يبدو أن المساهمين فى شركات البترول العملاقة حول العالم سيجنون المزيد من النقدية من اﻷرباح وعمليات إعادة الشراء على مدى الـ20 عاماً القادمة، وذلك فى ظل تحول هيكل رأس مال الشركات نحو تمويل مشروعات الطاقة المتجددة.
وقال جاراند ريستاد، مؤسس شركة «ريستاد إنرجى الدولية لاستثمارات الطاقة»، خلال القمة السنوية لشركته فى سنغافورة، إن الشركات الكبرى، مثل «إكسون موبيل» و«شيفرون كورب»، كانت تضطر بشكل تقليدى إلى تخزين الأموال، فى ظل تطلعها إلى ميزانية عمومية قوية من أجل تمويل مشروعات ضخمة بمليارات الدولارات.
أضاف أن هذا النهج سيتغير فى ظل انجذاب الشركات إلى مشاريع الرياح والطاقة الشمسية، التى تستفيد من أسواق الديون المدعومة بتمويل المشاريع بنسبة تصل %95 من تكلفتها.
أوضح ريستاد أن هذا التحول سيخلق كميات هائلة من فائض النقدية، الذى يمكن أن يوجهه عمالقة الطاقة إلى المستثمرين الذين يستفيدون بشكل كبير من صناديق التقاعد، والمقرضين الآخرين من أجل مشاريع الطاقة المتجددة منخفضة المخاطر.
وأشار إلى أن المساهمين سيحصلون على كثير من رأس المال المقدم من شركات الطاقة الكبرى فى السنوات العشرين المقبلة، كما أن قطاع الطاقة بأكمله بحاجة إلى الحد من رأس المال وزيادة الرفع المالى.
وأوضحت أحدث البيانات التى جمعتها شركة «نيو إنرجى فاينانس» التابعة لـ«بلومبرج»، الشهر الماضى، أن عمالقة البترول يستعدون لتسجيل رقماً قياسياً فى صفقات الطاقة النظيفة هذا العام، مع احتلال شركة «رويال داتش شل» مركز الصدارة.
وحتى هذا الوقت من العام، استطاع عمالقة البترول إبرام ما يقرب من 70 صفقة فى قطاعات عديدة، بما فى ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والوقود الحيوى لتقترب بذلك من تجاوز إجمالى صفقات العام الماضى.
ويميل الاستثمار فى مشاريع التنقيب عن البترول والغاز إلى تحقيق عوائد مرتفعة ولكنه محفوف بالمخاطر، خاصة أن النتائج لا تظهر بشكل دائم منذ البداية، وفى المقابل تتبع مشروعات الطاقة المتجددة نموذجاً أكثر توافقاً مع المرافق، وتوفر اتفاقيات شراء الطاقة مع الشبكات أو المستخدمين النهائيين عوائد منخفضة نسبياً ولكنها مضمونة وتسعى إليها البنوك وصناديق التقاعد.
وفى حين أن امتلاك حقول للطاقة الشمسية لن يوفر عائدات جذابة، يمكن لعمالقة الطاقة الاستفادة من خبراتهم الهندسية والتشغيلية لتطوير المشاريع وبيعها بمجرد اكتمالها، كما أنه بإمكانهم أيضاً العثور على تدفقات ربح جديدة أقرب إلى المستخدم النهائى من خلال إضافة خدمات مختصة بالطاقة التى يقدمونها.