تجهز وزارة الإنتاج الحربى لإجراء مشاورات مع كيانات عالمية للمساهمة في مشروع ضخم لتصنيع مكونات محطات لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية.
وقال الدكتور محمد العصار وزير الإنتاج الحربى، لـ”البورصة” على هامش مشاركته بمؤتمر مصر تستطيع اليوم الأربعاء، إن تكلفة المشروع الجديد تبلغ مليار دولار.
وأوضح أن الوزارة ستبدأ الفترة المقبلة الترويج للمشروع لجذب مساهمين عالميين للمشاركة في تنفيذه، وإن القطاع الخاص المصري مرحب بمشاركته أيضا .
وأعلنت وزارة الإنتاج الحربى، نهاية سبتمبر الماضي، أنها وضعت خارطة طريق لبدء تنفيذ مشروع ضخم لإنتاج مكونات محطات لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، تتيح توليد الكهرباء على مدار الـ24 ساعة.
وقالت الوزارة، فى بيان آنذاك ، إنها استقبلت الدكتور هانى النقراشى، خبير الطاقة العالمى، لبحث إمكانية تنفيذ المشروع الذى يعتمد على ما يُعرف بـ«نظام الطاقة الشمسية المركزة»، ومن المقرر أن تتخذ «الإنتاج الحربى» خطوات لتوطين تلك التكنولوجيا فى مصر، وتصنيع محطاتها فى إحدى شركات الوزارة.
مليار دولار تكلفة متوقعة للمشروع.. وتطلعات للشراكة مع القطاع الخاص المحلى
وأشار العصار خلال كلمته بمؤتمر مصر تستطيع إلى أن الوزارة تتطلع لعقد شراكات مع القطاع الخاص المصري في المشروعات التي تنفذها بالتعاون مع كيانات عالمية.
وأضاف أن الوزارة نفذت عدة مشروعات بالتعاون مع مصريين في الخارج وأنها مستمرة في التعاون مع مصريين في الداخل والخارج وكيانات عالمية لتطوير الصناعة والمشاركة في النهضة الاقتصادية.
وأشار إلى تنفيذ الوزارة مشروعا للصوب الزراعية مع العالم المصري الدكتور هاني الكاتب أستاذ إحصاء الغابات بجامعة ميونيخ التقنيه الألمانية ورئيس مجلس إدارة شركة “فورسيت للتنمية والإبتكار”.
وأوضح ان الوزارة شهدت توقيع اتفاقية بين شركة “حلوان للآلات والمعدات” التابعة لها وشركة “فورسيت للتنمية والإبتكار”، لتأسيس شركة متخصصة فى مجال إنشاء الصوب الزراعية.
وذكر أن الوزارة تعاقدت مع شركة Mut لتصنيع المعدات الثقيلة المملوكة لرجل الأعمال المصري ميشيل نايت لإنتاج السيارات والأتوبيسات الكهربائية بمصانع الإنتاج الحربي.
وقال: “نبحث عن مزيد من الشراكات الجديدة مع كيانات عالمية لتصنيع منتجات مدنية عالية الجودة بأسعار منخفضة لديها قدرة تنافسية عالية بجانب مهمتنا الأساسية في تصنيع المنتجات الحربية.
وأشار إلى اقتراب الوزارة من تنفيذ مصنع للمصاعد بالشراكة مع شركة يابانية وتوقع تشغيل المصنع نهاية العام.
وقال إن القطاع الخاص المصري أمامه فرصة كبير للنمو في ظل ما يشهده السوق من تطور وما تحققه الحكومة من نجاحات انعكست بإيجابية على مؤشرات الاقتصاد الكلي ومعدلات النمو.
وأضاف: “مصر تحقق نجاحات اقتصادية ملموسة بشهادة المؤسسات الدولية وأصبحت الثالثة عالميا من حيث معدل النمو الاقتصادي وعلى القطاع الخاص أن يستغل ذلك”.
من جانب آخر، تخطط شركة “سمارت” للحلول الهندسية بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربى لتدشين محطات طاقة شمسية مركزة “CSP” وتصنيع مكونات هذه المنظومة فى مصر باستثمارات 1.2 مليار دولار.
