يرى متعاملون فى قطاع السيارات أن وسائل التواصل الاجتماعى تحولت إلى منصة تسويقية للسيارات بشكل ينافس المعارض السنوية التى تشارك فيها العلامات التجارية لعرض سياراتها.
ومؤخراً امتنعت العديد من الشركات عن التواجد فى معرض فرانكفورت الدولى، والذى يعد الفعالية الأهم بعالم السيارات نظراً لانعدام الجدوى الاقتصادية من المشاركة، خاصة وأن الدورة المنقضية للمعرض لم تحظ بالمشاركة المتوقعة مقارنة بالدورات السابقة.
وتعد شركات “بيجو” و”نيسان” و”تسلا” و”فولفو” و”فيات” أبرز العلامات التى غابت عن المشاركة فى معرض “فرانكفورت”.
وبدأت الشركات المصرية فى اتباع نفس النهج وأعلنت عدة شركات التراجع عن التواجد فى معرض “أوتوماك فورميلا” قبل تأجيله.
وأعلنت شركة انفورما المنظمة لمعرض “أوتوماك فورميلا 2019” تأجيل النسخة الحالية من دورة العام الحالى من المعرض والتى كان مقرراً إقامتها خلال شهر ديسمبر الحالى.
وكانت الشركة أعلنت فى وقت سابق أيضاً تغيير موعد الدورة السادسة والعشرون لمعرض القاهرة الدولى للسيارات “أوتوماك فورميلا” من شهر سبتمبر إلى ديسمبر 2019.
وبدأ سوق السيارات المصرى التحول نحو التسويق الرقمى عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعى على شبكة الإنترنت لمواكبة التغيرات العالمية، خاصة بعد أن ظهرت قوة تأثير “السوشيال ميديا” على قطاع السيارات عقب انتشار حملات مقاطعة الشراء “خليها تصدى” بداية العام الجارى، والتى ساهمت فى تغيير آلية العرض والطلب وخلقت معادلة تسعيرية جديدة.
قال المهندس عادل خضر الرئيس التنفيذى لشركة المنصور للسيارات وكلاء “شيفروليه وأوبل وبيجو وMG” إن المنصور تراجعت عن المشاركة بدورة العام الحالى من “أوتوماك فورميلا” للخلاف على آلية وضع العلامات التجارية داخل أجنحة المعرض.
أضاف أن الشركة المنظمة خصصت جناح لضم كافة العلامات الصينية من MG ورفضت “المنصور” لأنها كانت ترغب فى وضع علاماتها الأربعة بجناح مخصص لتعمل تحت مظلتها وتسهيلاً لإدارتها.
ورفض خضر إقامة “أوتوماك فورميلا” سنويًا وتابع “شركة المنصور انتقدت هذا الوضع منذ 10 سنوات قبل اندماج معرضى أوتوماك وفورميلا ليصبحا معرضًا واحدًا يقام كل عام حيث إن السوق المحلى لا يستوعب هذا الكم من المعارض”.

خضر: الخلاف حول آلية التنظيم دفع “المنصور” لعدم المشاركة فى المعرض
أشار إلى أن معرض فرانكفورت للسيارات الذى يعد من أقدم وأكبر معارض السيارات حول العالم، وبالرغم من انطلاقه فى ألمانيا البلد الرائدة فى صناعة السيارات إلا أنه يقام مرة واحدة كل عامين، كما أن دورة العام الحالى شهدت غياب الكثير من شركات السيارات.
وقال لطفى منصور مدير عام “المنصور MG أوتوموتيف” إن معارض السيارات العالمية لم تعد بنفس قوتها كما كانت سابقًا، وينطبق الأمر على معرض القاهرة الدولى “أوتوماك فورميلا”.
أضاف أنه لا يمكن إقامة المعرض سنويًا فى ظل التحديات التى يعانى منها السوق المحلى بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف المشاركة به.
وقال كريم النجار رئيس مجلس إدارة “كيان إيجيبت”، وكلاء سكودا وسيات وكوبرا، إنه رفض المشاركة فى الدورة الحالية لمعرض “أوتوماك فورميلا” نظرًا لعدم وجود موديلات جديدة لعرضها.
أضاف أن هناك تغيرات جذرية فى وسائل الإعلان والتسويق بقطاع السيارات ومنها التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعى “السوشيال ميديا” والتى باتت تحظى بمتابعة واهتمام أكثر من قبل المستهلكين، ما أدى إلى تحول وجهة نظر الشركة التسويقية لوسائل التواصل الاجتماعى.
واستشهد النجار بتراجع أعداد المشاركين فى معرض “فرانكفورت” الدولى بنسبة 50% تقريباً رغم أنه يعد أحد أبرز الأحداث العالمية فى قطاع السيارات.

