غير المجتمع الدولى خلال العقود القليلة الماضية، وجهات نظره تجاه الشركات وعملياتها؛ فأصبح الاهتمام الكبير يوجه نحو الأداء غير المالى للشركة، وقطعت العديد من الشركات، خطوات تتجاوز مجرد التبرع بالمال للمؤسسات الخيرية ، لتؤدى دورها تجاه المجتمع بنجاح وفعالية.
وأوضحت ورقة بحثية نشرها موقع «Tutlance»، أن الشركات تواجه تحديات ومهام جديدة مرتبطة بالقضايا الاجتماعية والبيئية، والتى ترتبط ارتباطا وثيقا بالعمليات التجارية.
ويتمثل أحد هذه التحديات، التى تواجه الأعمال التجارية عموما وتجار التجزئة خصوصا، فى كيفية الاستمرار فى تحقيق الربح وتحقيق فوائد اقتصادية، والحد من التأثير البيئى السلبى فى الوقت ذاته.
وأوضح البحث أن ممارسات المسؤولية الاجتماعية للشركات، لها تأثير إيجابى على النتائج التنظيمية التى تحد بشكل رئيسى من المخاطر المالية وتحسن من مواقف وسلوك العملاء.
وتشمل هذه الممارسات مكونات أساسية، وهى الامتثال للقوانين والمعايير الأخلاقية ، ومعاملة الموظفين بنزاهة وحماية البيئة، والمساهمة فى الأعمال الخيرية، وسلط البحث، الضوء على عدد من الشركات التى تقوم بمهامها تجاه المجتمع بنجاح ، وبما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة، منها»تايسون فودز».
وتعتبر «تايسون فودز» واحدة من الشركات الأمريكية العاملة فى صناعة المواد الغذائية التى تقوم بعمل رائع فى مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات، والتى تعمل فى أكثر من 130 دولة حول العالم، وتعزز الأعمال المسؤولة والمستدامة.
كما أنها تقدم الدعم اللازم لموظفيها والمجتمعات المحلية وتعزز سلامة الأغذية فى السوق.
فتقدم الشركة تبرعات خيرية وتشارك فى برنامج مكافحة الجوع وأطلقت برنامج «Tyson Foods Fellows» الذى ساهم فى نشر المعرفة حول إنتاج الأغذية والزراعة والاستدامة، مما قد يساعد الشركات المهتمة بتحسين الحياة الاجتماعية على نشر برنامج الإغاثة من الجوع إلى مناطق أخرى من الكوكب.
وقدمت «تايسون فودز» برنامج «Tyson Project A+» لمساعدة المدارس المحلية فى جمع الأموال اللازمة لتطويرها. ويهدف البرنامج لتحقيق استفادة للطرفين، وهما الشركات التى تستطيع جذب المستهلكين بشكل أكبر لشراء منتجاتهم، والأطفال الذين يستطيعون بذلك الحصول على المعدات المدرسية أو برنامج أنشطة ذات جودة أفضل.
ويعتبر صانع الآيس كريم الأمريكي، «بن أند جيريز»، مثال آخر على المنظمات المسؤولة مجتمعيا. فالشركة تقوم بثلاث مهام رئيسية تتعلق بالمنتجات والبعثات الاقتصادية والاجتماعية.
وتصنع الشركة «آيس كريم» بمكونات عالية الجودة وطبيعية وصحية، مما يوفر نموا ماليا مستداما، فضلا عن توفير فرص نمو وظيفى للموظفين وجعل العالم مكانا أفضل.
وبدأت «بن أند جيريز» الاستثمار فى المشاريع المجتمعية عام 1985، وتساهم فى دعم البيئة والبحث عن طرق للحد من التأثير البيئى للشركة.
وتدعم الشركة، التجارة العادلة أى تقديم أسعار عادلة لمنتجات المزارعين، فيحب أن يكون كل عنصر تستخدمه الشركة لإنتاج السلع النهائية مصدق بالتجارة العادلة.
