يجرى إهدار ثلث مياه الشرب فى العالم عبر تسريب الأنابيب المتهالكة، ولكن تتوفر أدوات فعالة لوقف ذلك حالياً، وتعتبر خسارة المياه من خلال التسريبات والمياه المستهلكة غير المرتبطة بالإيرادات مشكلة عالمية ذات نطاق هائل.
وكشف تقرير لمجلس “المستهلك للمياه فى بريطانيا” لعام 2018 أن أكثر من 3 مليارات لتر من المياه فى إنجلترا وحدها تُفقد من تسرب البنية التحتية اليومى، مما يجعل تسرب المياه هو الشاغل الأول لعملاء مرافق المياه فى المملكة المتحدة.
وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التى تحركها القوى العاملة للحد من التسرب فقد استمرت فى الزيادة بالفعل خلال السنوات الأخيرة، وطرحت حكومة المملكة المتحدة الآن سيناريو مخيف مفاده أن البلاد قد تواجه نقصاً فى المياه بحلول عام 2050.
وهذا هو السبب فى أنها بدأت ممارسة الضغط على مرافق المياه فى المملكة المتحدة لتكثيف جهودها وتقليل التسرب بنسبة %15 على فترة إدارة الأصول لمدة 5 سنوات وفرض برامج الاستثمار الكثيفة.
ونظراً لتكلفة استبدال الأنابيب، والتى يمكن أن تصل إلى مئات الآلاف من الجنيهات الاسترلينى للميل، فإن إيجاد وإصلاح التسريبات فى أقرب وقت ممكن هو السبيل الوحيد لتقليل فقد المياه بشكل مستدام، ولكن الأساليب الحالية ليست مناسبة، لأن جيوش عناصر التسريب التى تدعمها أدوات التكنولوجيا المنخفضة يمكنها فقط تقديم علاج سطحى.

وتتوفر مجموعة من الأساليب والتقنيات الجديدة مثل صور الأقمار الصناعية واكتشاف التسرب وتتبعه والطائرات بدون طيار والقياس الذكى على سبيل المثال لا الحصر ويمكن أن تكون أدوات مفيدة فى صندوق الأدوات لأى فائدة أخرى.
ويقول أورى جوترمان المتحدث باسم شركة تكنولوجيا الكشف عن التسرب التخصصية إن النهج الأكثر فعالية يكمن فى النشر الواسع النطاق لأجهزة الاستشعار الصوتية المترابطة تماماً على شبكة المياه.
ويعنى الارتباط الكامل تلقى الخوادم السحابية تسجيلات صوتية متزامنة يومياً من شبكة الأنابيب التى ترتبط بشكل منهجى ومن ثم يمكنها التعرف تلقائياً على التسريبات الصغيرة، بناءً على ملف تعريف الضوضاء الفريد الخاص بهم، وتحديد موقعها بالضبط على الأنبوب.
وأضاف جوترمان أنهم أول من أدخل الترابط المتكامل فى الشبكات الثابتة منذ 15 عاماً ومنذ ذلك الحين قاموا بتركيب أكثر من 300 مشروع حول العالم.
وأوضح أن الحد من التسرب يجب أن يكون استراتيجية طويلة الأجل وكذلك قرارات الاستثمار فى تكنولوجيا الكشف عن التسرب وبعدها سيحدث انخفاض كبير ومستدام فى فقد المياه اعتماداً على مدى كثافة تثبيت شبكة الأجهزة المترابطة تماماً وسرعة رد فعلك على أجهزة الإنذار على التسرب.
وغطت “ليون”، ثالث أكبر مدينة فى فرنسا أكثر من 2000 كيلومتر من شبكة الأنابيب فقط عام 2015 وخفضت المياه غير التجارية من %21 إلى أقل من %14 فى 3 سنوات فقط.
ويمكن أن يحدث تغيير فى النموذج التطبيقى للمملكة المتحدة قريباً، ففى الأشهر الأخيرة، بدأت العديد من مرافق المياه فى المملكة المتحدة بنشر شبكة الأجهزة على نطاق واسع لمراقبة الأحياء الحرجة أو البلدات والمدن بأكملها بشكل دائم.
وإذا تبنت المرافق عقلية استراتيجية فى نشر شبكات صوتية ثابتة مترابطة بشكل كامل بجميع أنحاء العالم، فإن كوكب الأرض سينعم بالنصر فى معركة البقاء للجنس البشرى.