تواجه مصانع الزجاج، الزيادة التى طرأت على أسعار الطاقة خلال العامين الماضيين، بالبحث عن بدائل لترشيد الاستهلاك وتفادى رفع سعر المنتج النهائى، منها تغيير الأفران ذات الاستهلاك العالى بأخرى أقل استهلاكًا، بجانب تنويع المنتجات لتتوافق مع السوق المحلى، وتسريح جزء من العمالة.
قال عبده شطة، عضو مجلس إدارة الشركة المصرية الدولية لصناعة زجاج السيارات، إن الزيادات التى طرأت على مدخلات الإنتاج الفترة الماضية، خصوصا أسعار الطاقة، أثرت سلبًا على مبيعات القطاع.
أضاف لـ «البورصة» أن الشركة تعثرت جزئيًا العام الماضى، بسبب زيادة الأعباء الناتجة عن برنامج الإصلاح الاقتصادى، ولم تستطع مجاراة الطفرة الكبيرة فى أسعار الطاقة حتى توقفت كليًا لحين وضوح الرؤية فى السوق.
وأوضح أن الشركة تعتمد على الغاز والكهرباء فى عملية التصنيع، إذ يمثلان نحو %25 من إجمالى تكلفة الإنتاج، وأى زيادة فى سعرهما تنعكس على السعر النهائى مما يضعف القدرة التنافسية للمنتج سواء محليًا وخارجيًا.
وأشار إلى أن الزجاج من الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة. ورغم ذلك يتم محاسبته بـ 6 دولارات للمليون وحدة حرارية، فى حين لا يتجاوز السعر 2.5 دولار فى الدول المنافسة ومنها تركيا والصين.
وقال ضياء أحمد رئيس مجلس إدارة الشركة الأفريقية لصناعة الزجاج، إن أبرز المشكلات التى تواجه المصانع الفترة الحالية، تتمثل فى ارتفاع تكلفة الطاقة بشكل عام، لاعتماد القطاع عليها فى التصنيع والنقل.
وأضاف أنه لتفادى رفع سعر المنتج النهائى، لجأت الشركات إلى تسريح جزء من العمالة والخروج من بعض الأسواق التصديرية، وتنويع منتجاتها حتى تتناسب مع احتياجات السو ق المحلى.
وأشار إلى أن فاتورة الغاز ارتفعت بشكل كبير حتى تحولت إلى عبء على الشركة، إذ أصبحت تدفع 250 ألف جنيه شهريًا مقابل 100 ألف جنيه قبل نوفمبر 2016.
وتابع: «مهما بلغت زيادة الطلب على المنتج فى السوق المحلى، لن يسد الثغرة بين الزيادة فى التكاليف والسعر العادل للسلعة، خصوصا فى ظل المنافسة الشرسة من جانب المنتجات المستوردة التى تغزو السوق حاليًا».
ووفقًا للهيئة العامة للاستثمار، فإن عدد الشركات العاملة فى قطاع صناعة الزجاج فى الفترة من 2007 حتى عام 2019 بلغ نحو 127 شركة، بإجمالى رأسمال مصدر قدره حوالى 2 مليار جنيه.
وقال محمد الكحكى، رئيس شركة بى كريستال، المتخصصة فى صناعة الكريستال والمنتجات الزجاجية، إن الشركات بدأت ترشيد استهلاكها منذ قرار الحكومة زيادة أسعار الطاقة، من خلال تغيير أفران الصهر لتتوافق مع أحدث النظم التكنولوجية لتقليل الانبعاثات والحد من الهدر فى الطاقة، ورفع إنتاجية الفرن.
وطالب الكحكى، الحكومة بخفض أسعار الطاقة خلال الفترة المقبلة لتشجيع المصانع على التوسع والتصدير بدلا من تحميلها مزيدًا من الأعباء.