تسبب تراجع سعر صرف الدولار منذ بداية العام الحالى، بجانب توجه بعض الدول إلى زيادة دعم مستلزمات الصناعات النسيجية لديها، فى ضعف القدرة التنافسية التصديرية لشركات صناعة المفروشات.
ولجأت شركات إلى دراسة وضع السوق المحلى لتعويض التراجع فى المبيعات، حيث استقطعت نسبة من الحصة التصديرية لصالح الأسواق المحلية، وستطرح منتجات جديدة تنافس نظيرتها المستوردة فى السعر والجودة.
قال محمود الفوطى، رئيس شركة فوطى تكس لصناعة المفروشات، إن انخفاض أسعار صرف الدولار مع بداية العام الحالى بنحو %10، وتوجه عدد كبير من الدول لدعم الصناعات النسيجية سواء المفروشات أو الملابس الجاهزة، أدى إلى ضعف القدرة التنافسية للشركات المحلية.
وأضاف لـ «البورصة»، أن الهدف من التصدير هو توفير سيولة دولارية للدولة.. لكن التحديات الخارجية بدأت تزداد مع بداية العام الحالى، مما انعكس بالسلب على الشركات المصدرة.
وأوضح أن السوق المحلى أصبح الملاذ الآمن للشركات حاليا، رغم المنافسة الشديدة من جانب المنتجات المستورده من تركيا والصين.
وتابع: «الشركات المصرية بدأت تصنيع منتجات بجودة وأسعار متفاوتة، لتلبية احتياجات جميع شرائح المستهلكين، ومنافسة المنتجات المستورده فى الوقت نفسه».
وكشف عن زيادة فى الطلب المحلى على المنتجات التى تحمل شعار «صنع فى مصر» منذ بداية العام الحالى.. لكنها لا تلبى رغبات وتطلعات الصناع.
واقترح الفوطى، عدم تركيز شركات المفروشات على أسواق التصدير التقليدية مثل الدول الأوروبية والأمريكية لصعوبة التحديات فيها مع ضرورة التنوع فى الأسواق الجديدة مثل دول أفريقيا وشرق آسيا، وطرح منتجات منافسة ومناسبة لأذواق المستهلكين.
وأشار إلى أن قيمة المساندة التصديرية التى خصصها صندوق هيئة تنمية الصادرات لقطاع المفروشات، لم تعد مجزية للمصدرين فى ظل التحديات التى تواجههم سواء فى ارتفاع أسعار مدخلات الانتاج أو تكاليف الكهرباء والطاقة والمياه.
وقال سعيد أحمد، الرئيس السابق للمجلس التصديرى للمفروشات، رئيس مجلس إدارة شركة «نايل لينين» جروب، إن الشركات التى تواجه صعوبة فى تسويق منتجها داخل السوق المحلى، لن تستطيع المنافسة داخل الأسواق الأوروبية لارتفاع جودة المنتج وانخفاض سعره هناك.
وأضاف، أن حصة مصر التصديرية من المفروشات ضعيفة جدا مقارنة بدول الشرق الأقصى والتى تسيطر على %97 من الأسواق التصديرية منها باكستان والهند، معتبرًا أن منافسة الشركات المصرية لهذه الدول يحتاج إلى دعم كبير.. وهذا غير متوفر حاليا.
وأشار أحمد، إلى أن عددا كبيرا من الشركات المحلية استوعبت متطلبات السوق المصرى، وخلقت منتجات منافسة للمنتجات المستوردة من حيث الجودة والسعر.
وتابع : «هناك 20 نوعا من المفروشات منها السجاد، والموكيت، والفوط الوبرية، والملاءات، والمفارش، والبطاطين، والتندات، والخيام».
كشف أحمد، أن مجموعة نايل لينين جروب للمفروشات والمنسوجات، ضخت استثمارات بقيمة 200 مليون جنيه فى مصنع جديد للمنسوجات بالمنطقة الحرة بالعامرية، وبحسب دراسة الجدوى فإن %30 من الانتاج سيوجه إلى السوق المحلى.
وقدَّر الطاقة الإنتاجية للمصنع الجديد بـ28 ألف متر مسطح يومياً، تزيد تدريجياً مع التوسع فى الأسواق التصديرية المستهدفة.
أضاف أن الشركة تستهدف تحقيق نمو فى مبيعات المفروشات المنزلية بنسبة %30 بنهاية العام الحالى، متوقعا نموا %60 بعد تشغيل المصنع الجديد.
وتطرح الشركة، منتجاتها تحت علامة «نايل هوم»، ويتم تسويقها حاليًا فى أوروبا، وعلامة «كازاميلان» صنع فى مصر، وهو براند على غرار براند فيرستشى الإيطالى.
وقال محمد الصامولى، رئيس مجلس إدارة شركة الصامولى للغزل والنسيج، إن تأخر صرف المستحقات التصديرية وزيادة أسعار مدخلات الانتاج أوقف عددا كبيرا من الشركات عن التصدير.
