إنفاق 200 مليار جنيه على مشروعات لتوفير المياه.. ودخلنا مرحلة الفقر المائى
ردود الأفعال بأزمة سد النهضة على مواقع التواصل الاجتماعى “مبالغ فيها”
خطة لإنفاق 900 مليار جنيه لتوفير المياه بحلول 2037
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إنه لا توجد أى تحديات تؤثر على مصر ومستقبلها إلا وتستطيع التعامل معها ومجابهتها وقوتها تكمن فى وحدتها وثباتها، مشدداً على أن الإنجازات التى تحققت فى مصر لم يسبق لها مثيل.
جاء ذلك خلال كلمته بفعاليات الندوة التثقيفية الـ 31 للقوات المسلحة (أكتوبر.. إرادة وتحد) بمركز المنارة الدولى للمؤتمرات بالقاهرة الجديدة، وذلك بالتزامن مع مرور 46 عاماً على انتصارات أكتوبر.
أضاف السيسى رداً على سؤال بشأن سد النهضة أنه لو لم تكن 2011 كان من الممكن أن يكون هناك اتفاق قوى وسهل من أجل إقامة هذا السد وأن تصبح كل الاشتراطات المطلوبة تحقق المصلحة لنا ولأشقائنا فى السودان وإثيوبيا ولم تكن أحادية.
وتابع الرئيس، أن مصر بدأت التحرك فى ملف سد النهضة فى مارس 2015، حيث عقد اجتماعاً مع القيادتين السودانية والإثيوبية والتوصل إلى اتفاق إطارى مكون من 10 نقاط، أهمها هى أسلوب التشغيل أو أسلوب ملء الخزان وتشغيله، وعدم التسبب بضرر بالغ بمصر والثانية أنه فى حالة عدم التوصل لاتفاق فتتم المطالبة بوجود وسيط رابع كى يجد حلاً لهذا الموضوع، وهذا هو المسار الذى نتحرك فيه الآن.
وأعلن السيسى، أنه اتفق مع رئيس وزراء إثيوبيا آبى أحمد على عقد لقاء فى موسكو الشهر الحالى للتباحث حول هذا الموضوع من أجل التوصل إلى حل.
أشار الرئيس إلى أنه خلال السنوات الماضية لم يتم التوصل لاتفاق بخصوص سد النهضة، ولذلك فإننا بحاجة إلى طرف رابع نحتكم إليه ونسمع له ونشرح له القضية ثم نرى ما هية الخطوة القادمة لافتاً إلى أن حجم المياه المتاح لنا بالكامل لم يعد كافياً فى الوقت الراهن، نظراً لارتفاع عدد السكان.
ولفت السيسى إلى أن حصة مصر من المياه حالياً مع بلوغ عدد سكانها 100 مليون نسمة هى نفس الحصة التى كانت تحصل عليها عندما كان عدد سكانها 15 مليوناً، ووفقاً للمعايير الدولية نحن دخلنا فى مستوى الفقر المائى للإنسان 500 متر فى السنة.
وذكر أن مصر قامت بإعداد خطة متكاملة منذ 2014 وحتى الآن، انفقت فيها ما يقرب من 200 مليار جنيه، لإعادة تدوير المياه من خلال محطات معالجة ثلاثية متطورة عشان نقدر نستخدم المياه أكثر من مرة يعنى تعظيم المتاح.
أوضح أن مصر تعتزم إنفاق 900 مليار جنيه بمشروعات توفير المياه وتحليتها بحلول عام 2037 ومن المتوقع أن تنفق نحو 100 مليار جنيه بنهاية العام المقبل.
وقال السيسى، إن مصر تنشئ عدداً ضخماً من محطات المياه بالتحلية بإجمالى 1.5 مليون متر مكعب فى اليوم منها محطة فى العلمين وأخرى فى الجلالة ومحطة فى شرق بورسعيد ومحطة فى السخنة، بالإضافة إلى محطات تم إنشاؤها للتحلية فى شمال وجنوب سيناء وفى الغردقة وفى مطروح، وأكد الرئيس أن هذه المشروعات ليست مقامة فقط لمجابهة سد النهضة، وإنما لتوفير المياه اللازمة لتلبية احتياجات المواطنين.
وأشار إلى أن التعليقات التى وردت على مواقع التواصل الاجتماعى خلال الفترة الماضية فيما يخص هذا الموضوع بها مبالغة كبيرة جداً فى ردود الأفعال قائلاً: “إن القضية لن تحل بهذا الشكل بل بالحوار وبالهدوء وهناك سيناريوهات مختلفة للتعامل مع كل موضوع”.
وفى سياق متصل، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى على أن انتصارات حرب أكتوبر المجيدة باتت علامة فارقة فى تاريخ العلوم العسكرية فمن لا يملك جيشاً وطنياً وسلاحاً عصرياً لا يملك أمناً.
وأضاف السيسى فى كلمته خلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ31 للقوات المسلحة، إن مصر دولة محورية فى محيط مضطرب فلا أمن ولا استقرار لتلك المنطقة من دون مصر التى يرغب من يستهدفها فى إسقاط منطقة بأكملها وليس دولة فحسب.
وتابع أن مصر تمضى في طريقها بنجاح وفق شهادات المؤسسات الدولية، والتى أشادت بما حققته مصر من معدلات نمو اقتصادى واعدة، مؤكداً على أن الشعب المصرى قادر على مواصلة التضحية من أجل وطنه والدولة تدرك شدة ما يتحمله المصريون من مصاعب اقتصادية، ودعا الرئيس المصريين إلى العمل معاً من أجل تشييد دولة حديثة عصرية تمتلك مقومات التقدم والازدهار.
أوضح أن مصر انتصرت فى حرب أكتوبر المجيدة التى عكست إيماناً عميقاً بشرف وعدالة القضية، التى حمل أبناء مصر على أكتافهم عبء الدفاع عنها، فأعز الله مصر ومكن أبناءها ليخطوا بأحرف من نور معركة نضال وطنى، أضحت علامة فارقة فى تاريخ العلوم العسكرية، ودرساً يتلقاه طلابها حتى يومنا هذا”.
وأضاف السيسى، أن دراسة نصر أكتوبر العظيم تقود إلى خلاصات ضرورية لبناء الوطن، أولها يكمن فى التضحية من أجل الوطن، والعمل بصبر واجتهاد لبنائه، والثقة بشعب مصر، ومعدنه الأصيل، أنه لم يتغير، ومازال قادراً وراغباً فى التضحية من أجل وطنه.
وتابع أن الانتصار فى حرب أكتوبر جاء بسبب الإصرار بحكمة على تحقيق الهدف، الذى أعرب المصريون عن اعتزامهم استكماله، رغم ما يتحملونه من مصاعب اقتصادية، قائلاً: “تدرك الدولة مدى شدتها، ولكنه الطريق الحتمى، لنحقق معاً ما نحلم به من أجل وطننا، ذلك الطريق الذى نمضى فيه معاً بنجاح ودوماً ما نؤكد على أن قوتنا تكمن فى وحدتنا”.