نجار: وسائل التواصل الاجتماعى البديل الأفضل لمعارض السيارات
وطالب بإقامة معرض “أوتوماك فورميلا” مرة واحدة كل عامين بسبب ارتفاع تكلفة الاشتراك به.
وقال المهندس طارق عبداللطيف المدير الإقليمى لشركة “أوتو جميل” وكلاء “فورد” فى مصر، إن العديد من شركات السيارات خصصت جزءا من ميزانيتها التسويقية للمشاركة بدورة العام الجارى لمعرض “أوتوماك فورميلا”، ولكن بعد قرار التأجيل قررت الشركات توجيه المخصصات لأنشطة ترويجية أخرى.
أضاف أن مخصصات المشاركة فى المعرض تمثل نحو 50% من إجمالى الميزانية التسويقية للشركات.
أوضح أن اتجاه الشركة المنظمة للمعرض للتأجيل عدة مرات، دفع الشركات إلى تحويل مخصصات المعرض إلى وسائل تسويقية أخرى.
أشار عبداللطيف إلى أن “فورد” لا تمتلك طرازات أو عروضا جديدة لتشارك فى المعرض.
وقال إن وسائل التواصل الاجتماعى غيرت خريطة الترويج بشكل سريع، ومع التطور التكنولوجى الذى يشهده العالم حاليًا والتحول نحو العالم الرقمى، بات الاهتمام بـ”السوشيال ميديا” كوسيلة تسويقية أمر لا مفر منه.
وقال خيسوس فيرنانديز دى ميسا، المدير التنفيذى لـ”فولفو أوروبا والشرق الأوسط” إن عدم مشاركة فولفو مؤخرًا فى معارض السيارات الدولية بسبب التكاليف الباهظة للاشتراك.
أضاف أن فولفو قررت منذ عدة أشهر عدم المشاركة فى معارض السيارات العالمية، لعدة أسباب منها تغير وجهة عميل “فولفو” وعزوفه عن الذهاب لمعارض السيارات العالمية، لتتحول وجهته إلى صالات العرض الخاصة بالعلامة بالإضافة لمعرفة آخر التطورات والمستحدثات التكنولوجيا التى تم إضافتها للسيارة.
أوضح أن التواصل مع العملاء 4 أو 5 مرات سنويًا من خلال معارض السيارات ليس كافيًا وكان هذا حافزا إضافيا لاتخاذ قرار عدم المشاركة فى أكبر معرض للسيارات بالعالم.
وقال أشرف كاره المدير الإعلامى السابق للشركة المنظمة والمالكة لمعرض “أوتوماك فورميلا” إن معرض القاهرة الدولى للسيارات “أوتوماك فورميلا 2018” ساهم فى رفع مبيعات السيارات خلال الربع الأخير من العام الماضى، خاصة بعد أن شهدت تلك الدورة طرازات جديدة وعروض متميزة خلال أيام المعرض وما بعده.
أضاف أن تطبيق الإعفاءات الجمركية على السيارات الأوروبية والحملات المضادة لشراء السيارات أضرت بالمبيعات خلال العام الجارى.
أوضح كاره أنه بالرغم من حصول “أوتوماك فورميلا” على صفة العالمية من المنظمة العالمية لمصنعى السيارات (OICA) وهي الجهة التي تعتمد المعايير الدولية للمعارض المتخصصة للسيارات حول العالم، إلا أن المعرض لم يحظ بالتغطيات الإعلامية العالمية.
وقال إن بعض الشركات تأثرت بتوجهات الشركات الأم فى عدم المشاركة ببعض المعارض الدولية الأخيرة على غرار معرض باريس الدولى وفرانكفورت وطوكيو.
أضاف أن تباطؤ المبيعات منذ بداية العام دفع العديد من الشركات لتخفيض أسعارها للترويج لمبيعات سياراتها بدلاً من إنفاق تلك التخفيضات على المشاركة بالمعرض بالإضافة لوجود أسباب مالية تتعلق بعدم توافر ميزانيات مدعومة من الشركات الأم للمشاركة بالمعرض أو إنفاق الشركات لميزانياتها التسويقية فى وسائل أخرى كإعلانات الطرق أو رعاية احتفالات خاصة وغيرها.
أوضح أن تكلفة مشاركة شركات السيارات بالمعرض تتحدد وفقًا لعدة محاور منها المساحة التى يتعاقد عليها العارض مع المنظمين بالإضافة إلى الأنشطة التسويقية المصاحبة لمشاركة العارض بالمعرض من حملات ترويجية وفعاليات تسويقية وهدايا للعملاء وغيرها.
