انتشرت مؤخرا عبر وسائل التواصل الاجتماعى إعلانات كثيفة لشراء سيارات الحوادث خاصة التى تعرضت لخسارة كلية أو ما يعرف بـ«التوتال لوست»، وهو مصطلح أطلقته شركات تأمين السيارات على المركبات التى حدثت بها أضراراً وتلفيات نتيجة حريق أو سرقة كلية أو جزئية أو حادث مروري.
ويتم طرح تلك السيارات عبر مزادات علنية، من خلال الصحف الرسمية، إذ توجد أماكن خاصة تقام فيها تلك المزادات. لكن ثمة عقبات تواجه تلك التجارة، أهمها عدم وجود قانون معلن لامكانية إعادة ترخيص تلك السيارات مرة أخرى.
قال أحمد أبوالعنين رئيس قطاع التعويضات بشركة الدلتا للتأمين، إن عملية تكهين السيارة تتم وفقا لمعايير فنية، إذ يتم عرضها على فنيين متخصصين، يؤكدون بدورهم أن السيارة لا تصلح مرة أخرى أو أنه إذا تم إصلاحها لن تعود إلى حالتها الأصلية .
أو طبقا لمعايير حسابية، إذا وجد أن تكاليف الإصلاح مرتفعة مقارنة بالقيمة التأمينية للسيارة.. فإنها وفى هذه الحالة يكون قرار التكهين هو البديل الأفضل للإصلاح، وإعطاء العميل ما تم النص عليه فى الوثيقة التأمينية حال ارتفاع سعر السيارة فى السوق.
ومن هنا يقوم العميل بتقديم محضر رسمى من القسم التابع للمنطقة التى وقع بها الحادث، ثم يتم نقل ملكية السيارة فى إدارة المرور وتسلم اللوحة المعدنية لشركة التأمين.. ومن ثم تقوم الشركة بتحديد سعر السيارة ذات الخسارة الكلية «توتال لوست» وعرضها فى مزاد علنى، ليشتريها التجار ويعيدون إصلاحها مرة أخرى إذا أمكن ويعرضوها للبيع.
وأوضح أبو العنين، أن التغطية الشاملة تمكن العميل من تعويض كل ما يحدث من أضرار وتلفيات تلحق بالسيارة نتيجة حريق أو سرقة كلية أو جزئية، وكذلك الخسائر المادية التى تلحق بممتلكات الغير متى ثبت مسئولية المؤمن له عن الحادث، بالإضافة إلى التلفيات الناتجة عن حوادث الطريق، وكذا التلفيات العمدية من الغير .. إذ يتم تعويض المؤمن له عنها .
وأشار أبو العنين إلى إمكانية ترخيص السيارة فى إدارة المرور حال إصلاحها تماما بعد معاينتها من جانب مهندسى المرور، والذين يقررون بدروهم هل تصلح السيارة لإعادة الإصلاح أم لا؟ واستبعد أن تحصل السيارة على قرار بالإصلاح إذا تعرضت لخسائر بالغة، أهمها إذا كان الضرر الواقع على السيارة يتعلق بمعايير الآمان.
ووافقه الرأى عبدالسلام فاروق، مدير العام قسم تعويضات السيارات بشركة مصر للتأمين، قائلا: «المعايير التى تستند إليها الشركة لحساب قيمة السيارة للعميل تتمثل فى احتساب القيمة السوقية للسيارة أو القيمة التى دفعها على أساسها العميل الأقساط عند التأمين على السيارة.. أيهما أقل؟
فإذا كان سعر السيارة فى السوق فى الوقت التى وقع فيه الحادث 100 ألف جنيه مثلا، وكان سعر السيارة فى الوثيقة التأمينية 90 ألف جنيه يحصل العميل على ما تم تحديده فى الوثيقة التأمينية.
وأضاف فاروق، أنه حال انتهاء تراخيص السيارات التى شهدت حوادث، يلغى التأمين مباشرة ولا يحصل المؤمن على أى تعويضات.
وأوضح أن عملية بيع السيارات التى تم تكهينها، تتم فى مزادات علنية، ينوه عنها فى الصحف الرسمية واسعة الانتشار.. فمن يرغب فى الشراء يذهب الى مكان تواجد السيارات لمعاينتها، ومن ثم يتم تحديد سعرها فى المزاد.
أشار مدير قسم تعويضات السيارات بشركة مصر للتأمين، إلى إمكانية ترخيص السيارات فى المرور مرة أخرى من جانب التاجر الذى قام بشرائها. لكن جانبا ليس بالبسيط من تلك السيارات يتم شراؤها بغرض استخدامها كقطع غيار لسيارات أخرى.
وأشار عمر مصطفى، مدير إدارة تأمين السيارات بشركة وثاق للتأمين التكافلي، إلى أن الهيئة العامة للرقابة المالية تقوم بإرسال خبير لشركات التأمين للكشف على حالة السيارات لتحديد القيمة السوقية لها فى حالة الخسارة الكلية «توتال لوست».
وأضاف أن السيارات التى انتهى ترخيصها ولم تجدد تعتبر مخالفة لقانون إدارة المرور.
وإن كانت إدارة المرور، فى السابق تعطى فترة سماح شهر بعد انتهاء الرخصة للتجديد دون غرامة، فكانت شركات التأمين تسير على هذا اﻷساس.. أما الآن تم إلغاء هذا النص، وبُناء عليه تلغى شركة التامين الوثيقة التأمينية لانتهاء الرخصة.
وأكد مدير إدارة تأمين السيارات بشركة وثاق للتأمين التكافلي، أن بيع السيارات المكهنة يتم من خلال مزاد علنى فقط، ولا تقوم شركات التأمين بالإصلاح وإعادة البيع باعتبارها مخالفة صريحة للشركة .. ويتم تحديد أسعار السيارة من جانب خبراء فى السيارات.
كتبت: زمزم مصطفى