وأضاف أن السوق المحلى يستوعب جميع الطاقات الإنتاجية لمصانع المفروشات الفترة الحالية، نظرا للطفرة السكانية التى شهدها مؤخرًا.
وأشار إلى أن صناعة المفروشات فى مصر شهدت تطورًا كبيرًا خلال الأعوام الثلاثة الماضية من حيث التكنولوجيا المستخدمة فى عملية الإنتاج والتى تؤهلها لتصنيع منتجات جيدة مماثلة للمستوردة.
وأوضح أن الشركة، خفضت هامش الربح من 15 و%20 إلى %10 مع بداية العام الحالى لتشجيع المستهلكين على الشراء واستمرار دورة رأس المال بدلاً من التوقف.
وذكر أن التغيرات الاقتصادية التى نتجت عن منظومة الإصلاحات الاقتصادية التى تنفذها الحكومة حاليًا، تسببت فى تغير النمط الاستهلاكى للمواطنين.. فبدلا من شراء 50 قطعة من المفروشات عند تجهيز العرائس، أصبحت العروس تكتفى بـ20 قطعة فقط.
أضاف أن الشركة تستهدف التوسع فى السوق المحلى من خلال إضافة خط إنتاج للطباعة على المناشف باستثمارات 30 مليون جنيه.. ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج بحلول 2020.
وتعمل الشركة، على تطوير جميع خطوط الإنتاج سواء من خلال استبدالها بخطوط ذات تكنولوجيا حديثة، أو رفع كفاءتها حتى تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية.
وتصدر الشركة %70 من إنتاجها لعدد من الدول الأوروبية، أبرزها إيطاليا وإسبانيا وألمانيا والبرتغال وبولندا وإيرلندا، بجانب الولايات المتحدة، والدول العربية.
وأشار الصامولى إلى أن الشركة تستهدف تحقيق نمو فى الصادرات بنسبة %23 بنهاية العام الحالى لتسجل 450 مليون جنيه مقابل 350 مليون العام الماضى، بدعم من الأسواق التصديرية الجديدة التى ستدخلها الشركة منها اليابان وبعض الدول الأفريقية.
وقال مأمون ماردينى، رئيس شركة ماردينى تكس، إن الزيادات المتتابعة فى أسعار المياه والطاقة تسببت فى ضعف القدرة التنافسية للشركة فى الأسواق التصديرية، لذلك تعمل حاليًا على اقتطاع نسبة من الحصة التصديرية لصالح السوق المحلى.
وأضاف ماردينى أن مصر كانت من أهم الموردين للمفروشات فى الأسواق الأوربية، إلا أن تلك الدول أحجمت عن الشراء لدخول منتجات بجودة أعلى وأسعار أقل فى الفترة الماضية.
وأوضح أن الشركات المحلية تستطيع أن تنافس فى السوق المحلى.. لكن بشرط زيادة الطلب على منتجات الشركة للحفاظ على الطاقة الإنتاجية وقيمة المبيعات.
واشار إلى أن بعض الدول منها الهند وباكستان، قدمت دعما خلال الفترة الأخيرة للشركات التى تعمل فى صناعة المنسوجات لزيادة الطاقات الإنتاجية والتوسع فى الأسواق التصديرية.
وتستهدف شركة ماردينى تكس للمنسوجات والصباغة، إقامة توسعات جديدة باستثمارات 2 مليون يورو لزيادة طاقتها الإنتاجية إلى 300 ألف متر من الستائر والمفروشات بنهاية 2020 مقابل 200 ألف حاليًا.
أوضح ماردينى، أن الشركة تورد نحو %20 من إنتاجها لصالح عدد من القرى السياحية، والفنادق منها فندق هيلتون، وسوفيتل، وفيرمونت، وماريوت، وفور سيزون، وسونستا.
وتمتلك الشركة مصنعا بالمنطقة الصناعية بالقليوبية على مساحة 12 ألف متر مربع باستثمارات 300 مليون جنيه.
وقال خالد الشوربحى، رئيش شركة الشوربجى لطباعة وصباغة المفروشات، إن زيادة الطلب على منتجات الشركة فى السوق المحلى دفع الشركة إلى إضافة خط انتاج جديد باستثمارات 60 مليون جنيه لزيادة الطاقة الإنتاجية إلى 28 طناً يوميًا مقابل 15 طناً حاليًا.
أضاف، أن تعافى صناعة الغزل والنسيج فى الفترة الحالية وزيادة الطلب على منتجات الشركة دفعها إلى عمل دراسة توسعية جديدة تضمنت معرفة وضع السوق بجانب تحديد الفئات المستهدفة فى بعض المحافظات.
وأشار إلى أن الطاقة الإنتاجية لخط الإنتاج تتراوح بين 30 و40 ألف متر مربع يوميًا أى ما يعادل 13 طناً.
وتمتلك الشركة مصنعًا بمدينة العاشر من رمضان على مساحة 15 ألف متر مربع باستثمارات 70 مليون جنيه.