
تراجعت الصادرات الصينية بنسبة 3.2% على أساس سنوى الشهر الماضى وهو أكبر انخفاض شهرى منذ فبراير، مما يؤكد تأثير الحرب التجارية مع الولايات المتحدة وتراجع الطلب العالمى على ثانى أكبر اقتصاد فى العالم.
وأظهرت الأرقام، التى صدرت بعد اتفاق الهدنة فى الحرب التجارية بين واشنطن وبكين الأسبوع الماضى أن واردات الصين من الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 26.4% الشهر الماضى فى حين تراجعت صادراتها إلى البلاد بنسبة 10.7%، وأظهرت بيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية، أن الانخفاض العام فى صادرات البلاد كان أكثر حدة من تراجع أغسطس الماضى البالغ 1%.
وقال ابيك أوسكارديسكى، كبير محللى السوق فى مجموعة “كابيتال جروب”، إن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين استمرت فى التأثير على بيانات التجارة الصينية.
ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، أن هذه الأرقام تأتى فى منعطف حرج بالنسبة للعلاقات التجارية مع واشنطن بعد إعلان الرئيس الامريكى دونالد ترامب، أن الجانبين قد وصلا إلى مرحلة أساسية موحدة خلال محادثات الأسبوع الماضى، ومن المتوقع أن يتم الاتفاق على تفاصيل الاتفاقية خلال الأسابيع الخمسة المقبلة قبل القمة المتوقعة بين ترامب، ونظيره الصينى شى جين بينغ، في اجتماع قادة التعاون الاقتصادى لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ فى تشيلى، وتسببت الهدنة التجارية في تأجيل فرض المزيد من التعريفات على البضائع الصينية التى كان من المقرر تفعيلها الأسبوع الحالى.
يتوقع الاقتصاديون أن يتباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث إلى 6.1% على أساس سنوي منخفضًا من 6.2% في الفترة السابقة والذى سيكون أبطأ نمو فى 3 عقود تقريبًا، وجاء انخفاض الصادرات فى شهر سبتمبر الماضى فى نفس الشهر الذى زادت فيه واشنطن الضرائب على أكثر من 110 مليارات دولار من الواردات الصينية إلى 15%.
وكانت التعريفات الجديدة مسؤولة جزئياً عن البيانات الضعيفة، حيث تراجعت الواردات بنسبة 8.5% على أساس سنوى فى سبتمبر الماضى فى أكبر انخفاض منذ مايو متجاوزة توقعات المحللين.
وقال خبراء اقتصاديون فى “كابيتال ماركتس” فى مذكرة بحثية، إن الأرقام أظهرت آثار تباطؤ الطلب العالمى مشيرين إلى أن الصادرات ستظل منخفضة في الفصول المقبلة رغم التوقعات بتعافى نمو الواردات.
وأضاف الاقتصاديون: “تباطأ نمو الواردات بشكل حاد فى الفصول الأخيرة ويبدو الآن ضعيفًا بشكل غير عادى بالنسبة للنمو الاقتصادى”، وقدمت بكين سلسلة من إجراءات التحفيز فى محاولة لدعم النمو ومواجهة تأثيرات الحرب التجارية وتباطؤ الطلب المحلى.
ومع ذلك أظهر مسح رسمى لقطاع الصناعات التحويلية أنه تقلص للشهر الخامس على التوالي في سبتمبر، وضربت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين سلاسل الإمداد عبر آسيا، حيث أظهرت بيانات من سنغافورة أنها تجنبت بصعوبة الدخول فى ركود فنى فى الربع الثالث وسط انخفاض الصادرات.