قدّرت شركات السيراميك، نسبة الطاقة من إجمالى تكلفة الإنتاج بنحو %40، رغم قرار الحكومة خفض سعر الغاز الطبيعى أكتوبر الماضى.
وتراهن الشركات على خفض جديد فى سعر الغاز؛ حتى تتمكن من زيادة تنافسية السيراميك المصرى فى الأسواق الخارجية، خصوصاً فى ظل المنافسة الكبيرة من الشركات العالمية المدعومة بانخفاض أسعار الطاقة هناك.
قال فاروق مصطفى، رئيس مجلس إدارة شركة سيراميكا فينيسيا، إنَّ نسبة الطاقة من إجمالى تكلفة الإنتاج فى متر السيراميك تتراوح بين 34 و%40، مقابل 20 و%22 فى الدول المنافسة لمصر تصديرياً.
وأضاف أن السعر المناسب للمليون وحدة حرارية من الغاز الطبيعى هو 3 دولارات، إذ سيسهم ذلك فى وجود عدالة فى المنافسة بين المنتجات المصرية وباقى الدول، على رأسها تركيا التى تعد المنافس الأبرز للشركات المصرية فى الأسواق التصديرية.
وقرر مجلس الوزراء، أكتوبر الماضى، خفض سعر الغاز لبعض القطاعات الصناعية، ومن ضمنها السيراميك والبورسلين من 7 إلى 5.5 دولار للمليون وحدة حرارية.
وتوقع «مصطفى»، الذى يشغل منصب وكيل المجلس التصديرى لمواد البناء، مزيداً من الانخفاض فى أسعار الغاز والكهرباء خلال الفترة المقبلة.
وأكد أهمية إيجاد حلول لشركات السيراميك المتعثرة فى دفع مستحقاتها لدى وزارة الكهرباء، من خلال تقسيطها حتى لا تتعرض الشركات لخسائر تهدد طاقتها الإنتاجية.
وقال وجيه بسادة، رئيس مجلس إدارة شركة سيراميكا ألفا، إنَّ تكلفة الطاقة فى متر السيراميك انخفضت من أكثر من %50 قبل خفض الحكومة سعر الغاز الطبيعى أكتوبر الماضى، لتصل إلى نحو %41.
وطالب بإعادة النظر فى تسعير الغاز ليصل إلى 3 ـ 3.5 دولار للمليون وحدة حرارية؛ حتى تستطيع الشركات المنافسة عالمياً.
أكد رئيس مجلس إدارة شركة سيراميكا ألفا، أنَّ قيمة فاتورة الغاز التى تدفعها الشركة تقدر بنحو 15 مليون جنيه شهريًا، إذ يعد قطاع السيراميك من الصناعات كثيفة استهلاك الغاز وعنصراً أساسياً فى الإنتاج.
وقررت الحكومة الليبية، تأجيل العمل بقرار حظر دخول السيراميك المصرى عبر المنافذ البرية حتى نهاية العام الحالى، ما يهدد صادرات القطاع لأهم الأسواق التصديرية، إذ تستحوذ ليبيا على نحو %30 من إجمالى صادرات السيراميك.
وسجلت صادرات السيراميك 126 مليون دولار خلال أول 9 أشهر من العام الحالى، مقابل 125.2 مليون دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضى.
وقال عماد عفيفى، مدير التصدير بشركة سيراميكا جرانيتو، إنَّ ارتفاع تكلفة الطاقة محلياً من أبرز أسباب ضعف تنافسية المنتج المصرى فى الأسواق الخارجية، فضلاً عن تكبد بعض المصانع خسائر قد تعرضها لغلق بعض الأفران أو المصنع بالكامل.
أضاف أن قيمة فاتورة الغاز الطبيعى التى تدفعها الشركة شهرياً تتراوح بين 13 و15 مليون جنيه. وتواجه بعض المصانع صعوبة فى دفع الفاتورة الخاصة بها.
وتابع: «الدول المنافسة فى الأسواق التصديرية المشتركة، مثل الهند، تحصل مصانع السيراميك بها على دعم فى الطاقة، ما يجعلها قادرة على المنافسة بمنتجها فى الأسوق العالمية».
وذكر «عفيفى»، أنَّ طبيعة صناعة السيراميك تختلف عن الصناعات الأخرى، إذ تلتزم المصانع بتشغيل الأفران 24 ساعة، ما يتطلب إعادة النظر فى أسعار الطاقة لرفع تنافسية المنتج محلياً وخارجياً.
أشار إلى أن الشركات المنتجة للسيراميك، طالبت بإدراج المنتج فى البرنامج الجديد لرد الأعباء التصديرية، لتحصل الشركات على دعم تستطيع من خلاله المنافسة وتطوير منتجها، لكنَّ هذا المطلب تم رفضه من صندوق تنمية الصادرات بوزارة التجارة والصناعة.