تمتلك الصين فرصا عظيمة لجني مكاسب كبيرة من اليابان، في ظل سعيها لتخطي الولايات المتحدة في سوق شبكات الجيل الخامس، في حين يحاول الموردون اليابانيون استغلال الفرص غير المتوقعة في حرب التجارة والتكنولوجيا.
واستفادت اليابان بالفعل ، من تحويل عملاق التكنولوجيا الصيني “هواوي”، مشترياته بعيدا عن الولايات المتحدة، بعد إدراجه ضمن القائمة السوداء.
وأوضح ليانج هوا، رئيس مجلس إدارة “هواوي تكنولوجيز”، أن شركته أنفقت ما يصل إلى 780 مليار ين ( 7.2 مليار دولار) في اليابان بين شهري يناير وسبتمبر الماضيين أي خلال 9 أشهر ، بزيادة تقدر بـ 60 مليار ين عن إجمالي استثمارات العام الماضي، متوقعا أن يكون هناك مزيد من الاستثمارات في المستقبل.
وأفادت مجلة “نيكي آسيان ريفيو” اليابانية أن الموردين اليابانيين يبذلون جهدا كبيرا للتحضير لطفرة شبكات الجيل الخامس القادمة. فثمة شركات عديدة توفر المواد والمكونات التي لا تستطيع العلامات التجارية الكبرى ومنها “هواوي” العيش دونها.
أوضح المدير العام في شركة “توكوياما” اليابانية، يوشياكي ياماموتو، أن شبكات الجيل الخامس ستزيد من استهلاك البيانات. ونتيجة لذلك سيكون هناك مزيد من الطلب على أشباه الموصلات ومواد تبديد الحرارة.
وفي الواقع، يعتقد ياماموتو، أن شبكات الجيل الخامس مجرد بداية لتدافع أكبر بكثير من الطلبات، إذ أصبح كل شيء بداية من السيارات إلى مكيفات الهواء، مزودا برقاقات إلكترونية ومدعوما بالإنترنت.
وتتحكم شركة “توكوياما” في 75% من الحصة السوقية العالمية لـ” نيتريد الألمنيوم” عالي النقاء، وهو عنصر أساسي في المواد التي تبدد الحرارة وتمنع سخونة أشباه المواصلات.
وأوضحت بيانات رابطة صناعة أشباه الموصلات، أن المبيعات العالمية لأشباه الموصلات بلغت 106.7 مليار دولار خلال الربع الثالث من عام 2019، بزيادة نسبتها 8.2% عن مبيعات الربع الثاني.
وأوضح ماسامي ساتو، كبير المحللين لدى “أس.بي.أي سيكيوريتيز”، أن موردي الموارد اليابانيين اكتسبوا خبراتهم عندما كانوا يخدمون الشركات المحلية المتخصصة في تصنيع الرقائق والشاشات والإلكترونيات الاستهلاكية الجاهزة.
“هواوي” أنفقت 780 مليار ين خلال 9 أشهر في اليابان
وأشار إلى أن المنتجات النهائية تُستبدل اليوم، بمنتجات صينية وكورية جنوبية. ولكن المواد الأساسية لا تزال متواجدة في اليابان.
وأضاف أن الخلاف الدبلوماسي الذي شهدته طوكيو وسول، هذا العام ، لم يظهر سوى تفوق الموردين اليابانيين، إذ سارعت كوريا الجنوبية لاستبدال الواردات المقيدة ، وتعهدت بإنفاق 850 مليون دولار تقريبا لتطوير الإنتاج المحلي من أشباه الموصلات الرئيسية.
وتستعد شركات تصنيع قطع الغيار اليابانية أيضا للاستفادة من الاستثمار الصيني في شبكات الجيل الخامس. وقال رئيس شركة “موراتا” لتصنيع مكثفات السيراميك اليابانية، تسونيو موراتا، إن شركته شهدت طلبا أقوى من المتوقع على منتجات محطات الجيل الخامس اﻷساسية.
ورغم أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة كانتا أول من شغلتا شبكات الجيل الخامس، إلا أن نطاقهما كان محدودا، وبالتالي استطاعت الصين ملاحقتهما وتجاوزهما أيضا.
فقد أصدرت بكين تراخيص الجيل الخامس في يونيو الماضي، أي قبل أشهر من الموعد المخطط له، ما سمح لشركات “تشاينا موبايل” و”تشاينا يونيكوم” و”تشاينا تيليكوم” بإطلاق خدماتهم في نوفمبر.
شهدت الشركات الثلاثة الصينية ما يصل إلى 9 ملايين مشترك في شبكات الجيل الخامس خلال الشهر الأول. وتتوقع الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول، ومقرها لندن، ارتفاع العدد إلى 600 مليون مستخدم بحلول عام 2025، وهو ما يمثل 40% من الإجمالي العالمي، خصوصا أن ثمة أموال كثيرة ستنفق لتحقيق ذلك.
ويعتقد “جولدمان ساكس” أن الصين ستستثمر أكثر من 150 مليار دولار، في شبكات الجيل الخامس بحلول 2025.