وقال أسامة كمال رئيس مجلس إدارة شركة “سمارت” للحلول الهندسية لـ”البورصة”، إن الشركات التى تقدم تكنولوجيا محطات الطاقة الشمسية المركزة يجرى اختيارها للتعاون معها، ويصل عددها 16 شركة، وستعد قائمة مختصرة من هذه الشركات لتوقيع اتفاقية للتعاون مع أفضلها نهاية نوفمبر المقبل، بالتعاون مع خبير الطاقة العالمى هانى النقراشى.
وأضاف أن الشركات بجنسيات مختلفة ألمانية وأمريكية وايطالية وانجليزية، وعقب اختيار الشركة، سيتم طرح طلب الشراكة وتعميق تكنولوجيا المركزات الشمسية وبدء تصنيعها داخل المصانع التابعة للإنتاج الحربى فى فترة تصل إلى 12 شهراً.
كمال: الحكومة تخطط لإنشاء محطات طاقة شمسية مركزة باستثمارات 1.2 مليار دولار
وكشف عن تجهيزه مذكرة لعرضها على الحكومة تتضمن إصدار تشريع بشأن بناء محطات طاقة شمسية مركزة بدلاً من محطات الكهرباء المتهالكة والقديمة.
وتابع: سأتقدم بهذا المقترح بصفتى موقع بروتوكول تعاون مع وزارة الإنتاج الحربى ورئيس لجنة الطاقة والبيئة فى حزب مستقبل وطن.
وقال كمال، إن خطة العمل تتضمن بناء 5 محطات طاقة شمسية مركزة بقدرة إجمالية 250 ميجاوات وبواقع 50 ميجاوات للمحطة الواحدة وبتكلفة إجمالية تصل 1.250 مليار دولار، وتبلغ تكلفة المحطة بقدرة 50 ميجاوات نحو 250 مليون دولار.
وأكد أن الدولة لن تتحمل أعباء لتنفيذ هذا المشروعات،وسيتم الحصول على تمويلات من جهات دولية بنسبة تصل إلى 70% من التكلفة وبمشاركة من البنوك المحلية أيضاً بنسبة تتراوح بين 10 و15% من الإجمالى، وتابع أن “تكلفة إنشاء المحطات ليست مرتفعة وستنخفض تدريجياً، مع التوسع فى استتخدام التكنولوجيا الحديثة فى بناء المحطات”.
أوضح أن الاتجاه إلى الاستخدام الموسع للطاقة الشمسية ذات التخزين الحرارى، والتى تعتمد على تخزين حرارة أشعة الشمس لتشغيل محطات الكهرباء ليلاً، سيساعد على زيادة حركة الإنتاج والتصنيع وإيجاد فرص عمل جديدة للشباب.
أشار إلى أن الأنسب لمصر استغلال الطاقات المتجددة المتوفرة على أرضها، ومن الممكن أن يتم استغلال الطاقة الشمسية المركزة فى تحليه مياه البحر.
فحص تقنيات 16 شركة عالمية.. وإعداد قائمة مختصرة نهاية نوفمبر المقبل
وقال الدكتور هانى النقراشى خبير الطاقة، إن استخدام الطاقة الحرارية أمر ضرورى فى عملية التنمية لما فيها من عائد كبير وبتكلفة أقل، فى ضوء تحدى نقص المياه المطرد وتراجع نصيب الفرد خلال الأعوام القادمة.
أضاف النقراشى: «لمواجهة ذلك يجب العمل على التصنيع المحلى لمحطات شمسية نمطية صغيرة الحجم بقدرة تتراوح بين 20 و50 ميجاوات، على أن توضع فى شكل مجموعات وأنسب مكان بمسار ممر التنمية بالقرب من الوادى».
أوضح أن كل مجموعة تتكون من 5 محطات وتربط بشبكة فرعية، ويمكن أن توفر اكتفاء ذاتى من الطاقة خلال الصيف للمناطق القريبة منها.
وأضاف أن هذه التكنولوجيا تعتمد على استخدام مجموعة من المرايا، توضع بتنظيم معين وبزاوية ميل معينة، بحيث تضمن انعكاس الأشعة الشمسية على بؤرة محددة، تستقبل هذه الأشعة وتحولها إلى طاقة حرارية يجرى استخدامها في توليد الكهرباء عن طريق مجموعة من المحولات، وبذلك يمكن إنتاج الكهرباء على مدار 24 ساعة.