خفض بنك كوريا الجنوبية المركزى، سعر الفائدة الرئيسى بمقدار ربع نقطة ليصل إلى مستوى قياسى منخفض بلغ 1.25% لدعم النمو، حيث يصارع الاقتصاد القائم على التصدير مع توترات التجارة العالمية.
وزادت الدعوات لتخفيف السياسة النقدية فى الآونة الأخيرة فى أعقاب أول تراجع فى أسعار المستهلكين فى البلاد فى سبتمبر و10 أشهر متتالية من انخفاض الصادرات، حيث أدت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية.
وقال لى جو يول، محافظ بنك كوريا الجنوبية المركزى، إن تدهور الأوضاع الخارجية يزيد الضغط على النمو الاقتصادى فى البلاد، لكنه توقع أن يتحسن النمو فى العام المقبل على خلفية الانتعاش المتوقع فى الاقتصاد العالمى وقطاع أشباه الموصلات.
ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، أن أحدث تخفيض فى سعر الفائدة يأتى بعد أن خفض صندوق النقد الدولى، توقعاته للاقتصاد العالمى، متنبئاً بأضعف نمو لهذا العام منذ الأزمة المالية لعام 2008، وخفض صندوق النقد، توقعات نمو كوريا الجنوبية إلى 2%، مقارنة بتوقعاته السابقة البالغة 2.6%، مشيراً إلى تباطؤ النمو فى الصين والتداعيات الناتجة عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن خفض سعر الفائدة يعنى انضمام كوريا الجنوبية إلى البنوك المركزية الأخرى فى جهودها لدعم النمو من خلال التحفيز النقدى.
وخففت سنغافورة يوم الاثنين الماضى السياسة النقدية لأول مرة منذ 3 سنوات على خطى أستراليا والهند وقد يقوم مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى، بخفض آخر لسعر الفائدة الشهر الحالى، وتواجه كوريا الجنوبية تحديات أخرى وسط تهديد سلسلة الإمداد بالتكنولوجيا التى تفرضها قيود التصدير اليابانية على قطع الغيار والمواد الأخرى للشركات الكورية الجنوبية، وتحاول جاهدة دعم النمو الاقتصادى من خلال التحفيز المالى ووضعت خطة إنفاق ميزانية قياسية للعام المقبل، ويتوقع الاقتصاديون المزيد من التخفيضات فى أسعار الفائدة فى أوائل العام المقبل للحماية من خطر الانكماش.
وتوقع أليكس هولمز، الخبير الاقتصادى فى “كابيتال إيكونوميكس”، أن تتصاعد الحرب التجارية الصينية الأمريكية فى الأشهر المقبلة على الرغم من الحديث عن صفقة تجارية ويعتقد أن النمو سيستمر فى التضاؤل خلال الفصول القادمة.