12 مليار دولار استثمارات أجنبية مباشرة منذ يناير بارتفاع 6.3 %
اكتشفت فيتنام، مدى صعوبة تحقيق أي مكاسب في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، رغم محاولات شركاتها المستمرة للانتصار.
وأفادت وكالة أنباء بلومبرج، أن محرك النمو في جنوب شرق آسيا يتميز بطبقة متوسطة ومتنامية من الشباب ومجموعة من اتفاقيات التجارة الحرة وقطاع التصنيع المزدهر، مما يساهم في اصطفاف الشركات للاستثمار في البلاد، في ظل هروب سلاسل التوريد من الصين المجاورة، التي كانت تعد مصنعا للعالم على مدى العشرين عاما الماضية.
ولكن فيتنام، بدأت تعتقد أن التوقعات تفوق الواقع. فقد أبدى عدد كبير من الشركات شعورهم بالضيق تجاه الموانئ والطرق المكتظة وتكاليف الأرض والعمالة باهظة الثمن، واللوائح القانونية والإجراءات البيروقراطية الصعبة.
وقال جيري ماتيوس، نائب رئيس شركة “باين آند كومباني”، إن فيتنام تخاطر بخسارة مكانتها كسوق صغيرة تشبه الصين، إذا لم تتمكن من تسريع التقدم المحرز في الحد من فجوات بنيتها التحتية، مشيرا إلى أن التكاليف قد تفوق الفوائد، مما قد يساعد في انتقال المنتجين إلى دول مثل سريلانكا أو كمبوديا.
وحتى الآن، لا تزال اﻷموال مستمرة في التدفق، إذ أشارت البيانات الحكومية إلى ارتفاع إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد بنسبة 6.3% ليصل إلى 12 مليار دولار في الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
كما ارتفع عدد المشاريع المسجلة الجديدة بنسبة 25% لتصل إلى 2406 مشروعات.
وسلطت “بلومبرج” الضوء على التحديات التي تواجهها فيتنام، وقالت إن البنية التحتية هي التحدي الكبير بالنسبة للبلاد، خصوصا في موانئها.
وأشارت البيانات الحديثة التي جمعتها وحدة “بلومبرج إنتيليجنس” إلى أن الصين تمتلك 6 من أفضل 10 موانئ من حيث حركة الحاويات في العالم، بما في ذلك ميناء شنغهاي الذي يأتي في المرتبة الأولى، في حين يحتل أكبر ميناءين في فيتنام، وهما “هو تشي منه” و”ساي ميب”، المرتبة 25 و 50 على التوالي.
وبلغت حصة فيتنام من حركة النقل في موانئ الحاويات العالمية 2.5% فقط في عام 2017 مقابل 40% لصالح الصين، وبالتالي فإن قدرة الموانئ بحاجة للزيادة بنحو ضعف سعتها التي تتراوح بين 10% و 12% في العقد الماضي، فضلا عن مضاعفة ممارسات النقل والإمداد والشحن للجهات الخارجية لمواكبة الطلب الجديد.
وأوضحت “بلومبرج”، أن الحكومة الفيتنامية تقدر تكاليف تطوير موانئها بقيمة تتراوح بين 3.44 مليار دولار إلى 4.31 مليار دولار، مشيرة إلى أن الصفقات الكبيرة الخاصة بتشييد موانئ جديدة أو تجديد الموانئ القديمة لم تؤت ثمارها بعد.
وفي الوقت نفسه، تشكل أسعار اﻷراضي تحدي أيضا، فقد تضاعفت أسعار إيجارات الممتلكات الصناعية في العديد من المقاطعات الفيتنامية على أساس سنوي في النصف الأول من العام الحالي.
وقطعت فيتنام شوطا كبيرا على مقياس سهولة ممارسة الأعمال التابع للبنك الدولي ومؤشر التنافسية العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي، إذ ساعدت الإصلاحات الاستثمارية وخصخصة الكيانات المملوكة للدولة وسياسات التجارة الحرة في تعزيز المناخ المواتي الأعمال التجارية.