“بلومبرج”: تنفيذ الصفقة بالكامل قد لا يكون كافيًا لمنع ارتفاع المخزونات العام المقبل
أوضحت الوكالات الثلاث الكبرى المعنية بالتنبؤ بسوق البترول أن منتجى منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” سيكونون بحاجة إلى الامتثال الكامل لخفض الإنتاج الذى اتفقوا عليه فى فيينا الأسبوع الماضى إذا كانوا يريدون حقًا تجنب زيادة كبيرة فى المخزونات خلال النصف الأول من عام 2020.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أن الامتثال الكامل لمنظمة “أوبك” وحلفائها لخفض الإنتاج قد لا يكون كافياً لمنع ارتفاع المخزونات العام المقبل.
وقررت “أوبك” وحلفاؤها تخفيض هدف الإنتاج الإجمالى بمقدار 500 ألف برميل يوميًا الربع الأول من عام 2020 بينما أعلنت المملكة العربية السعودية أنها ستخفض هدفها بمقدار 400 ألف برميل يوميًا إضافى حال التزام جميع المشاركين الآخرين بتعهداتهم.
وأظهرت بيانات كل من وكالة الطاقة الدولية، وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ومنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” ارتفاع مخزونات البترول العالمية فى النصف الأول من العام المقبل إذا واصل منتجو المنظمة ضخ الخام بمستويات نوفمبر الماضى ما يؤكد الحاجة إلى قيام المجموعة بخفض الإنتاج بالكامل بما فى ذلك القيود الطوعية للمملكة العربية السعودية.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أنه بدون هذه التخفيضات سوف يصل حجم بناء مخزون النصف الأول إلى 550 ألف برميل يوميًا، وسيختفى بناء المخزون تقريبًا إذا تم تسليم التخفيضات من تحالف “أوبك +” بالكامل ولكن لا تزال وكالة الطاقة الدولية، تتوقع بناء حوالى 800 ألف برميل يوميًا من المخزون.
وأشارت “بلومبرج” إلى أنه بدون مزيد من التخفيضات فى إنتاج “أوبك +” ترى الوكالات الثلاث أن المخزونات سوف تتراكم فى النصف الأول من عام 2020.
وعلى الرغم من أن “أوبك” أبقت على توقعاتها للطلب على البترول لعامى 2019 و2020 دون تغيير للشهر الثانى على التوالى إلا أنه كان هناك المزيد من التخفيضات فى أرقام الاستهلاك التى توقعتها وكالة الطاقة الدولية، وإدارة معلومات الطاقة، لكلا العامين.
وتم وضع أكبر القيود على تقديرات الطلب على البترول فى الربع الثالث من العام الحالى مع توفر المزيد من البيانات الحقيقية.
وخفضت وكالة الطاقة الدولية، تقديراتها بمقدار 210 آلاف برميل يوميًا مقارنة بما أعلنته قبل شهر بينما حققت وكالة الطاقة الأمريكية، خفضًا أكبر بمقدار 290 ألف برميل يوميًا.
وأدت هذه التخفيضات إلى مزيد من التنقيحات الهبوطية لتقديرات نمو الطلب من كلا الوكالتين.
وتربط وكالة الطاقة الدولية، نمو الطلب العالمى على البترول فى الربع الثالث بنحو 900 ألف برميل يوميًا وهذا أقل من التوقعات التى بلغت 1.62 مليون برميل يوميًا فى يوليو الماضى.
وخفضت إدارة معلومات الطاقة، توقعاتها لنمو الطلب على البترول فى الربع الثالث إلى 750 ألف برميل يوميًا بانخفاض من 1.42 مليون برميل فى يوليو وبقدر 1.81 مليون بداية العام الحالى.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تشهد فيه وكالة الطاقة الدولية، نموًا فى الطلب خلال الربع الثالث أقل من مليون برميل يوميًا للمرة الأولى بينما لا يزال معدل نمو “أوبك” عند 1.24 مليون برميل يوميًا.
وأوضحت “بلومبرج” أن توقعات وكالة الطاقة الدولية، للربع الحالى لا تزال قوية، حيث بدأت بعض البيانات المؤقتة تظهر فى شهر أكتوبر الماضى.
وتشهد وكالة الطاقة الدولية، انعكاسًا على ثروات مجموعة الدول المتقدمة فى منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، حيث يتوقع أن ينمو الطلب على البترول على أساس سنوى بمقدار 590 ألف برميل يوميًا فى الربع الأخير بعد تقلصه بمقدار 190 ألف برميل يوميًا فى فترة الربع الثالث.
وبدأت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فى خفض توقعاتها لنمو الطلب العالمى فى الربع الأخير والذى يبلغ الآن 1.26 مليون برميل يوميًا منخفضًا من 1.66 مليون برميل فى يوليو لكن وكالة الطاقة الدولية، لم تحذو حذوها بعد.
وبالنسبة لبعض الدول، فلن يمتثل الجميع لخفض الإنتاج وهو الأمر الذى قد يسبب مشاكل للمنظمة حيث سيتم السماح لأنجولا برفع إنتاجها بحوالى 200 ألف برميل يوميًا بعد أن شهدت انخفاضًا فى الإنتاج بسبب عدم وجود مشاريع جديدة لتعويض معدلات التراجع الحاد فى حقول المياه العميقة.
وفى الوقت نفسه فإن قدرة العراق على تحقيق تخفيضات إضافية تبلغ 177 ألف برميل يوميًا من إنتاجه الحالى وهو ما سيحتاج إلى القيام به من أجل الامتثال لهدفه الجديد هو أمر بعيد المنال.
وسيثير ذلك تساؤلات حول استعداد السعودية لمواصلة الإنتاج بأقل من المعدل المستهدف.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أنه إذا تعطلت الصفقة فإن الوكالات الثلاث تتفق على أن المخزونات ستعود إلى اتجاه تصاعدى قوى فى الأشهر المقبلة ولا يتوقع أى من الثلاثة سحبًا كبيرًا فى المخزونات حتى النصف الثانى من عام 2020.