وجهت شركات الأدوات المنزلية، أنظارها إلى الدول العربية والأفريقية خلال الفترة الأخيرة؛ للتوسع فى التصدير.
ووضعت الشركات آمالاً على خفض الحكومة ، أسعار الغاز المقدم لمصانع الألومنيوم من 7 دولارات للمليون وحدة حرارية إلى 5.5 دولار، مما يخفض التكلفة، ويزيد تنافسية المنتج المصرى فى السوق العالمى.
قال محمد العايدى، نائب رئيس المجلس التصديرى للصناعات الهندسية، إن خفض أسعار الغاز لمصانع الألومنيوم، تلاه تراجع أسعار الخام بنسبة تراوحت بين 3 و5%، بمتوسط انخفاض 1500 جنيه فى سعر الطن، وهو ما انعكس بالفعل فى صورة خفض التكلفة، والهبوط بسعر المنتج النهائى بالنسبة نفسها.
أضاف العايدى، لـ “البورصة”، أن تنافسية المنتج المحلى بالسوق الخارجى شهدت تحسناً بعد الإجراءات الأخيرة؛ نتيجة تقارب سعر المنتج المصرى مع أسعار منتجات الدول المنافسة.
وأوضح أن المجلس التصديرى للصناعات الهندسية، يركز على السوق الأفريقى بصفة عامة، فى مناطق شرق ووسط وغرب القارة.
ونظم المجلس، الشهر الماضى، أول معرض متخصص للأدوات المنزلية والأجهزة الكهربائية فى مصر، واستهدف التصدير بشكل خاص، كما استقدم بعثة مشترين من دول عربية وأفريقية، وكان له صدى فى إبرام عقود تصديرية.
وتوقع العايدى، ارتفاعاً طفيفاً فى صادرات الأدوات المنزلية خلال العام الحالى، وحدوث طفرة فى صادرات القطاع العام المقبل؛ تزامناً مع خطة المجلس فى التوسع، فضلاً عن انخفاض تكلفة التصنيع وزيادة تنافسية المنتج.
العايدى: توفير خط شحن مباشر مع تنزانيا يخدم عدة أسواق
وأشار إلى أن الأدوات المنزلية، لديها فرصة جيدة للتصدير، لما تمتلكه هذه الصناعة من توافر الخامات محلياً، فضلاً عن الخبرة التصنيعية فى المنتج، بالإضافة إلى عمليات التحديث والتطوير الدائم للمنتج.
قال العايدى، إن توفير خط شحن مباشر مع تنزانيا، سيتيح الفرصة أمام الشركات لمضاعفة صادراتها خلال الفترة المقبلة، فى ظل الفرصة التصديرية أمام السلع الهندسية والأدوات المنزلية بهذه السوق.
وأعلنت الشركة المصرية لأعمال النقل البحرى “مارترانس” إحدى شركات الشركة القابضة للنقل البحرى والبرى، أسعار خاصة للشحن عبر الخط الملاحى الجديد الممتد بين ميناءى العين السخنة ومومباسا فى دولة كينيا، فضلاً عن تقليص زمن وصول المنتج، ويأتى الخط الملاحى، ضمن مشروع جسور الذى أطلقته وزارة قطاع الأعمال العام لدعم التجارة بين مصر ومختلف دول القارة الأفريقية.
أشار العايدي، إلى أن تنزانيا تخدم أكثر من سوق، ونفاذ الصادرات المصرية إليها، سيساهم فى إحداث طفرة فى الصادرات بمختلف أنواعها إلى غرب أفريقيا، خلال الفترة المقبلة، وهو يأتى ضمن خطة الدولة لزيادة الصادرات، وتعميق العلاقة مع دول القارة السمراء، وأوضح أن النقل، كان أحد أبرز المشكلات التى تواجه التصدير إلى أفريقيا، لكن توفير خطوط شحن سيسهل العملية التصديرية.
