يعتبر التحدى الأهم حالياً هو الجمع بين مختلف أصحاب المصلحة لإدارة المياه بشكل استراتيجى سواء فى الاستخدام الصناعى أو الزراعى أو مياه الشرب.
ويقول “ألكساندر لين”، المدير التجارى بشركة “دوبونت ووتر سوليوشنز» إنه يمكن فعل شىء حيال ذلك، لكن على الجميع العمل بطريقة جماعية كما لم يحدث من قبل.
وتحتاج جهود التصدى للأزمة إلى مجتمعات مائية أكثر ارتباطاً وإشراك الصناعة والبلديات والسلطات للمساعدة فى إدارة الإمداد والنظر فى مصادر إعادة الاستخدام والجودة لجميع المعنيين.
وفى المناطق النائية التى تزود مجتمعاً أو إنتاجاً صناعياً، من مصدر أو مصدرين، من المهم إدارته بشكل كلى بدلاً من أن يأخذ كل صاحب مصلحة ما يحتاج إليه دون رؤية الصورة كاملة.
وفى سياق الابتكار، يعد تمكين تنقية وإعادة استخدام المياه العادمة أحد مجالات التركيز الرئيسية للشركات الكبرى ويعمل الحد الأدنى لتصريف السوائل على تحويل %95 من المياه العادمة إلى مصدر مستدام للمياه العذبة بسعر أقل بنسبة %60 من الحلول التقليدية.
وهذه الابتكارات تعزز عقلية أن المياه العادمة يجب أن ينظر إليها على أنها مصدر للمياه العذبة.
ولا يقتصر الأمر على الحاجة إلى قليل من المطر ثم كل شىء سيكون جيداً مرة أخرى لأن %80 من المياه المنتجة من التدوير يتم إعادتها إلى البيئة.
ويجب عدم قصر التفكير على التقليل من الاستخدام أولاً رغم أهميته ولكن أيضاً النظر إلى الطرق التى يمكن من خلالها إعادة تدوير ومعالجة المياه الموجودة فعلاً.
والجميع يجلس ويتحدث حول العذاب والكآبة والتعقيد ولكن على نحو ما لدى العالم فرصة سهلة لمحاولة إعادة تنشيط وتبسيط المناقشة.
وتقوم شركة “دون بونت» وهى شركة عالمية بدور رائد فى معالجة الخلل العالمى بالمياه كمصنع ومورد لتقنيات التنقية والفصل حيث يعد الابتكار الذى تطوره مكوناً أساسياً للمساعدة فى جعل نظافة المياه أكثر أماناً وأسهل من حيث إمكانية الوصول إليها.
ويعد الجمع بين الترشيح الفائق والتناضح العكسى والتبادل الأيونى، على وجه الخصوص، مشروع ابتكارى قوى عندما يتعلق الأمر بتنقية المياه من مجموعة واسعة من المصادر، بما فى ذلك المياه الجوفية والمياه السطحية ومياه البحر وحتى المياه العادمة.
ومع ذلك، فإن التكنولوجيا ليست سوى قطعة واحدة من اللغز والتحدى الأكبر هو الشرط لتحسين الوعى والتعاون فى الصناعة.
وتقدم مؤسسة “بريف بلو وورلد» مبادرة غير هادفة للربح للاهتمام بقضايا المياه بهدف دعم سلسلة القيمة لأصحاب المصلحة لكل واحد مختلفة تماماً فمن المهم أن يعمل كل طرف بفاعلية حتى يمكن التوصل إلى حل، بدلاً من مجرد بيع منتج.
ومن الضرورى أن يكون الجميع جزءاً من التفاعل بالإضافة إلى العمل على المستوى العالمى لجلب بعض الأفكار القيادية للأسواق والوصول لأحدث الحلول التقنية.
ووضعت الأمم المتحدة الهدف المستدام السادس لها بالحصول على المياه النظيفة والهدف 17 هو شراكات مطلوبة لتشكيل نظم إيكولوجية جديدة، وهذا يعنى تشييد طرق جديدة للنظر فى المشكلات وجمع أصحاب المصلحة المختلفين أكثر مما كانوا من قبل تاريخياً لدفع محادثات وتنفيذ حلول جديدة.