وأشار إلى أن متوسط تكلفة المشاركة بالمعرض لا تقل عن 3 ملايين جنيه للعلامة التجارية الواحدة.
ويرى كاره أن مواقع التواصل الاجتماعى لن تصبح بديلاً للمعارض فى عمليات التسويق والأنشطة الترويجية للشركات بالرغم من تأثيرها الملحوظ حيث أن العديد من أنشطة الشركات المشاركة بأى معرض لا يمكن استبدالها بـ”السوشيال ميديا” ومنها على سبيل المؤتمرات الصحفية وما يشملها من تفاعل مع ممثلى الإعلام والصحافة والأحداث التفاعلية مع جمهور المعرض وهو ما يوفر التفاعل المباشر بين الشركات العارضة وممثليها وجمهور الزوار والمهتمين بقطاع السيارات المتواجدين بالمعرض.

كاره: 3 ملايين جنيه متوسط تكلفة مشاركة العلامة الواحدة فى المعرض
وقال إن نوعية التفاعل المستهدف تحدد الوسيلة المُستخدمة فى التسويق فعلى سبيل المثال إذا كان هناك عرض على خدمات ما بعد البيع أو خصومات خاصة ستقوم بتقديمها إحدى شركات السيارات فمن الأسهل استخدام السوشيال ميديا ولكن إذا كانت الشركة ترغب فى تقديم عروض ترويجية مرتبطة بفترة زمنية محددة فمن الأفضل أن تتم من خلال جناح وفريق الشركة بالمعرض.
وأضاف أن السوشيال ميديا باتت إحدى الوسائل التى تستخدمها الشركات الأم فى أنشطتها التسويقية إلا أنها مصنفة كإحدى قنوات التسويق وليس أهمها.
وقال أحمد الليثى رئيس مجلس إدارة “الليثى أوتو جروب” إن التسويق على السوشيال ميديا يمثل 60% من إجمالى الأنشطة الإعلامية لشركته.
أضاف أن الوسائل التكنولوجيا الحديثة تمكن من سهولة الوصول إلى العميل المستهدف كما أنها تعد من أرخص الوسائل الإعلانية وأسرعها بالإضافة إلى سهولة قياس مدى نجاح الحملة الإعلانية على تلك الوسائل أو فشلها.
وقال إسلام إسماعيل خبير تسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعى إن العديد من شركات السيارات توجه لاستخدام السوشيال ميديا كوسيلة إعلانية بشكل ملحوظ نظًرا للتأثير الذى أحدثته فى قطاع السيارات بعد ظهور حملات مقاطعة الشراء بداية العام الجارى والتى تسببت فى تراجع مبيعات السيارات.
أضاف أن تكلفة الإعلان على السوشيال ميديا منخفضة مقارنة بالوسائل الإعلانية الأخرى، حيث تتراوح تكلفة إدارة صفحات السيارات إلكترونيًا من 10 آلاف جنيه حتى 35 ألف جنيه شهريًا وتحدد وفقاً لقوة العلامة التجارية والميزانية الموضوعة للتسويق وتشمل نشر الإعلان على كافة مواقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك وتويتر وإنستجرام”.
أوضح إسماعيل أن الإعلان على السوشيال ميديا له مميزات عدة حيث يصل إلى العميل المستهدف من حيث الفئة العمرية والمستوى الاجتماعى والاقتصادى على عكس الإعلان التلفزيونى الذى يفتقر إلى خاصية العرض الانتقائى، علاوة على سرعة عملية إنتاج وتنفيذ الإعلان إلكترونيًا التى تستغرق يومًا واحدًا كحد أقصى.
أشار إلى أن أهم ما يميز الأنشطة التسويقية على وسائل التواصل الاجتماعى هو تلقى ردود أفعال العملاء بشكل سهل وسريع على عكس أى وسيلة إعلانية أخرى والتى لا توفر للمعلن أى معلومات عن تأثير الإعلان على المشاهدين.
وقالت دنيا رزق خبيرة التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعى إن السوشيال ميديا أتاحت للمعلنين سرعة وسهولة الوصول للجمهور المستهدف مشيرة إلى زيادة الإقبال على الإعلان عبر تلك الوسائل الحديثة.
وأضافت أن السوشيال ميديا تعد من أرخص وسائل التسويق حيث يبلغ متوسط تكلفة الحملة الإعلانية على مواقع التواصل الاجتماعى نحو 10 آلاف جنيه، ويتم ترويج الحملة على كافة المواقع ما يسمح بالوصول لعدد أكبر من المستهلكين.
وأشارت رزق إلى إمكانية تعديل الإعلان فى أى وقت حال وجود أخطاء به كما أن المعلن يتلقى ردود أفعال المستهلكين بسهولة.
كتبت: يارا الجناينى