تسعى البنوك لتوفير حلول تمويلية لقطاع مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، تماشيًا مع اتجاه الدولة نحو التحول لمصادر الطاقة الأكثر استدامة، بالإضافة الى الاهتمام من جانب المؤسسات الدولية بضخ تمويلات واستثمارات فى السوق المحلى.
قال يحيى أبوالفتوح، نائب رئيس البنك الأهلى المصرى، إن البنك حريص على تمويل مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، وتذليل العقبات أمامها.
أضاف أن القطاع واعد، وله مجال واسع للنمو، ويحظى بثقة المؤسسات الدولية.. لذلك، فالبنوك لا تمانع فى تمويله.. بل على العكس تسعى لبناء علاقات قوية مع العاملين فيه.
وقال مسؤل فى بنك مصر، إن البنك يسعى لتعزيز الميزة التنافسية لمصر فى قطاع الطاقة الشمسية، عبر توفير برامج تمويلية مناسبة للاستثمارات، لجذب أكبر شريحة من العملاء.
أضاف أن البنك يدرس تمويل عدد من الشركات خلال الفترة المقبلة، بجانب إقراضه بالفعل لشركات عاملة بالطاقة الجديدة والمتجددة.
وأوضح المصدر، أن أسعار الفائدة الخاصة بمبادرة تمويل الآلات والمعدات توقفت نظرًا لبلوغها الحد الأقصى. والبنك فى كثير من الأحيان يخفض هامش ربحه للمشروعات المستدامة وهى النسبة التى يتم إضافتها لفائدة «الكوريدور».. لكن فى النهاية لا يستطيع التحكم فى معدلات الفائدة السائدة فى السوق والتى يحركها المركزى وفقًا لما تراه لجنة السياسات النقدية والمؤشرات الاقتصادية.
وأشار المصدر، إلى أن قطاع الطاقة الشمسية به كثير من الشركات الجادة والتى تحصل على تمويلات بمجرد تقديم الضمانات المطلوبة للحفاظ على أموال المودعين.. لكن فئة من الشركات ترغب فى تسهيل الشروط لدرجة لا تتناسب مع حجم مخاطرها، وهو ما يخرج من إطار تذليل العقبات.
وقال حمدى عزام، نائب رئيس بنك «التنمية الصناعية»، إن البنوك حريصة على تمويل المشروعات الجادة خاصة فى قطاع الطاقة المتجددة والذى يوفر على الدولة الكثير من الموارد المستنزفة فى استيراد الوقود التقليدى والغاز.
أضاف أن البنوك لا تمانع فى تمويل أى مشروع لشركة سواء داخل مصر أو خارجها، شريطة أن يستوفى الشروط، ويقدم تصورا واضحا لحجم التدفقات النقدية منه أو تقديم ضمانات أخرى.
ونشط دور القطاع المصرفى فى الآونة الأخيرة، فى تمويل قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة، وقام بنك «المصرى الخليجى» بتمويل أول مشروع لتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة الشمسية فى مصر من خلال انشاء محطـــة للطاقة الشمسية بمنطقة «سهل حشيش» بقدرة 2 ميجاوات لصالح شركة «كرم سولار» وآجل 8 سنوات.
كما مول البنك العربى الافريقى الدولي، شركة «انفينيتى 50 للطاقة المتجددة»، بالتعاون مع بنك «بايرخشة لاندس» الألمانى لتنفيذ محطة توليد كهرباء فى بنبان بقدرة 50 ميجاوات.
واشترك فى منح تسهيلات طارئة لإنشاء 6 مشروعات طاقة شمسية فى منطقة بنبان، فى إطار المرحلة الثانية ببرنامج التغذية التعريفية.
وتبلغ القدرة الإنتاجية للمشروعات الستة 300 ميجاوات. كما منح تسهيلات لشركة » Scatec Solar » لتطوير وتشغيل وابرام عقود التصميم والتشييد والاقتناء فى مجال الطاقة النظيفة.
ويُقدم» البنك التجارى الدولى – مصر CIB»، قرض الطاقة الشمسية، والذى يتيح التمويل اللازم لتغطية تكاليف شراء وتركيب ألواح الطاقة الشمسية فى المنازل.
ودعم بنك الاستثمار العربى، مشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة، وانتهى من اعداد مجموعة من البرامج المتخصصة لخدمة المشاريع صديقة البيئة تحت اسم (Go green).
كما فازت مشروعات الطاقة المتجددة فى مصر بثقة المؤسسات الدولية التى تعاونت لتقديم حزمة تمويلية لمصر بقيمة 635 مليون دولار، لبناء محطات طاقة شمسية بمنطقة بنبان، و375 مليون دولار من البنك الأوروبى لإعادة الاعمار، و55 مليون دولار من بنك التنمية الإفريقي.
ويمول البنك الدولى مشروع تطوير الرياح بنحو 219 مليون دولار، كما قدمت مؤسسة التمويل الدولية تمويلًا لمحطة الرياح «لكيلا» بقيمة 103 ملايين دولار، بالتعاون مع البنك الأوربى لإعادة الاعمار الذى مول المشروع بقيمة 89 مليون دولار. كما قدت مؤسسة ميجا، التابعةللبنك الدولى تأمينًا للمحطة بقيمة 122 مليون دولار لمدة 20 عامًا.
وقالت مالين بلومبرج، الممثل المقيم لبنك التنمية الإفريقى، إن محطات الطاقة الشمسية فى بنبان نموذج ناجح للمشروعات ،و جذبت ما يزيد على 2مليار دولار. والبنك يتطلع للمساهمة فى المزيد من هذه المشاريع.
أضافت أن البنك يضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع وزارة الرى والموارد المائية لتمويل مشروع ضخ المياه بالطاقة الشمسية بقيمة تصل إلى 150 مليون دولار.
وذكرت «بلومبرج»، أن قطاع الطاقة شهد اصلاحات وتغيرات عديدة ساهمت فى تعزيز ثقة المستثمرين خلال السنوات الأخيرة.