أكد الدكتور محمود محي الدين، النائب الأول لرئيس البنك الدولي لأجندة التنمية 2030 أن اشراك المجتمع في القرار يحقق أهداف التنمية المستدامة بشكل أسرع ، مشددا على ضرورة الاستثمار في البشر والبنية التحتية لإحداث التنمية المستدامة .
واستعرض محي الدين في كلمة أمام أعمال “قمة صوت مصر” التي عقدت اليوم ضمن فعاليات اليوم الثانى للأسبوع العربي للتنمية المستدامة في نسخته الثالثة الرؤية الدولية لتحقيق التنمية المستدامة .
أشار الى أن هناك 17 هدفا عاما لتحقيق التنمية المستدامة إلى جانب 169 هدفا فرعيا و 230 مؤشرا للمتابعة تشمل جميع مناحي التنمية .
وأضاف أن الهدف الأول هو مكافحة الفقر فضلا عن أهداف الصحة والتعليم والعدالة بين الرجل والمرأة وغيرها .
لفت إلى أهمية الاهتمام بعدة عناصر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ولعل أبرزها الاستثمار في البشر والبنية التحتية، وأنظمة الوقاية من المخاطر التي قد تهدد الأسواق والمجتمعات.
ولفت الى أن هناك أيضاً ثلاثة أبعاد لتحقيق التنمية وحرصت الصين وفيتنام وكولومبيا على تطبيقها حتى أصبحت دولا اقتصادية رائدة، وهي توطين التنمية، والتحول الرقمي، وما يرتبط باتباع القواعد والمعايير.
ولفت محي الدين إلى أن المؤشرات الدولية لقياس الأداء كمؤشرات خاصة بالتنمية البشرية ورأس المال البشري والتعليم والصحة وممارسة الأعمال أظهرت أن هناك دولتين عربيتين فقط في قائمة الدول الأفضل لمؤشر قياس الأداء لخمسين دولة وبقية الدول في الفئة الثانية والثالثة في مجال ممارسة الأعمال وتطور مناخ الاستثمار .
وفيما يتعلق بالوضع بالنسبة لمؤشرات الفقر المدقع ، أشار محي الدين الى ان الأرقام المتاحة تعود للعام 2015 وتحتاج إلى تحديث وأرجع الأسباب إلى التوترات السياسية وهشاشة الأوضاع والصراعات وتركز الاقتصادات في قطاع أو قطاعين، أو المناخ غير مناسب للاستثمارات، كما أن هناك بعض الدول تعتمد على العالم الخارجي لإيجاد حلول رغم أنه ليس بأفضل حالا خاصة وأن مؤشرات السنوات الماضية أظهرت تراجعا عن مستوياتها السابقة مؤكدا أن كل المؤشرات الاقتصادية أقل من متوسطاتها خلال آخر 18 سنة .
وقال إن النمو العالمي في حالة تباطؤ والاستثمارات أقل من معدلاتها إلى جانب العديد من المشاكل التي يعاني العالم منها مثل تغيرات المناخ والصراعات والمشكلات البيئية ومشاكل إدارة الموارد والمخاطر التي تهيمن على أذهان المتخصصين .
أوصى محي الدين في ختام كلمته بضرورة إبداء جميع الدول العربية استعدادها للتغيير وتطويع النشاط الاقتصادي لخدمة أهداف التنمية واحتياجات السوق سواء بالنسبة للقطاع الحكومي أو القطاع الخاص وأهمية اعتماد السياسات وإدارة المؤسسات وإدارة الموارد ، بالإضافة إلى ضرورة مشاركة المجتمعات والناس في اتخاذ القرار لتحقيق تنمية مستدامة.
واستعرض تجربة كولومبيا التي عانت منذ سنوات وكانت في وضع أسوأ من سوريا والعراق إلا أنها تحولت من دولة صراعات وهشاشة في مجال التنمية المستدامة وتدوير الأوضاع الاقتصادية إلى دولة حققت معدلات نمو مرتفعة ، كما تحدث عن الصين التي تحولت من المباهاة بمعدلات النمو العالية الى اختيار القيمة المضافة المرتفعة ، ثم تحدث عن تجربة فيتنام التي تحولت الى واحدة من أعلى الدول إنتاجية وتصنيعا .
أوضح أن النمو ضروري لإحداث التنمية لكنه وحده لا يكفي وأن الاستثمار يجب أن يستهدف تحقيق النمو .
من جانبها ، أشارت لمياء كامل ممثل قمة صوت مصر والمدير التنفيذي لشركة “سي سي بلاس” إلى أن قمة “صوت مصر” انطلقت خلال العام 2016 لتعزيز الهوية المصرية تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ودعم وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت .
وأضافت ان هذه المبادرة تحولت من منصة رقمية مصرية إلى مبادرة عربية رقمية في كل مكان في العالم . مشيرة إلى أن الدكتور محمود محي الدين تحدث عن 17 هدفا من أهداف التنمية المستدامة ونحو 18 مليونا و 600 ألف مواطن يعيشون تحت خط الفقر في منطقة الشرق الأوسط يجب العمل على تحسين مستوياتهم .