أما «بيبسيكو» فتتعاون مع برنامج الأغذية العالمى منذ عام 2008، وتنفذ عددا من المبادرات التى تساعد فى تحقيق أهداف كل من الشركة. ومهمة البرنامج التى تتمثل فى القضاء على الجوع، وهو الهدف الثانى من أهداف التنمية المستدامة.
وتقدم الشركة الأمريكية المساعدات اللازمة لمزارعى الحمص فى إثيوبيا، فهى تعمل على تمويل تطوير إنتاج الحمص المحلى لتحسين توافر الغذاء بتكلفة معقولة، وتساعد «بيبسيكو» الأشخاص فى أزمة اللاجئين المستمرة ، من خلال تقديم مساعدات الإغاثة للأسر والمجتمعات التى تحتاج بشدة إلى المتطلبات الأساسية بعد حدوث كارثة طبيعية، فهى توفر للضحايا الغذاء والمساعدات المالية ومساهمات مقدمة من الموظفين.
فالشركات العاملة فى مجال صناعة الأغذية ليست مسؤولة بشكل مباشر عن الجوع والظروف المدمرة فى بعض أنحاء العالم، ولكنها تحتاج إلى أن تدرك إمكانية لعبها دورا كبيرا وفعالا من شأنه المساهمة فى تحسين الوضع.
وتعتبر «وول مارت» أكبر شركة للبيع بالتجزئة فى العالم، إذ تعمل فى 28 دولة ولديها أكثر من 11 ألف متجر، وتعد أكبر شركة توظيف خاصة فى العالم. فهى تضم 2.3 مليون موظف.
تتخذ وول مارت خطوات عديدة فى التنمية المستدامة، منها دعم المنتجين والمزارعين المحليين فى بعض الجوانب، والحد من النفايات والتحول إلى مصادر الطاقة البديلة وتوسيع نطاق المنتجات.
وتواصل «وول مارت» العمل مع المجتمعات المحلية ودعم المزارع المحلية الصغيرة ومتوسطة الحجم، من خلال إدخال كميات أكبر من المنتجات المحلية إلى أرففها. وتروج الشركة للزراعة المستدامة فى المنطقة والمشاركة النشطة للمزارعين المحليين فى الحياة الاقتصادية.
كما يمتلك بائع التجزئة «تيسكو» سياسات للتنمية المستدامة تعمل فى ثلاثة اتجاهات رئيسية، وهى المشاركة فى قضية تغير المناخ العالمي، من خلال الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، والحد من النفايات وأنشطة التعبئة والتغليف وإعادة التدوير اللائقة.
وتعمل الشركة أيضا على مشاكل التعليم وإعادة التدوير، فهى تبحث باستمرار عن إمكانيات جديدة للتعاون مع الشركات التى تتعامل مع إعادة تدوير النفايات، وأنشأت شركة «ستاربكس»للمقاهى الأمريكية برنامج المورد المفضل، الذى يكافئ الموردين على الممارسات المسؤولة بيئيا واجتماعيا.
وتستخدم «ستاربكس» مراجعين خارجيين للتحقق من موردى القهوة. فيجب أن يمتثلوا لمجموعة من المعايير المستدامة التى تضعها «ستاربكس»، والتى تغطى مجالات مثل الجودة والشفافية والمسؤولية الاجتماعية والقيادة البيئية.
وأقرت «ماكدونالدز» سلسلة المطاعم الأمريكية الشهيرة، بمسؤوليتها عن حماية البيئة والحفاظ عليها من خلال تحديد السياسة المستدامة لكل من المنتجات الغذائية والتغليف، إذ تعمل عن كثب مع مورديها لتحسين سلاسل الإمداد بشكل مستمر. كما أنها تمتلك برامج تعليمية وتدريبية لموظفيها حول الممارسات المستدامة.
