قال جيونغ تاى كى، مدير مصنع “بوسكو” لصناعة الصلب فى بوهانج بشرق كوريا الجنوبية، إن الأمور ليست جيدة بالنسبة للطلب على الصلب من مصنعه فى ظل المستقبل القاتم للتجارة العالمية، وخلال 18 شهراً منذ أن شن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حرباً تجارية عانت التجارة الدولية، حيث ضربت الاقتصادات المعتمدة على التصدير مثل كوريا الجنوبية.
وفى أكتوبر الماضى انخفضت صادرات كوريا الجنوبية بنسبة 14.7%، مقارنة بنفس الشهر من العام السابق وهو أكبر انخفاض منذ ما يقرب من 4 سنوات والانكماش الشهرى الـ11 على التوالى، وتراجعت صادرات الحديد والصلب بنسبة 9.7% من حيث القيمة خلال 10 أشهر حتى أكتوبر الماضى، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى.
وكانت المعاناة ملحوظة بشكل خاص فى المنتجات الإلكترونية، حيث انخفضت بنسبة 18% وأشباه الموصلات التى تراجعت بنسبة 32%.
ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، أن هذا التراجع جزء من نمط أوسع، حيث تقلصت أحجام التجارة العالمية بنسبة 1.2% فى أغسطس الماضى، مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي وهو التراجع السنوى الثالث على التوالى وأطول فترة انكماش منذ الأزمة المالية العالمية منذ أكثر من عقد مضى.
وتمثل صادرات السلع والخدمات أكثر من 40% من الناتج المحلى الإجمالى فى كوريا الجنوبية وهي أعلى نسبة بين أكبر 20 اقتصاداً فى العالم تعادلها ألمانيا فقط التى تعانى بالمثل من أزمة مرتبطة بالتجارة، وفى أكتوبر الماضى حذر رئيس كوريا الجنوبية مون جاى، من الوضع الخطير وطالب المشرعين بتمرير أكبر برنامج تحفيز مالى في البلاد منذ الأزمة المالية.
لكن الضرر لا يقتصر فقط على الاقتصادات التى تعانى من الصادرات الثقيلة حيث شهدت حوالى 100 دولة بما فى ذلك كوريا الجنوبية انخفاض قيمة صادراتها فى النصف الأول من العام حيث تضررت صادرات الآلات ومعدات النقل بشكل خاص.
وفى وقت سابق من الشهر الحالى خفض صندوق النقد الدولى، توقعاته لمعدل النمو السنوي لصادرات السلع والخدمات العالمية من حيث الحجم إلى 1.2% لعام 2019 منخفضًا من 3.7% الذى توقعه العام الماضى.
وزادت التوترات التجارية من الرياح المعاكسة الاقتصادية الأخرى غير المواتية لكوريا الجنوبية، حيث نما الاقتصاد بنسبة 0.4% فقط فى الربع الثالث من العام مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة، وتتأثر الدول الأخرى فى المنطقة أيضًا بالصادرات إلى الصين التى تنكمش فى العديد من البلدان بما فيها تايلاند واليابان وسنغافورة وفيتنام.
أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هناك بعض الدلائل على أن الوضع قد يستقر وخاصة بعد ان أعطت المفاوضات الأخيرة بين الولايات المتحدة والصين نبرة أقل فى المواجهة حيث تحاول البلدين وضع اللمسات الأخيرة على الصفقة التجارية.
وقال بيثانى بيكيت، الخبير الاقتصادى فى “كابيتال إيكونوميكس”، إن الأدلة الأخيرة تشير إلى أنه من المرجح أن تظل التجارة العالمية ضعيفة على المدى القريب ولكن الوضع على الأقل لن يزداد سوءاً.