وتضم حلبة الصراع البنوك والحكومات والصناعة ومقدمو التكنولوجيا والعديد من الأشخاص الذين يجب عليهم أن يجتمعوا ويعملوا معاً.
وتوجد أيضاً حاجة إلى الإرادة السياسية والتمويل والتنظيم، وكذلك الابتكار الصحيح فى الأماكن التى تشتد الحاجة إليها وتأطيرها بشكل كلى وإسقاط الصوامع المنعزلة تماماً.
وتسيطر المياه على %66 من كوكب الأرض ويعطى ذلك للناس انطباعاً بوجود وفرة من المياه حولها ولكن فى الواقع، فإن حالة الإمداد هشة للغاية لأن %2.5 فقط من هذه المياه عذبة. ويتم تحويل أكثر من نصف المياه العذبة العالمية إلى مياه الصرف الصحى فى شكل صناعى والاستخدام المحلى والأعمال الزراعية.
ويمثل إعادة استخدام المياه العادمة مصدراً مستداماً فى المتناول للمياه والطاقة والمواد المغذية وغيرها من المواد القابلة للاسترداد وتعتبر المياه العادمة موجودة فى كل مكان وفى المناطق الشحيحة تصبح مورداً قيماً للغاية.
ويزودنا تغير المناخ والنمو السكانى بتحديات ضخمة للموارد تحتاج إلى معالجة عاجلة لكن شركات المياه أكثر ملاءمة للتصدى مع التحديات البيئية خاصة مع ارتفاع مستويات الإجهاد المائى.
ونحن فى وقت ملئ بالتحديات بالنسبة للقطاع فالأرض تعيش ضائقة مائية حرجة وتغير المناخ والنمو السكانى يغيران المشهد العالمى.
لكنه أيضاً وقت مثير لمن يرغب فى اقتناص الفرص حال لجأت الشركات للعمل عن كثب مع مراكز مرافق المياه والصناعة والأوساط الأكاديمية والابتكار والتواصل عبر الحدود الجغرافية. وتوجد فرصة حقيقية للتعاون والتثقيف والابتكار لتغيير طريقة القيام بالأشياء للأجيال القادمة.
ووضعت المملكة المتحدة كأول دولة من دول مجموعة السبع الكبرى هدفاً ملزماً قانونياً لخفض انبعاثات الكربون إلى الصفر بحلول عام 2050، وصناعة المياه فى المملكة لديها هدف أكثر طموحاً بحلول عام 2030.
ويجد حالياً البريطانيون بالفعل طرقاً لاستخدام طاقة أقل وإغلاق حلقة الموارد عن طريق استخراج الوقود الحيوى والأسمدة من مياه الصرف الصحى وإعادة استخدام المياه العادمة.
وتوجد أيضاً بعض الأعمال التعاونية الرائعة فى إدارة مستجمعات المياه، حيث تعمل شركات المياه مع سلسلة الإمداد والسلطات المحلية والمزارعين وملاك الأراضى لتشجيع الإدارة المستدامة للأراضى.
وتعترف الصناعة أيضاً بقلق الجمهور بشأن الملوثات الدقيقة، بما فى ذلك المستحضرات الصيدلانية المتبقية التى تصل إلى المجارى المائية.
وخلال دورة الاستثمار المقبلة للصناعة، من عام 2020 إلى 2025 يجب أن تتعاون شركات سلسلة التوريد وشركات المياه بشكل أوثق لحماية الأنهار وتقليل مخاطر جودة المياه.
كما يجب إشراك العملاء فى كل خطوة على الطريق وزيادة الوعى بالعمل المدهش الذى يجرى والتحسينات الهائلة فى نوعية مياه الشرب والمعايير البيئية للأنهار ومياه الاستحمام، ولكن أيضاً هناك دور الإشراف على المياه الذى يشترك فيه الجميع وخاصة حول الحد من الاستهلاك.