قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية إن برونو لو ماير، وزير المالية الفرنسي، حذر الولايات المتحدة من أن الصين ربما تكون الفائز اﻷكبر في الحرب التجارية الشاملة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، في أحدث علامة على تصاعد التوترات الاقتصادية على جانبى الأطلسي.
وحث لو ماير مسئولي إدارة الرئيس اﻷمريكي دونالد ترامب على الدخول في مفاوضات لحل النزاع الناشب حول دعم الاتحاد الأوروبي لشركة “إيرباص” لإنتاج طائرات، الذي دفع واشنطن إلى فرض تعريفات جمركية على ما قيمته 7.5 مليار دولار من سلع الاتحاد الأوروبي نهاية الأسبوع الماضي.
وأوضح، أثناء حديثه للصحفيين على هامش الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي، أن احتمالية اتخاذ إدارة ترامب قرارا بفرض رسوم جمركية على واردات السيارات اﻷوروبية لأسباب أمنية في بداية نوفمبر المقبل، سوف تخلق خلافا سياسيا كبيرا مع الاتحاد الأوروبي فضلا عن الأضرار الاقتصادية المحتملة.
وأضاف: “علينا أن نتحقق من الفائز في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، التي كانت ستشعلها الإدارة الأمريكية. من الواضح أنها ستكون الصين، ولكن هل هذا ما نريده حقا؟”.
جاء حديث وزير المالية الفرنسي في الوقت الذي سيطرت فيه التوترات التجارية على المناقشات في اجتماع صندوق النقد الدولي في واشنطن، حيث حذر الصندوق من مساهمة التوترات بشكل كبير في خفض توقعات النمو العالمي لعام 2019 إلى 3%، وهو أدنى مستوى لها منذ الأزمة المالية العالمية.
ورغم أن الرسوم الجمركية، التي دخلت حيز التنفيذ يوم الجمعة، كانت متوافقة مع قواعد منظمة التجارة العالمية، إلا أن لو ماير قال إنها خطوة عدوانية من جانب الإدارة الأمريكية، واتهم واشنطن بإغلاق اﻷبواب في وجه إيجاد تسوية للنزاع.
وحذر أيضا من استعداد الاتحاد الأوروبي للرد بمجرد إعطاء منظمة التجارة العالمية الضوء اﻷخضر لفرض رسوم انتقامية على المنتجات الأمريكية في العام المقبل.