السوق المصرى يقود خسائر البورصات العربية بتراجع 4.4 %.. و45 سهماً تسجل أدنى مستوى فى عام
“المصرى”: هناك مبالغة فى تقدير حجم التوترات الجيوسياسية
“سعيد”: حالة الذعر ستستمر لحين وضوح الرؤية السياسية فى المنطقة
“الشبينى”: الابتعاد عن الأصول عالية المخاطر سبب الضغط البيعى الكبير
قادت البورصة المصرية خسائر أسواق الأسهم العربية مع تنامى التوترات الجيوسياسية فى منطقة الشرق الأوسط بعد توليفة من الأخبار السلبية، حبست أنفاس المستثمرين بأسواق المال العالمية، وسجل مؤشر البورصة المصرية “EGX30” أكبر تراجع منذ سبتمبر الماضى بنسبة 4.4%، وسط توقعات باستمرار حالة الهلع لحين هدوء الأوضاع ووضوح الرؤية السياسية لجميع الأطراف المتنازعة.
وكان البرلمان التركى قد وافق الخميس الماضى، على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا دعماً لحكومة الوفاق الوطنى فى طرابلس لمواجهة القوات الموالية للمشير خليفة حفتر، وهو ما نددت به الخارجية المصرية واعتبرته تدخلاً سافراً فى الشأن الليبى الداخلى.
جاء ذلك بالتوازى مع مصرع القائد العسكرى الإيرانى قاسم سليمانى فى ضربة جوية يوم الجمعة الماضى استهدفت موكبه بمطار بغداد بالعراق، وأرجع ياسر المصرى، العضو المنتدب لشركة العربى الأفريقى لتداول الأوراق المالية، هبوط مؤشرات البورصة المصرية، إلى تضخيم المشاكل الجيوسياسية التى تعصف بمنطقة الشرق الأوسط فى الوقت الحالى.
ودلل المصرى على ذلك بأن بورصات الدول وثيقة الصلة بالأزمات مثل الإمارات والسعودية لم تهبط بنفس القدر الذى شهدته البورصة المصرية أمس الأحد.
وهبط مؤشر سوق دبى بنحو 3.1% مسجلاً أعلى انخفاض يومى فى أكثر من 6 أشهر، وأغلق مؤشر السوق السعودى هابطًا بنسبة 2.4%، وأغلق مؤشر بورصة قطر متراجعًا بنسبة 2.1%.
وأوضح المصرى، أن أداء مؤشر EGX30 بجلسة اليوم سيحدد استمرار الاتجاه العام للسوق صاعدًا على المدى الطويل من عدمه، ناصحًا المتعاملين بالشراء وتحديد نقاط وقف خسارة عند مستويات قريبة.
وقال هشام الشبينى، رئيس قسم البحوث بشركة مباشر لتداول الأوراق المالية، إن الأسهم من فئة الأصول عالية المخاطر لذلك فهى الأكثر حساسية لأى توترات بالتحديد الجيوسياسية وتتأثر سلبيًا.
وأضاف أن الوضع الحالى من الهلع يخلق فرصًا للشراء فى الأسهم ذات المراكز المالية القوية التى تتسم بالاستقرار، موضحًا أن النسبة المرتفعة للمستثمرين الأفراد بالسوق المصرى تضاعف من ردود الأفعال السلبية.
وسجلت أسعار 45 سهماً أدنى مستوى لها فى 52 أسبوعاً بنهاية تعاملات أمس، فضلاً عن فقدان 65 شركة ما يزيد على 9% من قيمته السوقية خلال الجلسة، وأوقفت البورصة المصرية 98 سهماً بعد تراجع أسعارها 5% خلال الجلسة.
قال إيهاب سعيد، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة أصول لتداول الأوراق المالية، إن السبب وراء تراجع السوق لأكثر من 4% بسبب الرسائل الإعلامية السلبية عن التوترات السياسية فى المنطقة، مما أدى لحالة من الذعر فى سلوك المستثمرين بسوق المال.
وتوقع سعيد، استمرار حالة الذعر لحين وضوح الرؤية السياسية في المنطقة، لافتًا إلى ضرورة توخى الحذر من قبل الإعلام فى الرسائل الإعلامية المقدمة فى الوقت الراهن، ونصح المستثمرين بالبيع عند أى ارتدادة لأعلى، أو أى حركة تصحيحية.
ووصف مهاب عجينة، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة بلتون لتداول الأوراق المالية، الهبوط بـ “رد فعل مبالغ فيه” من جانب المستثمرين رغم التوترات السياسية الأخيرة.
وأوضح أن قرارات المستثمرين متسرعة تأثرًا بالأخبار السلبية، كما أن الأحداث ليست كافية للتأثير على البورصة بهذا الشكل، ونصح المستثمرين بإعادة النظر فى قرارات البيع فى الوقت الحالى، موضحًا أن السوق يمر بأسوأ حالاته.
وقال محمد حسن العضو المنتدب لشركة ميداف لإدارة الأصول، إن الانخفاض الجماعى لمؤشرات بورصة مصر يرجع إلى زيادة التوترات بين أمريكا وإيران، بالإضافة إلى التوترات فى ليبيا.
وتوقع حسن استمرار حالة الذعر والعنف البيعى حتى استقرار الأوضاع، لافتًا إلى أن منطقة 13390 و13170 منطقة تجميع للمستثمر متوسط الأجل، على أن يتم تفعيل إيقاف الخسائر حال كسر 13050 نقطة لأسفل، وانخفض مؤشر EGX50 متساوى الأوزان بنسبة 5.62% ليُغلق عند مستوى 1853 نقطة، وتراجع مؤشر EGX70 للأسهم المتوسطة بنسبة 4.76% ليصل لمستوى 511 نقطة.
وانخفض مؤشر EGX30 capped بنسبة 5.18% ليصل إلى مستوى 15397 نقطة، كما تراجع مؤشر EGX100 الأوسع نطاقًا بنسبة 4.78% مستقرًا عند مستوى 1332 نقطة، وسجل السوق قيم تداولات بلغت 540.2 مليون جنيه، بتداول 181.1 مليون سهم، وبتنفيذ 21.4 ألف عملية بيع وشراء، بعد أن تم التداول على أسهم 171 شركة مقيدة، ارتفع منها 5 سهمًا، وتراجعت أسعار 148 سهمًا، فى حين لم تتغير أسعار 18 سهمًا أخرى، ليستقر رأس المال السوقى عند مستوى 678.06 مليار جنيه، فاقدًا نحو 28.6 مليار جنيه خلال الجلسة.
واتجه صافى تعاملات المصريين وحده نحو البيع، مسجلاً 71.4 مليون جنيه، بنسبة استحواذ 84.2% من عمليات البيع والشراء على الأسهم، واتجه صافى تعاملات العرب والأجانب نحو الشراء، مسجلاً صافى شرائى 2.5 مليون جنيه و68.8 مليون جنيه على التوالى بنسبة استحواذ 5.5%، و10.2% من التداولات.
واستحوذ الأفراد على 67.7% من تداولات الجلسة متجهين نحو البيع، باستثناء الأفراد العرب الذين فضلوا الشراء بصافى 4.2 مليون جنيه، واقتنصت المؤسسات 32.2% من التعاملات متجهين نحو البيع باستثناء المؤسسات الأجنبية التى فضلت الشراء بقيمة 75.8 مليون جنيه، بينما سجلت المؤسسات المصرية صافى مبيعات 32.6 مليون جنيه.