وقالت مها صالح، المدير التنفيذى للمجلس التصديرى للصناعات الهندسية، إنه رغم ارتفاع صادرات القطاع، إلا أن الشركات تعمل حالياً بأقل من 50% من طاقتها، وهذا يدل على إمكانية مضاعفة الصادرات الحالية، وأوضحت أن رفع الصادرات سيكون من خلال التوسع فى الأسواق الحالية، فضلاً عن فتح أسواق تصديرية.
واتبع المجلس هذا النهج من خلال تنظيم معرض متخصص ضم نحو 35 شركة واستقدام نحو 55 مشترى أجنبى من 19 دولة أفريقية وعربية ، لعقد لقاءات ثنائية وزيارات للمصانع المصرية.
أشارت صالح، إلى أن المجلس سينظم بعثة تجارية للسنغال خلال الفترة من 25 إلى 29 نوفمبر المقبل؛ باعتبارها من أهم الأسواق فى القارة، ومدخلاً لدول الغرب الأفريقى.
وقال صابر عبدالحليم، رئيس شركة الشروق للأوانى المنزلية، إن تخفيض سعر الغاز لمصانع الألومنيوم، يساهم فى تخفيض سعر الخامة الرئيسية لمنتجاته، وسيرفع تنافسية منتجات الأدوات المنزلية فى الأسواق الخارجية.
وأضاف أن سعر الطن كان يصل إلى 59 ألف جنيه قبل قرار الحكومة بخفض أسعار الغاز مقابل 43 ألف جنيه للسعر العالمى، رغم أن المنتج محلى ولا يتم استيراده، مما أضعف تنافسية المنتج المصرى خارجيًا وأفقده التنافسية محليًا؛ نتيجة ارتفاع أسعار الخامات المحلية أو الرسوم الجمركية المفروضة على الخامات المستوردة المقررة بنسبة 5%.
وتابع: “المنتجات التركية والأوروبية تدخل السوق المصرى دون رسوم جمركية وهى نهائية الصنع، وفى المقابل نحن ندفع رسوماً جمركية على الخامات، مما أضر بمبيعاتنا حتى أنها توقفت تقريبا رغم امتلاكنا جودة أعلى”.
وطالب عبدالحليم، الحكومة بالبحث عن حلول، إما بفرض رسوم حماية للصناعة المصرية أو تعديل تلك الاتفاقيات، أسوة بما حدث فى المغرب أو الأردن، لإنقاذ المصانع الصغيرة التى اضطر بعضها للإغلاق.
وقال هانى السيد، نائب رئيس شعبة الأدوات المنزلية بغرفة الصناعات الهندسية، إن أكبر منافس لمصر فى الدول الأفريقية هى تركيا، لما تمتلكه من مميزات منها انخفاض أسعار الخامات هناك، والدعم الصناعى الذى تحصل عليه المصانع من الحكومة، وانخفاض قيمة الليرة، ودعم الصادرات، وكل تلك المميزات ساعدتهم على عرض منتجاتهم بسعر التكلفة تقريباً.
وأوضح أن المنتج المصرى يعانى من ارتفاع أسعار الخامات، سواء المحلية أو المستوردة، فضلاً عن الارتفاع المتواصل فى أسعار الطاقة والمحروقات وأجور العمالة، وهو ما يرفع التكلفة النهائية للمنتج، معتبراً خفض أسعار الطاقة المقدمة لمصانع الألومنيوم ستكون فى صالح الصناعة لأنها ستخفض التكلفة وسترفع تنافسية المنتج المحلى خارجياً.
وأشار السيد، إلى أن بعض المستثمرين المصريين، اتجهوا لإنشاء مصانع فى جنوب السودان للاستفادة من التسهيلات الجمركية والضريبية والاستثمارية للمستثمرين الأجانب، كما أن جنوب السودان هى محطة مهمة للدول المحيطة بها، مما يجعلها سوقاً إقليمى مهماً للأدوات المنزلية.