلوك الأعمال التجارية.